اطلعت على مسودة كتاب تأبين الفقيد د. محسن احمد علي الذي انتقل إلى جوار ربه مع ابنته الصغيرة غالية في بيته بأمانة العاصمة يوم 26 ديسمبر 2011م مختنقين بغاز الميثان المتسرب من (الماطور).وجدت الجديد في هذا الكتاب الذي خرج عن المألوف في كتب التأبين، ذلك أن أسرة الفقيد حرصت على عرض صورة متكاملة عن حياة الفقيد منذ ولادته حتى الانتقال إلى جوار ربه وكذلك كرست مائة صفحة عن حياته وكانت بعنوان (من شظف المعاناة إلى قمة الإبداع والنجاح)، فسيرته العطرة سطرت عبر ملحمة كفاحية بدأها من كتاب القرية في مرابع قبيلة (الوحدي) إحدى قبائل القطيبي الردفانية الشهيرة ومرورا بمراحل التعليم العام والثانوي فالدراسة الجامعية التي توجت بنيل درجة الدكتوراه من الاتحاد السوفييتي (روسيا الاتحادية) عام 1996م.كرس الدكتور محسن- رحمه الله- حياته من أجل السلام الاجتماعي الذي غلبه في أحرج المراحل أو اللحظات الفاصلة في التاريخ فقد كان- رحمه الله- في روسيا عند انفجار الأوضاع في 13 يناير 1986م وكان قد نأى بنفسه عن ذلك الصراع الذي لا يخدم الوطن ولا يخدم أهله وناسه فعمل على إعادة اللحمة ودعا إخوته إلى ضبط النفس وتحكيم العقل وردم الهوة حتى يتقارب أبناء الوطن للملمة الصفوف ومعالجة الجراح وإشاعة الطمأنينة فالأوطان لا يبنيها إلا أبناؤها وسدد الله خطاه المباركة.عاش- رحمه الله- محبا لإصلاح ذات البين والتوفيق بين الإخوة المتنازعين أو الذين خدشت مشاعرهم ولم يكتف بذلك وإنما قدم خدمات جليلة لكل من طلب مساعدته في قضايا متعددة ومتنوعة ولذلك بكاه الجميع فوق قبره.من هنا توجهت الأسرة إلى أقرب الناس إليه من أهله أو أصدقائه أو زملائه لتدون انطباعاتهم عن الفقيد الغالي وحددت قناعتها لكل من سألته: نحن لا نريد منك أن تثني على الفقيد وإنما قل لماذا بكيت الفقيد ولماذا حزنت عليه ولماذا هوطيب في نظرك، فحدد كل واحد منهم الخدمات أو الجميل الذي يحمله للفقيد.من ضمن من أدلوا بدلائهم كان أ.د. اوتو سكرلو وانا ماري سكرلو الزوجان الألمانيان وورد في انطباعاتهما عنه الظروف التي تعرفا من خلالها بالدكتور محسن احمد علي.من ضمن البصمات التي سجلت للدكتور محسن أنه كان من مؤسسي الأحوال الشخصية في عدن وأدى شرف الواجب عندما انتقل إلى مناطق أخرى ليفتح مكاتب الخدمة أو المنفعة الاجتماعية.من ضمن الخدمات التي قدمها الدكتور محسن عندما عمل مديراً لأمن لحج ولا شك انه نال رضا ربه وحب أبناء مجتمعه واستغل خلفيته القانونية، والقانون فيه علم نفس، وعمل على ردم الهوة بين الفرقاء المختلفين بإصلاح ذات البين وأعاد المياه إلى مجاريها بوسائل تجمع ولا تفرق وتشيع المحبة بدلا من إثارة الأحقاد.سيسجل التاريخ أن الدكتور محسن طرق كل أبواب خدمة المجتمع بعمله أستاذا في أكاديمية الشرطة وكسب حب طلابه وزملائه وقيادته في الوزارة.سيسجل التاريخ أيضا أن الدكتور محسن شكل حالة استثنائية في العرف القبلي فهو من فخيذة الوحدوي وهي من فخائذ قبائل القطيبي، إلا أن شيوخ القبائل نصبوه شيخ ضمان تقديرا لجهده ومركزه الاجتماعي الذي فرضه من خلال مواقع أخرى.رحم الله الشيخ الدكتور العميد محسن احمد علي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.(إنا لله وإنا إليه راجعون)
|
ثقافة
الجديد في كتاب تأبين الفقيد د. محسن أحمد علي
أخبار متعلقة