كلمات
هبة حسن الصوفيعلى الرغم من وجود العديد من أنواع الصحف على الساحة سواء كانت صحفاً فنية، سياسية، اجتماعية، ثقافية، إلا أن هناك نسياناً لـ(صحافة الأطفال) فليس هناك أي صحيفة متخصصة بالطفل، وهذه الصحيفة لابد أن تكون مختلفة كل الاختلاف عن بقية الصحف من حيث عرض المواضيع، الإخراج، الأسلوب الفني لهذه الصحيفة.هناك من يسأل لماذا تكون للأطفال صحافة خاصة بهم بما أن الطفل ليس مدركاً لكثير من الأشياء فكيف يتم تخصيص صحيفة له؟؟أنا برأيي من الضروري أن تكون هناك صحيفة للأطفال وليست مجرد صحيفة أو مجلة تصدر لتسليتهم أو الترفيه عنهم لأننا لا ننسى أن عالم الطفولة عالم قائم بحد ذاته وتوجد فيه الكثير من المراحل العمرية التي يمر بها الأطفال.والطفل بحاجة إلى صحيفة خاصة به توجد بها كل المعلومات والمعاني والمفاهيم التي يحتاج إليها الطفل.ولتكون صفحاتها مثل الضوء لتنير طريقه ومن الضروري أيضاً أن يكون باستطاعة تلك الصحيفة المزج بين الواقع والخيال وذلك من خلال الرسومات، المواضيع، الألوان....الخ، ولا ننسى أيضاً قيمة الكلمة المطبوعة في تلك الصحيفة الخاصة بالطفل، والجاذبية مطلوبة أيضاً وتصوير المعاني وتجسيدها وتحويل الرسومات والألوان إلى لوحات فنية يتمتع الطفل بالنظر إليها.وإذا نظرنا لاختيار المواضيع فلابد أن تكون متنوعة ومتعددة في الأدب، التاريخ، الثقافة، قد يقول البعض إن الطفل ليس بحاجة لكل هذا، لكننا نقول إن الطفل يحتاج لغذاء ذهني بمعنى الكلمة حتى تتكون لديه قوة وشخصية وثقافة الغد.بعض الصحف أو المجلات الموجهة للطفل تكثر فيها الصور الجميلة والألعاب الترفيهية والطرائف المضحكة، صحيح أنه بحاجتها ولكن عقليته بحاجة أيضاً للكثير من العلم والمعرفة حتى تتكون لديه عقلية صحيحة تملؤها المعرفة والعلم المفيد.ولا بد أن تسعى هذه الصحف إلى تدريب مهارات القراءة وزرع حب الإطلاع الدائم لكل ما هو مفيد ويحتاج إليه الطفل.قد يقول البعض نحن بعصر التكنولوجيا والانترنت فما حاجة الطفل لمثل هذه الصحف أو المجلات؟؟ ولكن نقف لحظات من الوقت سنجد أن الكمبيوتر قد ألحق الضرر بعقلية الأطفال أكثر من إفادتها.. لأن الإعلام المقروء يأخذ نصيبه من الرقابة والانتباه ويستطيع الأهل مراقبة الطفل فيما يقرؤه ولكن تقدم العصر التكنولوجي جعل الطفل يتوجه لأشياء تغيب وعيه تماماً.ولا ننكر أن الغزو الفكري استطاع أيضاً الدخول إلى عقول الأطفال، وبالصحافة المتخصصة نستطيع تشجيع الطفل على التثقيف الفكري بدل الغزو عليه.لأننا نعلم جيداً بأنه ليس لجميع الأطفال القدرة على مواكبة الانترنت، كما أن عالم الطفل عالم صعب جداً وبحاجة إلى كثير من الحذر والموضوعية والصدق، نستطيع أن نلتزم في الصحيفة المتخصصة لهم بتلك الأشياء التي تم ذكرها ولكن في عالم التكنولوجيا والانترنت لا نستطيع وضع حدود للطفل وتغذية فكره بأشياء تجعل منه عموداً فقرياً لكل مجتمع بمعنى الكلمة.ولا ننسى أن هناك بعض الدول التي تصدر مجلات خاصة للأطفال وهي مهتمة بها بشكل واضح مثل مجلة ميكي ومجلة أسامة والعربي الصغير.وكما أشرت سابقاً فإن التعامل مع عالم الأطفال بحاجة إلى إتقان ومهارة لكي نكسب الطفل ونبعده عن عثرات الحياة التي تواجهه مثل التفكك الأسري والتشرد والسعي وراء الأشياء التي تؤثر على حياته وتقضي على مستقبله في المهد.وكما وجدت صحف متخصصة بالثقافة والسياسة والعنف فإن الطفل من حقه على مجتمعه أن يمنحه حقه في المجال الإعلامي والتثقيفي ومن خلاله يستطيع المطالبة بحقه في كافة المجالات ومثل ما لنا دور في توصيل رسالتنا بكل أمانة، فللطفل حق في توصيل رسالته للعالم أجمع.