د. زينب حزام لصهاريج وقلعة صيرة ومنارة عدن وغيرها من الآثار ليست مجرد شواهد حجرية صامتة وليست قطعاً أثرية ولكنها رموز لهوية وتاريخ عدن ، غرست جذورها في الرمل وتمتد عبر حقب الزمن فقد عانى هذا البلد على مدى قرن وربع من استبداد الاحتلال البريطاني واستغلال ثروته الطبيعية ، وجاءت هذه الآثار شواهد تؤكد أن هناك شعباً صنع التاريخ من دماء شهدائه الأبطال شعباً عرف الحضارة البشرية منذ عصور التاريخ وقاموا بتشييد الصهاريج و قلعة صيرة التي تقف على عتبات الجزيرة صخرة عملاقة قبالة جبل المنظر وهو ما يطلق عليه اليوم جبل صيرة وكانت الصهاريج وقلعة صيرة ولا تزالان عنوان هذه الهوية القومية. وقلعة صيرة بنيت في الأساس على أسس حجرية أقدم أي ترجع إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الموقع كان مأوى وحمايــــــة للميناء من القراصنة والغزو الخارجي وقد حفرت فيها بئر تسمى “ بئر الهرامسة” وكانت قلعة صيرة أداة فعالة وقوية لحماية ميناء عدن القديم الواقع في لحف الجبل كما شهدت هذه القلعة والجزيرة معارك خاضها اليمنيون ضد الغزاة والقراصنة ففي عام 1513 - 1516م هاجمها البرتغاليون وصدهم جند القلعة . ومن الأدوار التاريخية الأخرى لهذا المعلم التاريخي الدور البطولي لأهالي عدن حين قاموا بالتصدي والدفاع عن مدينة عدن ضد هجمات الاستعمار البريطاني في 1839م الذي دخلها بعد معركة غير متكافئة. عمل أبناء عدن على القضاء الكامل على الاستعمار البريطاني وطرده من عدن عام 1967م وعملوا على تطوير الاقتصاد الوطني ونشر الثقافة والعلوم والحفاظ على الآثار والعناية بالتراث والحفريات وترميم الآثار وكانت ولا تزال مدينة عدن تغري الناس بالتنزه في شواطئها الذهبية في مدينة التواهي حيث يقع الساحل الذهبي وصهاريجها الواقعة في منطقة كريتر وقلعة صيرة ومنظر البحر وطيور النورس ونسيم البحر في منطقة كريتر. يقول الشاعر والملحن احمد فضل القمندان في قصيدته “ تاج شمسان “ : إذا رأيت على شمسان في عدن تاجاً من المزن يروي المحل في تبن قل للشبيبة تبغى هكذا لكم تاجاً من العلم يمحو الجهل في اليمن فأنتم خلف القوم الألى رفعوا رايات مجدهم في سالف الزمن سارت جنودهم في البر فاتحة حتى ملوا البحر ذا الأمواج بالسفن ما زال منهم فيكم كامناً قبس يجري مع الدم لم يره ولم يهن سيروا إلى المجد صفاً واسلكوا سبلاً وضاء وحيدوا عن الاضغان والفتن انتم بنو السادة من مضرومن سلالة قحطان وذي يزن حياك ياعدن من منهل عذب للقاصدين حماك الله من وطن يا دار آهلة فيك الكرام لقد طبت وغنت لك الورقاء من فنن إذا سرى من هوى حقات في عدن أحيا عليك الهوى شجوى وذكرني أهل القطيع وأهل الزعفران وفي حافة حسين من أهل الفضل والفطن أحبتي وأصحابي فذكرهم في يقظتي لا يفارقني ولا وسني أحبتي وأصحابي فذكرهم في يقظتي لا يفارقني ولا وسني ابعث مزاحم حي العيدروس وصافح في الخساف وعانق ثم واحتضن بيضاً غطارفة سمراً جحاجحة شنف بذكرهم أذني وحدثني وغن لي “ مرحباً بالهاشمي “ فما ياساري البرق إن غنيت يطربني سقاك يا عدن ماء السحائب بل غيث من الشهد أو در من اللبن سقى ربى اليمن الميمون عارض يجري بالشابيب من صنعاء إلى جبن ثم الصلاة على تاج الرؤوس بل هادي النفوس ومنجيها من المحن [c1]رقة طباع أهل عدن [/c]وما من شك في أن أهل عدن يمتازون برقة طباعهم وجودهم وحبهم للخير واشتهروا بما حققوه من أعمال البر والإحسان فكل الموسرين في كل حي من أحياء المدينة يقدمون الطعام للفقراء المقيمين فيها ومن أشهر المساجد في منطقة كريتر مسجد العيدروس وعدد من المواقع الأثرية والمتاحف وفي منطقة كريتر مزيج رائع من العمارة فهناك جزء ينتمي إلى العمارة التركية وجزء آخر ينتمي إلى العمارة الإسلامية وثالث إلى ما قبل الإسلام وكذلك العمارة اليمنية الحديثة وهذه كلها ثروات ثقافية كبيرة تحتاج إلى الترميم والاعتناء بها مثل قصر السلطان وهو اليوم المتحف الوطني والصهاريج وقلعة صيرة جميعها تحتاج إلى إعادة الترميم حتى تصبح مركزاً ثقافياً وسياحياً . [c1]دعوة جادة للحفاظ على التراث الغنائي القديم في عدن [/c]لقد عمل الفنانون الغنائيون في عدن على الحفاظ على التراث الغنائي القديم ونشره بشتى الطرق وفي ندوة الموشح اليمني التي نظمتها وزارة الثقافة والسياحة في عدن 28 نوفمبر 1984م ( مكتبة صوتية احمد بو مهدي ) أشار الأستاذ الكبير عبدالله البردوني إلى دور عدن في الحفاظ على التراث الغنائي القديم حيث قال : ( أن أي متابع للفنون سوف يسجل لعدن آية الاحتفاظ لأنها أول من سجلت الأغاني اليمنية في آخر الثلاثينات والأربعينات ولولا التسجيلات التي كانت تسجل هنا في عدن لما سمعنا مثل ( سب أهيف) و ( نسيم الصبا) ولا مثل ( وا مغرد بوادي الدور) وهذه التسجيلات في الحقيقة شكلت احتفاظها بالتراث ). ومن الأغاني العدنية التي اشتهرت في الخمسينات من القرن الماضي أغنية « ساكت ولا كلمة » شعر والحان الفنان محمود علي السلامي وقد غناها لأول مرة الشاعر والفنان والأستاذ محمود علي السلامي وسجلها بصوته في إذاعة عدن في الخمسينات وعندما سمعها الفنان المطرب احمد يوسف الزبيدي أعجب بها وسجلها هو الآخر لإذاعة عدن ونالت بصوته شهرة واسعة في داخل البلاد وخارجها. [c1]أغنية ساكت ولا كلمة [/c]ساكت ولا كلمة صابر ولا رحمة با تألم وأنا ساكت وبا تظلم وأنا ساكت النظرة بكاء فيها والضحكة شكاء فيها ولا قد جيت باتكلم عجم فمي ولا كلمة يا قاسي وأنا جنبك يا ناسي وأنا حبك وقلبك لا متى قاسي وانته لا متى ناسي وحبك في الحشا والروح تعبني بالسهر والنوح وأنا صابر وبا تظلم وعطفك فين والرحمة يا سالي وأنا محروم يا هاني وانا مكلوم أنا محروم يا ربي من الدنيا ومن حبي وليه الناس تشناني وتتهنى وتنساني وانا صابر وبا تظلم وهو ساكت ولا كلمة
|
فنون
صهاريج عدن .. رمز الهوية وبوابة التاريخ
أخبار متعلقة