يبدو أن فخامة المشير / عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة في موقف صعب ولا يحسد عليه والشعب اليمني جميعه وايضاً الرعاة الدوليون للمبادرة الخليجية متعاطفون معه ومساندون له بقوة في قراراته الأخيرة والشجاعة بشأن هيكلة القوات المسلحة اليمنية وإعادة تنظيمها على أسس وطنية ومهنية حديثة ومتعاطفون معه كذلك أمام الهجمة الإعلامية الشرسة التي يتعرض لها والعراقيل والعقبات التي تحاول أصنام الماضي ورموزها أن تضعها أمامه لابتزازه والضغط عليه لإعادة إنتاج نفسها في واجهة النظام من جديد وبالتأكيد فإن فخامته ليس بحاجة لتعاطفنا معه في شيء لأنه هو وحده من يستطيع مساعدة نفسه على تخطي هذه العقبات والعراقيل ولكن بقليل فقط من الإرادة والشجاعة لكي يثبت لأصنام ورموز الماضي من العسكر وأدواتهم انه ليس مطية حتى يستخدموها للانتقال بسنوات فسادهم الطويلة إلى حاضر ومستقبل اليمن الجديد وجيشه الحديث لتلطيخه بالمزيد من الفساد! . ولعله ليس من مصلحة اليمنيين ولا الرعاة الدوليين أن يتركوا هادي وحيداً في مواجهة هذه الضغوط وتلك الأصنام البشرية التي عفى عليها الزمن وترفض مغادرة مواقعها مهما كلفها ذلك من أثمان، وليس من مصلحة الرئيس هادي ايضاً التراجع عن قراراته بشأن هيكلة الجيش وإعادة بنائه البناء الوطني السليم والحديث والذي يتواكب مع العصر أو أن يلتزم الصمت أمام العقبات الجديدة التي يطمح أصحابها أن يفرضوا وصايتهم عليه والتحكم في قراراته لاسيما ما يرتبط فيها بتطبيق قرار إعادة هيكلة الجيش. إن الحملة الإعلامية الشرسة التي يواجهها الرئيس هادي والممولة من مراكز القوى القديمة نفسها والتي باتت تدرك أنها ستلفظ أنفاسها الأخيرة على يديه وان اليمن يمكن أن يكون شيئاً آخر جديداً ومختلفاً من دونها وهي نفسها مراكز القوى القديمة وأبواقها الإعلامية التي كانت تصفق له بالأمس القريب صاروا اليوم يكيلون له التهم الجاهزة والطعن والتشكيك في نزاهته وفي قدرته على الخروج بالوطن من محنته إلى بر الأمان فإذا به يصبح في نظرهم ذلك المناطقي والأسري والعائلي الذي يعيد إنتاج نظام سلفه فلم هذا التناقض والتخبط في خطابهم السياسي والإعلامي فهل كان هؤلاء يستضعفونه حينما وافقوا على اختياره مرشحاً للرئاسة ؟! أو كانوا يظنون انه بإمكانهم تطويعه ليكون مستأجراً لديهم فلا يرى إلا مايرونه ولا ينطق إلا ما يشتهون !!ولكنهم الآن بدأوا يراجعون حساباتهم فالرجل يريد أن يكون رئيساً فعلياً لا كما يحلو لوسائل إعلام أصنام الماضي أن تنعته بالرئيس المؤقت والانتقالي والتوافقي وليس بالمستبعد أن تصفه كذلك بالانفصالي في قادم الأيام!. ويبقى القول أن المشكلة الحقيقية التي تواجه اليمن تكمن في بقاء هذه الأصنام الاجتماعية والتي ما زالت ترفض الامتثال للقانون وللإجماع الشعبي والدولي في التنفيذ الحرفي لما نصت عليه بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وخاصة ما يتعلق بهيكلة الجيش وتطبيق القرارات الرئاسية بهذا الشأن والقبول بترك مواقعها العسكرية والذي لطالما كان وما يزال مطلباً ثورياً لإفساح المجال للشباب اليمني الكفؤ والمؤهل والقادر على مواصلة بناء اليمن الجديد والدفاع عنه ونتساءل هنا لماذا كل هذا الإصرار على التشبث بتلك الأصنام الاجتماعية كمنقذين ومخلصين ؟! لقد سئمنا فساد الأصنام والرموز وليس هنالك مجال في صدر هذا الوطن لكي يتحمل المزيد من العبث بتاريخنا وفي حاضر ومستقبل أجيالنا.
|
آراء
هادي .. في مواجهة أصنام الماضي
أخبار متعلقة