الصمت سيد رد الفعل المستتر على دعم المجتمع الدولي لقرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي ودعم العملية السياسية في اليمن باستكمال إعادة بناء مؤسسات الدولة الفاشلة في اليمن.الصمت لا يعني الرضوخ لصوت العقل والضغوط الدولية بقدر ما تفكر به الباطنية السياسية لمعوقي التسوية السياسية والمبادرة الخليجية واستكمال الانتقال السلمي للسلطة عبر إعادة هيكلة الجيش وبنائه كمؤسسة وطنية صرفة لا تخضع لمراكز الصراع السياسي والعائلي والقبلي والطائفي في صنعاء .رد الفعل المضطرب جاء عبر سيارة مفخخة ونشاط ملحوظ للقاعدة في محافظة البيضاء - في قيفة، بعد سبع ساعات التقى فيها ممثلو مجلس الأمن في اجتماع طارئ مع أطراف الأزمة في اليمن . وطبقآ لوكالة سبأ الرسمية فقد عقد ممثلو مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ناقشوا فيه الخطوات السياسية لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في خطوة أممية لدعم العملية السياسية في اليمن بشكل أقوى وإظهار دعم المجتمع الدولي لخطوات الرئيس في تنفيذ المبادرة. طبقآ وكالة الأنباء اليمنية «سبأ « . اللقاء لم يكن طويلآ ضمن جدول أعمال مزدحم استمر لسبع ساعات أعلن خلالها الرئيس متطلبات تأمين أستقرار اليمن وامن الجغرافيا الخطرة عبر محددات تحدث عنها الرئيس هادي بمناسبة زيارة رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي لليمن لنجاح المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وصولا الى الاستحقاق الانتخابي في فبراير 2014م ابرزها:- اهمية استمرار دول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة ومجلس الأمن في رعاية المرحلة الثانية من التسوية السياسية والتأكيد على التمسك بامن واستقرار ووحدة اليمن وفقا لبنود المبادرة الخليجية وقراري مجلس الامن 2014 و 2051 ورفض العنف لتحقيق أهداف سياسية واعتبار الحوار هو المنبر الوحيد لمعالجة كافة القضايا والمظالم والاختلالات واعتبار الأطراف التي ترفض نهج الحوار من الاطراف المعرقلة للتسوية السياسية .- التأكيد على اهمية وفاء المانحين بتعهداتهم باعتبار ان جذور المشكلة في اليمن ذات طبيعة اقتصادية ما يجعل استكمال التسوية السياسية مرتبطا بشكل قوي بتحقيق النمو الاقتصادي حتى يلمس المواطن اثر ذلك على حياته المعيشية فتوفير الخدمات وفرص العمل وتحسين المناخ الاستثماري سينعكس ايجابا على مجمل الجوانب السياسية والأمنية ويخلق اجواء الاستقرار والامن الكفيلة بوضع حد للأفكار المتطرفة والإرهابية .- توفير الدعم المادي اللازم لتمكين حكومة الوفاق الوطني من إعادة الإعمار في المناطق المتضررة من الارهاب والحروب، وكذلك التعويضات اللازمة المرتبطة بالقرارات التي صدرت لمعالجة الاوضاع في المحافظات الجنوبية .لم يفصح الرئيس عن المستتر - المعطل لنجاح التسوية السياسية.كان يريد من الاطراف الدولية استنتاج ذلك في لقاءات مع مربع الازمة اليمنية ومركز الصراع في صنعاء.المركز المهيمن على قواعد اللعبة في السياسية في اليمن والمعيق لمسيرة التغيير عبر خارطة طريق ملحقة المبادرة الخليجية بدعم اممي بدات في مرحلتها الاولى بالتوقيع على المبادرة الخليجية واستكماله بأنتخاب الرئيس عبده ربه منصور هادي بالمبادرة الدولية وحددت مرحلتها الثانية بهيكلة الجيش . التمرد رقم (1)انعكس تتويج هادي بعد 12 فبراير على نفسية حلفاء النظام السابق ومراكز القوى العسكرية المرتبطة به وذات العلاقة بتنظيم القاعدة وخلاياه النائمة في اليمن. وبعد سلسلة من القرارات التي اصدرها هادي في ابريل الماضي تستهدف مراحل إعادة اعادة هيكلة الجيش طاله مراكز عسكرية مقربة من الرئيس السابق حاول التمرد عليها القادة بعد اقالتهم من مناصبهم . وتدخله القوى الدولية عبر سفراء دول الخليج والاتحاد الاوربي وواشنطن والمبعوث الدولي على اجبارهم على الانصياع لها بتلويحم بفرض عقوبات اممية قد تطالهم . التمرد رقم (2)- كان الموقف الدولي حاضرآ ولايزال في المشهد اليمني في ظل مواقف خفة تأثيرها الاقليمي لأسباب تتعلق بمراكز القوى العسكرية والقبلية في صنعاء والمرتبطة بأكثر من ديوان ملكي في الحليج العربي .ذلك ما يدركه الرئيس هادي وينصدم معه في آن . يفهم الرجل الاول قواعد اللعبة السياسية الوطنية والإقليمية والدولية .لعل ذلك مبررآ كافٍ يفسر تحيزه ليمنيته وبناء الدولة الحديثة .لا يتحدث هادي بأفق الصراعات التى عاشها في جنوب ما بعد 86.وأن بدا يمارسها بقرارات مبنية بنفس النفسية التي يتما هى فيها الصراع في الماضي مع ما تفرزه نتائج التغيير اليوم .لقد بدى ذلك واضحآ لهادي اليوم وهو يقرأ عن بعد مواقف القوى السياسية المشتركة معة في المرحلة الانتقالي ة بأستكمال مرحلة التغيير .عبر اعادة هيكلة الجيش بقرارات تمهد لشراكة واسعة في المؤتمر الوطني للحوار .يحتاج الرئيس اليوم لطاقم سياسي وأعلامي وعسكري قريب منه لتحقيق نجاح نسبي يخرج اليمن من الدوران في دائرة مؤسسة مرتبطة بمراكز الصراع والنفوذ في الماضي , لعل هذا حقه الذي قد نقبله بموضعية منسجمة مع الاختيار التكنوقراطي لمؤسسات تدير المجتمع وليست قائمة على تكريس استراتيجة التقاسم في أدارة السلطة والثروة.يستشعر المجتمع الدولي ذلك .عبر عنه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر بكلمة رحب في مستهلها بأعضاء مجلس الامن الدولي في زيارتهم التاريخية وغير المسبوقة الى اليمن والمنطقة .. معتبرا هذه الزيارة تاكيداً للدعم الكبير الذي يقدمه المجتمع الدولي لليمن دولة وشعبا.دعم اممي وخاطب المبعوث الاممي الجميع قائلا :» الان أنتم تصنعون الحاضر والمستقبل، حاضر يجب الترفع فيه عن جميع خلافات الماضي لرسم مستقبل يمن جديد لجميع اليمنيين، يمن ديمقراطي تعلو فيه قيم المواطنة وحقوق الانسان ويسوده القانون والعدالة والمساواة والحوكمة الرشيدة والاستقرار».واستطرد قائلا:» دعونا لا ننسى انه قبل اكثر من عام، كان اليمن على شفير حرب أهلية وتكبد اليمنيون واليمنيات من شباب الساحات أثمان باهضة في سبيل التغيير الى الافضل.. والحوار هو الفرصة الذهبية الوحيدة لهذا التغيير في منطقة تزداد اشتعال يوما بعد يوم، ولن يكون ثمة مجال للعودة الى الوراء الى زمن الفوضى والفساد والاستئثار بالسلطة، وعلى جميع الواهمين بذلك ان يحسموا امرهم ويختاروا بين البقاء سجناء للماضي او المشاركة في صنع المستقبل، فهذا ليس زمن العرقلة او التنصل من الالتزامات وعلى الجميع ان يدرك ان قواعد اللعبة تغيرت وان عجلة التغيير انطلقت ولن تعود الى الوراء بإرادة الشعب ودعم المجتمع الدولي.وأردف :» هاهم اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر هنا لتأكيد ضرورة المضي قدما في العملية السياسية وتجديد دعمهم لشعب استحق كل الدعم لاختياره التغيير السلمي وطريق الحوار بدل العنف في خطوة لم يشهدها تاريخ المنطقة من قبل».ومضى بنعمر قائلا:» لم يعد ثمة متسع من الوقت .. يجب على اليمن ان يتلقف هذه الفرصة التاريخية النادرة التي تصبوا اليها شعوب دول اخرى وقل ما تنالها يجب تلقفها اليوم قبل الغد ومن دون تأخير والاسراع في اطلاق مؤتمر الحوار الوطني قريبا وذلك كخطوة رئيسية نحو تحقيق تطلعات الشباب ومختلف مكونات المجتمع اليمني لبناء دولة حديثة وقوية وقادرة على مواجهة التحديات الامنية والاقتصادية والانسانية التي تهدد امنها الاجتماعي واستقرارها «.وتطرق المبعوث الاممي إلى الخطوات المنجزة على صعيد ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والنجاحات التي تحققت على ارض الواقع وكذا الخطوات المتبقية والتحديات الراهنة التي تواجه مسار التسوية السياسية.وقال:» تمكن اليمن خلال الأشهر الأربعة عشرة الماضية من تذليل الكثير من العقبات وسار خطوات جريئة وواثقة نحو الحوار الشامل.. لكنه في سباق مع الوقت نظرا الى حجم واهمية القضايا الواجب حسمها خلال ثلاثة عشر شهرا الان».وتابع :» كلما اقتربنا من موعد الحوار تزداد وطأة التحديات والمخاطر .. وعلى اليمنيين واليمنيات ان يروا حجم المسؤوليات التي تقف على عاتقهم هم أولا مسؤولون امام انفسهم ثم أمام بلدهم وامام المجتمع الدولي لإنجاز اصلاح دستوري واجراء استفتاء شعبي وانتخابات عامة في بضعة اشهر قد تبدو هذه المهمات غاية في الصعوبة لكن من خلال معرفتي بالشعب اليمني ولقائي الاف اليمنيين واليمنيات لمست نوايا ورغبات صادقة لإخراج البلاد من دوامة الصراع، وأنا واثق من قدرتهم على تحقيق الاهداف المنشودة وانجاح الحوار بمشاركة فاعلة من جميع المكونات السياسية والاجتماعية».وأردف قائلا:» لقد شاهد المجتمع الدولي بوضوح حجم التضحيات التي قدمها الشعب اليمني بشجاعته وحكمته ولهذا سخر جهوده لدعم عملية الانتقال السلمي بجميع الوسائل المتاحة «.ومضى المبعوث الأممي قائلا :» سأعمل شخصيا مع مجلس الأمن الدولي لضمان استمرار هذا الدعم للرئيس عبد ربه منصور هادي في قيادته الحكيمة لعملية التغيير وطي صفحة مظالم الماضي «.. مشيرا الى ان اليمنيين يتطلعون اليوم بآمال كبيرة الى مزيد من الدعم المعنوي والمادي كون هذا الدعم عامل رئيس في تعزيز فرص نجاح هذه العملية او فشلها .تحذير انعكس استشعار الممثلين الدوليين لمكامن الخطر في اليمن، على خطاب الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي والمندوب الدائم لبريطانيا مارك برانت الذي قال: (أن أعضاء مجلس الأمن لاحظوا خلال هذه الزيارة واللقاءات التي أجروها أن هناك أقلية تسعى إلى عرقلة العملية السياسية، مؤكدا أن زيارة رئيس وأعضاء مجلس الأمن لليمن يأتي لتأكيد الدعم الدولي للعلمية السياسية في اليمن).وحذر الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي في مؤتمر صحفي عقده بصنعاء كل من يسعون إلى عرقلة العملية السياسية الجارية حاليا في اليمن استنادا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن (2014، 2051)، مؤكدا أن المجلس جاهز لاتخاذ إجراءات رادعة تجاه من يحاولون إعاقة أو عرقلة العملية السياسية وفقا لما جاء في القرار الأممي وتفويض الأمم المتحدة في هذا الشأن.وفيما يتعلق بقضية الغارات الأمريكية في اليمن هي قضية لا تخص مجلس الأمن وإنما تأتي في إطار القضايا الثنائية بين اليمن وأمريكا ولا يهمنا في مجلس الأمن.على أطراف الصراع في صنعاء ان تعي جيدا لغة التغيير التي يتحدث عنها الشاعر التي هي أكثر تأثير من بنادقهم المكدسة في بعض المناطق.اليمن وشعبها يستشرفون المستقبل اليوم عبر بوابة الجنوب وثقافة السلام والتنمية والمواطنة المتساوية .
|
آراء
7 ساعات هزت اليمن
أخبار متعلقة