بمناسبة منح جائزة البحث العلمي الدورة الثامنة.. (14 أكتوبر) تلتقي عددا من الشخصيات العلمية في جامعة عدن..
أجرى اللقاءات والتصوير / عادل خدشيتحتفل جامعة عدن كل عام بالفائزين بـ “جائزة جامعة عدن للبحث العلمي”.. وقد احتفلت مؤخراً بالفائزين دورتها الثامنة للعام 2010 / 2012م.. وهذا يعتبر منعطفـا جديرا بالاهتمام من قبل قيادات الدولة والحكومة في أن تولي اهتمامـا خاصـا بكوادرنا في مجالات العلم والمعرفة المختلفة ليتسنى لأبنائنا وبناتنا الالتفات إلى مستقبلهم الوضاء.. فلا طريق لنا سوى العلم.. ولا نور لنا سواه.. فبالعلم تضيق المسافة بين العقل والضمير.. بدلا من أزمتهما والبون الشاسع بينهما.. في هذا الشأن صحيفة (14 أكتوبر) التقت عددا من الشخصيات الأكاديمية والعلمية.. فإليكم الحصيلة:في البدء كان لنا لقاء مع الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن حيث قال:باسم مجلس جامعة عدن نهنئ كل الباحثين والباحثات الذين حصلوا على جائزة جامعة عدن للبحث العلمي في دورتها الثامنة والذين حظوا بشهادة التكريم بالجائزة، وكذا الحاصلون على الجائزة التشجيعية، ولجان التحكيم العلمي والتقويم الأكاديمي من جامعات عدن، صنعاء، حضرموت، تعز وذمار الذين بذلوا قصارى جهدهم لإنجاز هذه المهمة العلمية لهذه الدورة.وفي السياق ذاته أكد الأخ رئيس الجامعة أن من واجب جامعة عدن أن تواصل نشاطها العلمي بدون توقف رغم مختلف الظروف التي تواجهها، وأن نجاح هذه الفعالية هو تأكيد للتراكم المعرفي الأكاديمي والعلمي الكبير الذي تحتويه وحققته الجامعة.الجامعة سعت لإرساء تقليد علمي رصينوأوضح رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور أن جامعة عدن دأبت منذ العام 1999م حتى يومنا هذا على تعزيز وإرساء تقليد علمي رصين وهو منح جائزة جامعة عدن للبحث العلمي للباحثين المتميزين في كل الدورات السابقة لهذه الجائزة.وأشار إلى أن هذه الجائزة عبارة عن بينة علمية وثمرة يانعة لحصاد الأبحاث العلمية الرصينة المقدمة من الباحثين والأساتذة في الجامعات اليمنية، وأن الجامعة ستظل فخورة بكل إنجازاتها ، وتشعر في هذا الحفل على وجه الخصوص أنها تلتقي مع مهمتها الأصيلة الثانية وهي البحث العلمي ، بالإضافة إلى مهمتها التدريسية.. مضيفـا أن جامعة عدن ستواصل هذا الجهد خلال الأعوام القادمة، وستعلن عن الجائزة القادمة، التي تأتي في ظل ظروف وطنية دقيقة بدأ الوطن فيها المرحلة الانتقالية ومعالجة نتائج ومترتبات الأزمة السياسية لعامي 2011 - 2012م التي لا يزال ارتداد صداها متواصلا حتى هذه اللحظة.واستطرد رئيس الجامعة قائلاً : لقد أضحت جامعة عدن اليوم بكل آلياتها ترتكز على العمل المؤسسي واستطاعت في ظل هذه الظروف الاستثنائية من إنجاز مهامها الأكاديمية والإدارية والمهنية.وأشاد الأخ رئيس جامعة عدن بالدعم السخي الذي قدمه للجامعة خلال المدة الماضية الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان.. معبرا عن شكره لنيابة الدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة والطاقم الفني لهذه الجائزة، وكذا لمجلس أمناء جامعة عدن، ولمؤسسة العون للتنمية بحضرموت ورئيس مجلس إدارتها الشيخ الفاضل عبدالإله سالم بن محفوظ ، والدكتور عادل محمد باحميد الرئيس التنفيذي لمؤسسة العون على جهدهم وكرمهم في تمويل هذه الجائزة الدورية، حيث أصبحت مؤسسة العون الشريك العلمي في جامعة عدن لتشجيع الباحثين على نيل هذه الجائزة.تميز جامعة عدن بانفتاحها على الجامعات اليمنيةوالتقينا الدكتور مازن عبدالله فاضل فارع - مدير عام البحث العلمي وأمين سر الجائزة فقال:إن هذه الفعالية تعتبر من أهم الفعاليات العلمية وواحدة من أهم سمات الجامعة الأولى في اليمن، ومن المسؤوليات التي ميزتها عن بقية الجامعات اليمنية بانفتاحها على كل الجامعات الحكومية والأهلية ومراكز البحث العلمي داخل اليمن.واستطرد قائلا: لا يسعنا هنا إلا أن نثمن جهود الدكتور صالح علي باصرة رئيس جامعة عدن الأسبق المؤسس الأول لجائزة جامعة عدن للبحث العلمي في إرسائها كتقليد علمي يحقق من خلاله هدفاً أساسياً من أهداف الجامعة التي بدأ نورها عام 1997م في دعم وتشجيع البحث العلمي والسعي الحثيث لإيجاد موارد مستمرة لمواصلة هذا التقليد الأكاديمي.وأكد الدكتور مازن فاضل أن ما يميز مسار جائزة جامعة عدن للبحث العلمي هذا العام هو إصدار اللائحة الجديدة للجائزة التي سيبدأ تطبيقها من الدورة القادمة، التي احتوت على بعض التعديلات والإضافات الضرورية لما فيه من دعم وتشجيع للبحث العلمي وشفافية تنظيم إجراءاتها وتسهيل خدمة الباحثين والمهتمين.وأشار إلى أنه تم إعادة النظر في بعض الحدود الزمنية وقيمة الجائزة ونوعية المتقدمين والحفاظ على شموليتها وعدم حصرها للمتقدمين من داخل الجامعة وتوسيع حصة المشاركة للطلاب من حملة الشهادات العليا وذوي الدرجات العلمية المختلفة أسوة بكثير من المسابقات العلمية والجوائز العربية والعالمية.وأنتهزها فرصة لأعبر عن شكرنا الجزيل لرئاسة جامعة عدن ممثلة بالدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس الجامعة، ولمجلس أمناء جامعة عدن، ولداعم الجائزة الشيخ عبدالإله سالم بن محفوظ رئيس مجلس إدارة مؤسسة العون للتنمية ، والدكتور عادل باحميد الرئيس التنفيذي لمؤسسة العون للتنمية على جهودهم الكبيرة لإنجاح هذه الفعالية وصولاً إلى بر الأمان.وتناول الحديث الدكتور أبوبكر بارحيم - مدير مركز الاستشارات الهندسية وسكرتير مجلس الأمناء بجامعة عدن ورئيس اللجنة التنظيمية لجائزة جامعة عدن للبحث العلمي حيث قال:إن جائزة جامعة عدن للبحث العلمي في دورتها الثامنة وبحلتها الجديدة جاءت نتيجة للجهود التي بذلت من قبل الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن والدكتور عادل محمد باحميد الرئيس التنفيذي لمؤسسة العون للتنمية، والتي تمخضت عن التوقيع على مذكرة التفاهم حول رعاية مؤسسة العون للتنمية للجائزة.وأوضح أن هذا التفاهم يأتي في إطار الشراكة بين المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، مشيرا إلى الدور الحيوي الذي تلعبه جامعة عدن في سبيل تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع بما تملك من أدوات ووسائل علمية أكاديمية، التي تمكنها من ترسيخ معالم النهضة والبناء الشامل.. مؤكداً أن البحث العلمي يعد السبيل الأوحد لتحقيق التقدم والرفعة ومسايرة ركب التطور المنشود.الباحثون يواجهون تحدياتوالتقينا الدكتور عادل محمد باحميد الرئيس التنفيذي العام لمؤسسة العون للتنمية فقال:إن مؤسسة العون للتنمية سترفع مخصص جائزة البحث العلمي في جامعة عدن في دورتها القادمة من نصف مليون ريال إلى مليون ريال يمني ، وأنها على يقين ان نهضة الدول ومشاريعها التقدمية وآمال شعوبها في تحقيق الحرية والكرامة والعدالة والرفاهية لا تقوم إلا على صروح العلم والمعرفة، تلك التي تأتي بها الجامعات ببرامجها الأكاديمية وتوجهاتها البحثية العلمية.وأكد أن البحث العلمي والباحثين يواجهون تحديات ومعوقات كبيرة تقف حائلة بينهم وبين ما يطلب منهم من دور فاعل في تنمية الوطن، والإسهام في الارتقاء بواقع البحث العلمي وتقدم الوطن والمجتمع.وأشار الرئيس التنفيذي العام لمؤسسة العون للتنمية إلى أن المؤسسة ستقترح إنشاء صندوق خاص للبحث العلمي بجامعة عدن لتشجيع الباحثين على إنجاز أبحاثهم في المجالات التي تخدم التنمية المجتمعية وعلى أن يصاغ في إطار قانوني تحكمه المنهجية العلمية والمعيارية والشفافية والحوكمة المالية والإدارية، داعياً القطاع الخاص إلى المساهمة بجزء من الجهود الكثيرة التي تبذلها الكثير من الجهات في سبيل دعم البحث العلمي وتجويد مخرجاته عبر الشراكة النوعية مع الجامعات.الفائز بجائزة البحث العلميوخلال هذه الجولة التقينا بالفائز بجائزة البحث العلمي لجامعة عدن الدكتور محمد علي السنيدي حيث قال:في البدء أتقدم بالشكر الجزيل إلى قيادة جامعة عدن ممثلة بالدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن والدكتور أحمد علي الهمداني نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي والقائمين على جائزة عدن في الدورة الثامنة على هذا التكريم وتبوئي هذا الشرف الرفيع وحصولي على جائزة جامعة عدن لأفضل كتاب في العلوم الطبيعية والتطبيقية عن كتابي (النباتات اللازهرية).بدأت بكتابة الكتاب عام 2009م وانتهيت منه عام 2011موأكد الفائز بالجائزة الدكتور محمد علي السنيدي أن فكرة تأليف هذا الكتاب جاءت عندما كلفت من قسم الأحياء في كلية التربية - صبر بتدريس هذا المساق (النباتات اللازهرية) فبدأت أبحث عن مجموعة من المراجع، لكي تعينني على تدريس المساق، ولكنني صدمت عندما اكتشفت أنـه لا توجد مراجع باللغة العربية، لهذا المساق في الكلية (كلية التربية - صبر) فانتقلت إلى المكتبة المركزية في الجامعة فلم أجد مرجعـا يساعدني، ثم انتقلت إلى كلية التربية عدن وأيضـا لم أجد أي مراجع لهذا المساق.. مستطردا القول: وأخيرا حصلت على مرجع واحد فقط في كلية الزراعة، فقررت حينها أن أؤلف كتابـا يحتوي على مفردات المساق، بالإضافة إلى مواضيع أخرى ذات صلة بالمساق.وأوضح في سياق حديثه لـ “14 أكتوبر” : في هذه الأثناء بدأت بالكتابة منذ أغسطس 2009 واستكملت الكتاب في أبريل 2011م، مستعينـا بكثير من المراجع الأجنبية، وشبكة الانترنت.. حيث واجهتني كثير من الصعوبات، لاسيما في الصور والرسومات الإيضاحية، فقد وجدت كثيرا من الرسومات الجميلة، ولكن البيانات التي كانت عليها إما باللغة الفرنسية أو الإسبانية أو الألمانية؛ إلا أنـه بمزيد من الجهد تمكنت من الاستفادة منها في الكتاب الذي يحتوي على ثمانية فصول غنية بالمعلومات، تضم المملكات المختلفة للنباتات اللازهرية وهذا ما أشارت إليه اللجنة العلمية لجائزة جامعة عدن عند تقييمها للكتاب.وفي نهاية حديثه قال: أتمنى من كل قلبي أن يكون هذا الكتاب إضافة متواضعة إلى مكتبة جامعة عدن ومكتبات الجامعات اليمنية الأخرى، يستفيد منه أبناؤنا الطلاب الأعزاء.ووفي هذه العجالة تناول الحديث الدكتور فوزي علي صويلح - أستاذ البلاغة والنقد - جامعة إب - أحد الحائزين على الجائزة التشجيعية من جامعة عدن .. حيث قال:إن ممارسة البحث العلمي بوعي واستبطان القضايا واستحضار صورتها في الواقع يشد من إزر النتائج ويلقي بظلالها على الحلول الناجعة لمشكلات المجتمع وقضاياه.وأكد أن تلك إشارة راسخة نحو ما اختمر في وعينا إزاء المجتمع اليمني، تمتد بامتداد آفاقه وفضاء حريته، وأفكاره، على نحو يدفعنا لتعزيز رؤى التنمية الناهضة بالوطن ورفع مستوى الفاعلية في تقدمه العلمي.الجوائز وهم كبير يتبدد بفعل البحث العلميوأضاف في سياق حديثه لـ “14 أكتوبر” على هامش الاحتفاء بجائزة جامعة عدن للبحث العلمي أن حصد الجوائز وهم كبير يتبدد بفعل البحث العلمي، والبحث مغامرة ومقاربات مزروعة بأفخاخ المقاصد ومحاذير التأول، لكنها في الأخير تفضي إلى نتائج مثمرة، مضيفـا «إذ تمثل مكابدة ومشقة يتقلب فيها الباحث بين المصادر والأسفار، حتى يقع على رحيق مختوم بالتنافس والمجاهدة؛ لأن الكتابة التنظيرية على عواهنها اجتراح للمشكلات وليس معالجتها».واستطرد قائلا: ومن ثم فإن ما نشط فعله الموجب في الخواطر وفتق المسكوت عنه من الظواهر قد منحني المصابرة والمرابطة لفك شفرات الخطاب الأدبي في متون الأمثال اليمانية عبر ال آليات والقيم النصية في الأمثال اليمنية، فكان ثمرتها جائزة جامعة عدن للبحث العلمي.وأوضح في ختام لقائه قائلا: على الرغم من ضآلة المردود المادي وغياب الضيافة من الجامعة للباحثين؛ إلا أننا نقدم لهم الشكر والتقدير؛ لأنهم صنعوا ما لم يصنعه غيرهم من الجامعات اليمنية الأخرى.وفي ختام لقاءاتنا التقينا الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد الشراعي - أستاذ النحو المساعد بقسم اللغة العربية - جامعة إب كلية الآداب - أحد الحائزين على الجائزة التشجيعية من جامعة عدن.. فقال:إن عنوان البحث المقدم من قبلنا هو : “أي وأسرار الإضافة رؤية جديدة في تفسير الإعراب والتنوين”.. حيث استمر التفكير في إيجاد تفسير جديد ومغاير لما جاء به النحاة، لأهم قضايا العربية الفصحى (الإعراب والتنوين) لسنوات، ثم وصلت إلى ما كنت أطمح إليه بفضل الله.أما الانطباع عن الجائزة وحفل التكريم فقال:كنت أتوقع استضافة الفائزين، لاسيما القادمين من محافظات أخرى بعيدة عن عدن والمحافظات القريبة منها، واستقبالهم وإنزالهم في أي فندق أو في استراحة الجامعة، لكن ذلك لم يحدث.. لكنني فوجئت بأن معظم البحوث فازت بجوائز تشجيعية.. مشيرا إلى أنـه كان يتوقع أن تكون الجائزة التشجيعية نصف قيمة الجائزة غير التشجيعية.. أو حتى ربعها، لكن ذلك لم يحدث أيضـا.