لندن/ متابعات:تختتم مجلة (الكلمة) التي تصدر من لندن، ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، بهذا العدد الجديد، عدد 68 ديسمبر 2012 عامها السادس، وتستعد لدخول عامها السابع. وجاء العدد حافلا بالمواد الأدبية الثرية والمتنوعة، حيث يقدم فيه محرر الكلمة القسم الثاني من أول دراسة باللغة العربية عن الكاتب الصيني الذي فاز بجائزة نوبل للآداب هذا العام، ويدخل بالقارئ إلى قلب عوالمه الروائية المدهشة، بينما تتأمل محررة (الكلمة) وهى تكتب رحلتها وقائع ما يدور في بلدها الحبيب! ويهتم العدد في أكثر من دراسة وقصيدة بالعدوان الصهيوني على غزة، وبدلالات الهجمة المتأسلمة على الربيع العربي التي ينظر لها أحد أبرز المفكرين وهو سمير أمين.وتواصل الكلمة إلى جانب اهتمامها بحراك الربيع العربي وتبعات الجدل بين السياسي والديني، متابعة أبرز الإنتاجات الأدبية الحديثة في المغرب والجزائر ومصر وتونس. وتنشر الكلمة كعادتها رواية جديدة؛ جاءت هذه المرة من السودان، تكتب معاناة معلم مثقف حالم في مواجهة فساد متأصل كرس التخلف، وتكشف الروح العنصرية المستشرية بين العرب أنفسهم من خلال الحط من قيمة الغريب العامل في نص روائي مكثف، تجريبي ولغة متألقة تضج بالسخرية والمرارة. كما تقدم مجموعة قصصية لقاص مغربي يتناول تجارب الطفولة والمراهقة والشيخوخة، ويستخدم بنية تجريبية تتنوع فيها الصيغ السردية بين قصة الحبكة التقليدية إلى الخاطرة العميقة إلى البورتريه.ويقدم الباحث سمير أمين (الإسلام السياسي حيث الوجه الآخر للرأسمالية المتوحشة) وعبرها نتعرف على طبائع للإسلام السياسي، حيث يرى فيه تعبيراً عن مركزية أوروبية معكوسة ترفض الحداثة وتكرس ثقافة الخضوع لا التحرر. في مقاله حول (القصيد والنشيد: انتفاضة أخرى) يرى الناقد صبحي حديدي أن الانتفاضات العربية شهدت حراكاً شعبياً تجديدياً يطال القصيد والنشيد الذي يعبر عنها. فتلتفت لمخزونها الشعري والغنائي المولود في سياقات ثقافية تاريخية مختلفة، وتمنحه حياة الحاضر، وهى تنزاح بتركيبه وقوله وتدرجه في شرايين اللحظة الثورية. ويتناول الكاتب سلامة كيله (المنطق الفلسطيني وفهم الثورات العربية) حيث يرى الكاتب أن الآفاق البعيدة للثورات العربية تستدعى فتح ملف فلسطين بقوة وعلى أسس جديدة، وإعادة بناء المشروع التحرري العربي. وتحاول مقالة “العبقرية والهذيان: رسائل إلى إيلين” تعرية التجربة الحسية والفكرية للفيلسوف الفرنسى لوى آلتوسير، وكشف الحجاب عن المسافة المتداخلة بين الإبداع والتحرر الروحى والجسدى وبين ديناميكية قوى الهذيان السوداء والعوالم المدهشة فى نص الرسالة. ويتكئ الكاتب مأمون شحاذة فى مقاله “الجابرى: الديمقراطية والعقلانية بفصل الدين عن السياسة” على نصوص الجابرى مطالبا بمراجعة المفاهيم الفاعلة فى الواقع، من أجل إدراج حاجات العصر ضمن مقاصد الشريعة، وذلك بفتح باب الاجتهاد، وإعادة تأصيل أصول الشريعة نفسها.فى “الصورة من بعيد” ينطلق الباحث عيد أسطفانوس من المؤثرات السينوغرافية المكانية من حيث البعد والقرب والتموضع، عند تلقى أي منجز فنى تشكيلى. وفى مقاله “بداية المثقف الإسلامى ونهاية المثقف التحديثى الديمقراطي” يرى الكاتب انغير بوبكر أن القوى التقدمية لم تكن فى مستوى الانتفاضات الشعبية العربية. الأمر الذى يتطلب منها مراجعة نقدية تجديدية. الأديب محمد أديب السلاوى يتناول الكاتب “القطاع الثقافي فى السياسات الحكومية قضية لا مشكلة” حيث يتناول بالنقد أوضاع واقع الثقافة فى المجتمع المغربي، ويخلص إلى أن مجمل السياقات السياسية تصب فى وضع استراتيجيات انقلابية ضد الثقافة والمثقفين. ويكتب عمار ديوب عن “الثورات العربية والقضية الفلسطينية” حيث يعدّ الكاتب الأنظمة العربية، التى تأسست فى منتصف القرن الماضى، الحامي الحقيقي لإسرائيل. ويرى أن الثورات العربية الآن هى ثورات مناهضة لإسرائيل بقدر ما هى مناهضة لطغمها الحاكمة. ويتوقف الكاتب جواد بولس في “ونجنا من الشرير” أمام المحاولة الرخيصة التى تقوم بها الحكومة الإسرائيلية لاستدراج بعض الفتية العرب المسيحيين للخدمة فى جيش الاحتلال.
|
ثقافة
(الكلمة) تناقش (الهجمة المتأسلمة) على ربيع الثورات
أخبار متعلقة