د . زينب حزامفي التراث اليمني القديم ، الذي قدمه لنا أدبنا في قالب عصري عن الحياة البسيطة التي عاشها اليمنيون حتى منتصف القرن الماضي بما فيها من المعتقدات والخزعبلات في المدن الكبرى والريف والمدن النائية من اليمن وقدمها لنا الكتاب والأدباء اليمنيون بقالب درامي ساخر ومنها مسرحيات ساخرة عن الدجالين الذين يمارسون السحر والشعوذة بهدف النصب والاحتيال على البسطاء من الناس ومسرحيات عن ( الزار) واستخدام الموسيقى الصاخبة والرقص بطريقة شيطانية تضر بحياة المرضى الذين يقعون ضحايا الخزعبلات والخرافات .لقد استطاع الكاتب والمؤلف الدرامي تقديم هذه الصور بأسلوب بسيط يتسم بالإنسانية حيث يصف الملامح الإنسانية للمجتمع اليمني في تعابير وكلمات بسيطة ومؤثرة .. وقد عالج القاص والكاتب الدرامي الراحل عبد المجيد القاضي - في العديد من المسرحيات- المعتقدات والخرافات والخزعبلات بقالب درامي وبأسلوب يفيض عذوبة وخيالاً ويعكس نبضه وفكره عن العرافة والخرافات لسائدة في المجتمع اليمني.كما قدم الكاتب والقاضي الراحل عبدالله با وزير العديد من القصص عن المعتقدات والخرافات والخزعبلات في المجتمع اليمني بأسلوب كوميدي ساخر حيث استطاع أن يجمع في عمله الأدبي بين رؤية الأحداث المعاصرة في المجتمع وارتباطها بالتراث القديم ، كما نجده في معظم أعماله القصصية يدعو إلى ضرورة نبذ الخزعبلات والخرافات التي مازالت تسيطر على مجتمعنا اليمني وتضر بالعديد من الناس مثل قضايا الزار والسحر والشعوذة والمعتقدات الخاطئة التي نشرها الاستعمار والإمامة.ويقول جمال محمد السيد في بحثه عن الخرافة الشعبية في اليمن الذي نشره في مجلة الفنون (( ... لليمن- كما لأي بلد آخر- معتقدات وعادات وخرافات ، ورثها الناس عن أسلافهم .. فيها المضحك ومنها المحزن .وإلى جانب تلك الخرافات ، ورثت اليمن- عن الاستعمار-بدعاً وضلالات فعندما أحتلها الأتراك نشروا فيها البدع والشعوذة كطعن الأولياء والتبرك بالأشجار وحفلات الزار وغيرها مما تعده ركناً من أركان الإيمان..)) .ويقول الباحث جمال ضارباً بعض الأمثال في بحثه ( ... وها كم بعضاً من خرافاتنا في اليمن عامة ولحج خاصة : 1. يوم الأربعاء يوم نحس كله..” وذلك لأن حيين تقاتلا فأفنى بعضهم بعضاً ! 2. يحرقون أذن الطفل الذكر لرد العين الحاسدة 3. يتشاءمون من الرقم ثلاثة، لأن الطلاق يكون بالثلاث ! 4. إذا عوى الكلب طويلاً بذلك يعني أن أحدا سوف يموت!5. يذبحون الذبائح عند الانتهاء من بناء مسكن جديد لطرد الجان . 6. إذا طنت إحدى أذنيك فالموت يزنك! 7. إذا شرغت بالماء فأعداؤك يشتمونك في غيابك! 8.. يعني وجود الفراشة أو الدبور في المنزل قدوم ضيف! 9 . تغطي المرأة رأسها أينما كانت أكلما سمعت اذان الصلاة 10. إذا وقف الغراب على دار ونعق فإن شراً سوف يقع .. لأن الغراب كما يعتقدون قد وقف على رأس غار حراء حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام مختبئاً ، نق غار .. غار محاولاً إرشاد الكفار إلى مكان النبي .. ولذلك غير الله لونه- أي لون الغراب. إلى الأسود وكان قبل ذلك أبيض اللون ! 11. يطلون وجه الوليد بالمر الأسود حماية له من العين الحاسدة.12. يلقى بسيف العريس على الأرض حال دخوله وعروسه إلى مخدعهما فتأخذه العروس ثلاث مرات فلا يفترقان!!؟ 13. إذا شعرت بحكة في اليد أو الرجل اليمنى أو تحرك جفن العين اليمنى فذلك أنك سوف تستلم نقوداً والعكس إذا ما كان الحك في اليد أو الرجل اليسرى أو تحرك جفن العين اليسرى !! 14. لا تشتري أو تبيع الحلويات أو الملح ليلاً ، لكي لا تطاردك الشياطين. 15. لا يتركون في المنزل ضوءاً إذا ما غادروه ليلا حتى لا تسكنه الشياطين!16إذا صادف وسارت على جسمك العنكبوت ، فأنت ستنجو من شر تقع فيه لأن العنكبوت قد أنجت النبي صلى الله عليه وسلام بخيوطها في غار حراء![c1] دعوة إلى جمع وتصنيف الحكايات الشعبية وبعض التراث الشفاهي [/c] إن إنشاء مركز ثقافي يجمع التراث الشفاهي والمخطوطات والحكايات الشعبية يعطي فرصة للأدباء والكتاب وكذلك الشباب الموهوبون لتقديم الدراما المحلية المقتبسة من التراث الشعبي الشفاهي كمساهمة في بناء الهوية القومية الوطنية وتشجيع روح الكتابة الإبداعية والمسرحية حتى تجد طريقها إلى العرض و النشر.ومن التراث الشعبي الشفاهي قدم الشاعر اليمني الراحل محمد حسين هيثم العديد من القصائد التي تستلهم صورة الغابة والمحميات اليمنية في المهرة وحضرموت وأبين وانطباع هذه الصورة في المخلية الشعبية عن عزف الفراشات بالألوان وسلام الزهور وزغردة الطيور ورائحة عطر زهور الياسمين والكاذي هذه الغابات السوداء الواسعة ، حيث تمرح الذئاب والقرود وتتخابث الثعالب يتذكر المرء حكايات الجن والعفاريت.وهو سؤال لشاعرنا محمد حسين هيثم يخرجه من أنامله لقفزات الغزلان الشاردة حيث تجده قد اهتم بوصف الحيوانات الخرافية في تراثنا الشعبي بالأنف المقوس كسنارة الصيد ، والجنية التي لها رجلان كرجلي الحمار والعينان اللتان تطلقان الشرر والجبهة السوداء ذات القرن واليدان اللتان تنشران الخوف نهاراً وبأصابعها المستقيمة كالمخالب .هكذا قدم لنا الشاعر الراحل محمد حسين هيثم العديد من الأعمال الأدبية التي تحمل الخرافات والحكايات الشعبية في عدن ومحافظات اليمن عامة بعمقها وسلاستها .
|
ثقافة
حقائق عن المعتقدات والخزعبلات والخرافات في المجتمع اليمني
أخبار متعلقة