تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعربية لقاء القائدين الجنوبيين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض في العاصمة اللبنانية واستبشر قطاع واسع في الجنوب لهذا الخبر لأن مشكلة الجنوب تكمن في وحدة الصف .. الجنوب أرض وثروة وبشر (إذا جمعنا جنوبيي الداخل والخارج في الشرقين الآسيوي والأفريقي وفي دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا وأمريكا لبرز الجنوبيون كأغلبية وليس كأقلية) العالم يريد ثروة الجنوب وميناء عدن ولا يريد شيئاً من الشمال، إلا أن وحدة الصف ظلت الهاجس المقلق والمؤرق لا للجنوبيين فحسب بل ولأشقائنا الخليجيين والعرب عامة.وجدت نفسي وأنا أمام الخبر المدعوم بصور جميلة للقائدين وهما يتصافحان ويتعانقان في عملية فلاش باك إلى العام 1994م وتحديداً حرب صيف ذلك العام الأسود التي لم تستهدف شريك الوحدة بل استهدفت الجنوب أرضاً وسكاناً وبلغ الظلم ذروته بإقصاء (530) ألف موظف مدني وعسكري.الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة طيب الله ثراه كان رجلاً صادقاً شفافاً إذا نطق خرست الأفواه .. هذا الرجل الكبير قال: أعرب عن أسفي لعدم استجابة الرئيس اليمني - يقصد السابق - للنداءات المتكررة بوقف القتال وعلى الجنوبيين توثيق هذه الشهادة الكبيرة من رجل كبير بحجم الشيخ زايد والرجل لا يكذب والرجل متميز بشمائل جميلة لا تجدها عند معظم القادة العرب السابقين واللاحقين.وهذه الشهادة الجليلة من الرجل الجليل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أعادت نشرها (الأيام) المقهورة في عددها (182) الصادر يوم الخميس، الموافق 19 مايو، 1994م وورد في الصحيفة نفسها أن أمريكا تناشد دول المنطقة لوقف القتال في اليمن وكان صالح هو المتعنت ووقفت أمريكا ضد دول مجلس التعاون الخليجي وتحديداً الكويت والإمارات وكان الهدف من ذلك هو تدمير مخزون اليمن الديمقراطية من صواريخ سكود ولهذه الصواريخ حكاية يعرفها أهل لواء الصواريخ في منطقة البريقة.وفي نفس العدد من الصحيفة ورد خبر نقلاً عن صحيفة (عكاظ) السعودية أن الرئيس اليمني علي ناصر محمد رفض عرضاً من الرئيس اليمني بتحمل منصبي نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وفي حين أدار الرئيس ناصر ظهره لذلك العرض المكيافيلي عرض على الطرفين المحتربين الوساطة لإصلاح ذات البين لحقن دماء المسلمين في الشمال والجنوب إلا أن المخطط كان أقوى من الرئيس علي ناصر وأقوى من أي طرف إقليمي.أتمنى على القائدين الجنوبيين البارزين أن يعيدا قراءة واستقراء كل مفاصل الأزمة ويومياتها وكشف مواطن القوة ومواطن الضعف لاسيما وأن الهدف عند كل الجنوبين هو واحد وعليهم أن يتفقوا على الجانب التكتيكي فقط وعدم السير في حقول الألغام والتحلي باليقظة والحذر لأن قوم ياجوج وماجوج لن يتركوهم وشأنهم فالوحدة التي يقصدونها هي وحدة بيع أراضي ونفط وغاز وقطن الجنوب.حقاً إن أول الغيث قطرة ورأينا تلك القطرة في العاصمة اللبنانية عندما التقى الزعيمان ناصر والبيض ونقول لهما: نسأل الله لكما التثبيت وأن يرشدكما إلى طريق الخير لما فيه مصلحة شعب الجنوب الذي غسل يديه من هذه الوحدة التي باتت وبالاً عليهم!!
|
آراء
نسأل الله التثبيت للعليين: ناصر والبيض
أخبار متعلقة