عمرو موسى يقترح إنشاء حكومة طوارئ لمدة عام..
القاهرة / متابعات :دعا عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر وعضو جبهة الإنقاذ الوطني في مصر، الرئيس محمد مرسي إلى ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ أو حكومة طوارئ للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.وجاء في نص المبادرة التي طرحها موسى الدعوة إلى مصارحة الشعب بحقيقة الوضع الاقتصادي إلى جانب إعلان هدنة سياسية يتفق على أسسها مع جبهة الإنقاذ الوطني، وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة الرئيس مرسي تضم كافة الأطياف السياسية وتكون مسؤولة عن إدارة البلاد لمدة عام واحد فقط.كما تنص مبادرة موسى على أن تقرر حكومة الطوارئ موعد الانتخابات النيابية من دون إجراء الانتخابات خلال الأشهر الستة المقبلة، هذا بالإضافة إلى تشكيل لجنة بقرار جمهوري من فقهاء القانون الدستوري لقراءة الدستور ومناقشة المواد المختلفِ عليها، على أن لا تصدر خلال العام الذي تشغله حكومة الطوارئ أي إعلانات دستورية أو قرارات اقتصادية سيادية إلا بموافقة مجلس الوزراء.من ناحيته أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد والعضو المؤسس في جبهة الإنقاذ الوطني، أن سبب رفض الجبهة للحوار الذي دعت له مؤسسة الرئاسة عقب أزمة الإعلان الدستور الشهر الماضي، أنه كان مشروطا، مشيرا إلى استعداده للدخول في حوار جديد شريطة أن يكون جادا ومتوازنا.وأبدى البدوي في حوار مع وكالة (الأناضول) للأنباء، «اعتزازه بتاريخ حزبه»، قائلا إن جبهة الإنقاذ التي تقود ما أسماه «النضال ضد الاستبداد حاليا» ولدت قوية، لأنها نشأت في أحضان حزب الوفد، لافتا إلى أنه شخصيا كان صاحب تسمية الجبهة بهذا الاسم.وأوضح البدوي أنهم «رفضوا دعوة الحوار التي دعت لها مؤسسة الرئاسة عقب أزمة الإعلان الدستوري الشهر الماضي، لأنه كان حوارا مشروطا»، بينما أبدى «استعدادا لقبول الحوار حاليا شريطة أن يكون حوارا جادا ومتوازنا، واصفا من يرفض دعوة الحوار الجاد بأنه «مقصر» و«خائن للأمانة»، معتبرا هذا الحوار « السبيل الوحيد لعلاج التوتر السياسي الذي له تداعيات خطيرة على الوضع الاقتصادي في البلاد، محملا الرئيس مرسي «مسئولية توفير أجواء الحوار الجاد والمتوازن»، مضيفا: «نحن لا نملك رفاهية الوقت.. فالثورة القادمة ستكون ثورة جياع».وحول موقف حزبه من الانتخابات البرلمانية المقبلة، قال إنه يميل لخوض الانتخابات في قائمة موحدة مع جبهة الإنقاذ، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين «لن تحصل على الأغلبية أي أكثر من نصف المقاعد»، غير أنه توقع في الوقت نفسه أن «يظل لهم الأكثرية».وبسؤاله عن رؤيته للنتيجة التي خرجت للاستفتاء على الدستور، قال البدوي إن اتجاهات التصويت تسير في اتجاهين، أولهما أن من قال «لا» هو غالبا لم يقرأ الدستور وقالها كرها في الإخوان، ومن قال «نعم» قالها سعيا وراء الاستقرار، مؤكدا في الوقت ذاته أن نتيجة الاستفتاء أظهرت انخفاض في شعبية الإخوان على المستوى الشعبي، فخيار «نعم» الذي دعمه الإخوان في الاستفتاء على التعديلات الدستورية بمارس 2011 حصل على 78 %، ثم حصلت نعم في الاستفتاء الحالي على نحو 6 %، وهذا يعنى أن الشعبية قلت، لكن هناك - أيضا- عوامل ساعدت على ذلك، فالوضع السياسي المرتبك، وحاجة المجتمع للأمن والخبز والحرية لم تتحقق بالشكل الكافي، وكل ذلك يؤثر على شعبيتهم.وأكد البدوي على وجود صراع حول الحرية تعيشه مصر في الآونة الحالية، قائلا إن النظام السابق كان يقبل النقد، أما النظام الحالي مدفوعا بنظرية المؤامرة لا يتقبل نقدا، مع أن الديمقراطية ليست فقط في صناديق انتخابات بل في وجود معارضة قوية، لكن ما يحدث الآن هو أن هناك إرهابا فكريا للمعارضين، وهو ما يؤشر إلى أن شعبية الإخوان أخذة في الانخفاض، مضيفا أن هذا لن يظهر بشكل كبير في الانتخابات البرلمانية القادمة، وإنما سيتمثل في حصولهم على نسبة مقاعد أقل من النسبة التي حصلوا عليها في البرلمان المنحل، بما يعنى أنهم لن يشكلوا أغلبية، لكنهم سيظلون أكثرية.وعن توقعاته لمشاركة الحزب في الانتخابات البرلمانية السابقة، قال رئيس الحزب إن الوفد سيخوض الانتخابات في قائمة موحدة مع جبهة الإنقاذ الوطني في الغالب، سواء على المقاعد الفردية أو القائمة، وأتوقع أن حظوظنا ستكون جيدة.وعن احتمالية دخول حزبه في تحالف مع الإخوان في حال حصل على وعد بعدد من المقاعد، أكد السيد البدوي أن الوفد لا يوعد ولا يبني حساباته على وعود، مضيفا: نحن في عام 2010 رفضنا وعودا من الحزب الوطني ( المنحل)، ووعدنا من الإخوان في الانتخابات البرلمانية السابقة ورفضنا أيضا، كما أننا رفضنا المشاركة في الحكومة والمحافظين، فنحن دائما ما نراهن على الناخب والشارع المصري، الذي بات يدرك أن النهوض بمصر لن يتحقق بجماعة الإخوان فقط، بل يحتاج الأمر لتحالف وطني واسع.وعاد البدوي ليؤكد أنهم لم يرفضوا دعوة الرئاسة للحوار كحوار في الأساس، مشيرا إلى أن طبيعة الحوار وطريقة الدعوة هي التي أدت إلى رفضهم للحوار، مشيرا إلى أن الحوار الجاد يجب ألا يكون بجدول أعمال محدد مسبقا، وأن يكون هدفه الأسمى مصلحة الوطن، وأن يكون حوارا متزنا من حيث الحضور من كافة الأطياف، إذا ما توافرت تلك الشروط من يرفض هذا الحوار يكون مقصرا.وأشار رئيس حزب الوفد، إلى أن لقاءه بالرئيس مرسي لم يكن حوارا بالمعنى المتعارف عليه، وإنما كان دعوة من الرئيس استمع فيها لرؤيتى للخروج من المأزق السياسي، وأكدت له خلالها أنه لا يمكن لحزب أن ينهض بالبلاد منفردا، وأعربت فيه عن تمسكي بمواقف جبهة الإنقاذ، وحذرته من أن الثورة القادمة ستدمر الجميع لأنها ستكون «ثورة جياع».وأعرب البدوي عن إحساسه بالتفاؤل، قائلا: نحن لا نملك إلا التفاؤل، وأن نعيش على أمل أن غدا سيكون أفضل، وأؤكد على ضرورة توافق الجميع، لأن الأزمة أكبر من أن يتحملها فصيل واحد فقط، وهذا ما أكدته للرئيس مرسي في لقاء جمعني معه، حيث قلت له أن برنامج المائة اليوم الذي أعلنت عنه يحتاج لوحي من السماء حتى يتم تنفيذه، لأن المشاكل أكبر من طاقة أي فصيل، وتحتاج لتضافر الجميع ولفترة طويلة جدا وليس مائة يوم فقط.من جهتها أجرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية حوارا مع حمدين صباحي، عضو جبهة الإنقاذ الوطني والمرشح السابق في انتخابات رئاسة الجمهورية، حذر فيه الرئيس محمد مرسي من «الاستماع لحلفائه في جماعة الإخوان المسلمين، لأن تفكير الجماعة الاقتصادي والاجتماعي يسير على نهج مبارك: وفقا لقوانين السوق».وأضاف «صباحي» حسبما وصفته الصحيفة الأمريكية، أنه حذر مرسي منذ أسابيع قليلة مضت في لقاء خاص من أن يتسبب فيما تسبب فيه مبارك، أنه «سيجعل الفقير أكثر فقرا وهذا سيغضبهم منه كما كانوا غاضبين من مبارك».وقالت الصحيفة إن «صباحي الذي كان القائد الأكثر شعبية في المعركة ضد الدستور المدعوم إسلاميا، أصبح الآن يعد نفسه لمعركة جديدة ضد خطط القادة الإسلاميين في تنفيذ إصلاحات للسوق الحرة على الطريقة الغربية»، مضيفة أن صباحي يخيف معظم الاقتصاديين، فهو معارض مفوّه للسياسات الاقتصادية للسوق الحرة بشكل عام، بالإضافة إلى معارضته القرض الذي تريد الحكومة المصرية الحصول عليه من صندوق النقد الدولي، وقدره 4.8 مليار دولار، والذي يرى الاقتصاديون أن الحاجة إليه ملحة لتجنب انهيار كارثي في العملة.ونقلت الصحيفة عن بعض الدبلوماسيين الغربيين اعتقادهم أن صوت «صباحي» الملحوظ يزداد وضوحا في السياسة المصرية، وخاصة في المعركة الأخيرة على الدستور المدعوم إسلاميا، مشيرة إلى أن كلا الطرفين يتوقعان أن تحوز المعارضة غير الإسلامية على مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما أن لـ«صباحي» أكبر قاعدة تأييد في الشارع المصري، من بين كل قادة المعارضة، بعد أن خسر الجولة الأولى في انتخابات الرئاسة بأقل من مليون صوت، واقترب كثيرا من عدد الأصوات التي حصل عليها مرسي.وقال «صباحي» إن الوضع الاقتصادي الآن يمثل اختبارا حاسما للديمقراطية المصرية «الهشة»، ومع قلة الثقة في الحكومة يمكن أن تؤدي تغييرات نظام الضرائب أو الدعم لتقليل العجز إلى اندلاع اضطرابات جديدة في الشوارع، تماما كما أدت إلى ذلك في الماضي، «وإذا كان مرسي يتوقع أن يتوقف معارضوه عن معارضته فقط لأن الاقتصاديين يرون أن الأوضاع سيئة، فعليه أن يفكر مرة أخرى».وتساءل المعارض البارز عن السبب الذي يجعل المعارضة «تدعم» الرئيس، قائلا «هل هو حاكم ديمقراطي؟ هل هو ثوري؟ هل هو نموذج للرئيس الذي أريد له النجاح؟»، وأكد «صباحي» أنه بالرغم من انتخاب مرسي ديمقراطيا إلا إنه «فشل في أن يحكم بشكل ديمقراطي»، موضحا أن الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي ووضع سلطاته به فوق القانون «أنهى مصداقيته كديمقراطي».وأكد «صباحي» أن قرض صندوق النقد الدولي لن يكون ضروريا إذا ما اتبعت مصر خطواته «الراديكالية» للبعد عن السياسات الاقتصادية الغربية، بالإضافة إلى فرض ضرائب تصاعدية سنوية على الأغنياء، مطالبا أن تفرض مصر ضريبة 20 % على ثروة أي شخص تتعدى 17 مليون دولار، وهؤلاء تبلغ نسبتهم 1 % من المصريين، كما طالب بفرض حظر على كل صادرات المواد الخام ومنها المنتجات المهمة للغاز الطبيعي والقطن، وذلك لاستخدامها في الإنتاج الوطني، فضلا عن زيادة الرسوم على الجهات التي تستخدم الموارد الطبيعية والعقارات وتحويلات سوق الأسهم، وفي الوقت نفسه، يريد صباحي توسيع رقعة القطاع العام لخلق وظائف أكثر للفقراء.أما بالنسبة للدستور، فيرفضه صباحي، لأنه فشل في ضمان «حقوق اجتماعية واقتصادية للفقراء»، على حد تعبيره للصحيفة، لكنه أكد أن جبهة الإنقاذ الوطني «ستعمل بكل الوسائل السلمية على إسقاط الدستور» المدعوم إسلاميا.ورغم أن «صباحي» يعترف بوجود خلافات قوية مع بعض الأحزاب داخل جبهة الإنقاذ إلا أنه أعرب عن أمله في أن تشكل كتلة لخوض حملة الانتخابات البرلمانية وأن تتغلب على أغلبية الإخوان المسلمين وقتها. وأضاف «سيكون ذلك جيدا، أن يكون الرئيس من الإخوان المسلمين، والبرلمان والحكومة من القوى الوطنية الديمقراطية، هكذا سيتحسن الوضع في مصر».ورأى «صباحي» أن مرسي لا يعرف كيف يصل إلى الشعب المصري، قائلا «مصر تحتاج رئيسا يلهم المصريين، ويخبرهم أن غدا سيكون أجمل لكن تحملوا معي اليوم، لماذا إذن يتحمل الفقراء؟ لأنهم يتمسكون بالأمل، لكن مرسي لا يفهم هذه القصة ولا يعرف ماذا يفعل بها، هو فقط يلقي الخطب بعد كل صلاة جمعة، يأتي بعد 14 قرنا من نزول الإسلام ليعلمنا ديننا! يا عمي، نحن نريد أن نأكل، نريد وظائف، لكن عقل مرسي في مكان آخر».