مثلث الرعاية الكريمة لفخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وإشراف الدكتور عبدالكريم الإرياني رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني ومستشار رئيس الجمهورية عاملاً مهماً ومساعداً لعقد لقاءات فروع المؤتمر التشاورية في محافظات عدن وحضرموت ولحج وأبين والضالع وشبوة والمكرسة لمناقشة تطورات الأوضاع في الساحة الوطنية خصوصاً القضية الجنوبية، وخطوة مهمة وإيجابية ومطلوبة وفي الاتجاه الصحيح نحو إيجاد حل عادل ومرض وملموس للقضية الجنوبية.وعلى الرغم من تأخر هذه الخطوة للمؤتمر الشعبي العام، إلا أنها جاءت في وقتها المناسب وفي ظل ظروف سياسية معقدة تعيشها بلادنا ولا تحتمل المزيد من المزايدات والمناكفات، بل إنها تتطلب وتستدعي الوقوف أمامها بحزم وبمسؤولية عالية من قبل الجميع، حيث جسدت تلك اللقاءات التشاورية لفروع المؤتمر الشعبي العام حرصه الوطني والمسؤول باعتباره الشريك الرئيس والفاعل في السلطة وفي عملية التسوية السياسية السلمية التي التزم بها وأفضت إلى توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة إلى جانب القوى السياسية الأخرى المتمثلة بأحزاب اللقاء المشترك والهادفة إلى إخراج اليمن من أزمته الراهنة وإيجاد الحلول السلمية لمجمل القضايا والمشاكل الوطنية العالقة التي تواجهها بلادنا، وذلك عبر انتهاج أسلوب الحوار الديمقراطي والحضاري البناء والبعيد عن لغة العنف والتهديد والإلغاء للآخر السياسي. وبذلك تعين على المؤتمر أن يتحمل على عاتقه المسؤولية التاريخية وبجدارة كما تحملها من قبل أثناء توقيعه على المبادرة الخليجية المزمنة لتجنيب الوطن شبح الحرب المدمرة وحقناً لدماء اليمنيين.وللأمانة فإن المؤتمر الشعبي العام وبهذه الخطوة الجريئة ومن خلال إعلان موقفه الصادق الذي لا يحتمل الشك أو اللبس يسعى جاهداً لإيجاد حل عادل ومرض ومنصف للقضية الجنوبية مستفيداً من قرارات مجلس الأمن الدولي (2014 - 2051) ليصدر بيانه عن اللقاء التشاورري الأول للجان الدائمة المحلية بالمحافظات والذي وقف تجاه كل المستجدات الوطنية وتحديداً القضية الجنوبية التي بدأت منذ الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وما تلاها من منعطفات حتى اليوم، وبعيداً عن سرد التفاصيل لهذه المعاناة المتواصلة لأبناء الجنوب، وكذا طيلة الفترة الماضية من عمر المبادرة الخليجية كان المؤتمر الشعبي العام يعتقد بأن جميع القوى الجنوبية ستلتف حول القضية الجنوبية بوصفها نقطة التقاء الجميع وليس هنالك مجال للاختلاف أو الصراع حولها، إلا أن ما نراه وللأسف الشديد يدعو للحزن والأسى، لأن ثقافة الإلغاء وعدم القبول بالآخر السياسي هي اللغة السائدة التي ما زالت تتحكم في أداء وتعامل القوى الجنوبية فيما بينها وأصبحت قضية الجنوب الحقيقية غائبة تماماً!!.وعلى هذا الأساس تداعت فروع المؤتمر في لقاءات متعددة طوال الأشهر الماضية ورأت أنه لا يمكن ولا يجب الاستمرار في السكوت على تشتيت الجهود الرامية إلى معالجة وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً ومرضياً لكافة أبناء الجنوب. حيث خلص نص البيان الصادر عن اللقاء التشاوري الأول لفروع المؤتمر المنعقد في مدينة عدن بشهر نوفمبر الجاري 2012م بالآتي: إننا في المؤتمر الشعبي العام وبما يليق بحجمنا الكبير وأيضاً بتاريخنا المؤتمري الحافل بالإنجازات منذ تأسيسه حتى يوم توقيع المبادرة الخليجية التي أنقذت اليمن وضمنت حلاً عادلاً للقضية الجنوبية، فإننا حريصون على أن نسجل للتاريخ موقفاً متميزاً يضاف إلى رصيدنا المؤتمري الحافل بالمواقف والإنجازات التي نفخر ونعتز بها وذلك من خلال تصدر الصفوف لحمل القضية الجنوبية وما حشد كل تكويناتنا المؤتمرية العليا والوسطى والقواعد والأنصار في كل أنحاء اليمن لدعم القضية الجنوبية ومؤازرتها إلا دليل واضح على تفهمنا العميق والموضوعي لدلالات وأبعاد ومضامين وتفاصيل هذه القضية العادلة بامتياز وبأبعادها السياسية والقانونية والاجتماعية وباقتناعنا الكامل بصواب نضالها السلمي المشروع ووقوفنا الكامل إلى جانبها للمساهمة الفاعلة لإيجاد الحلول الموضوعية والواقعية السلمية لها وفي إطار الحوار الوطني المنشود والبناء الذي بدونه يستحيل للوطن العبور إلى المستقبل الآمن والمزدهر.وقد خرج المجتمعون بالتأكيد على أن القضية الجنوبية هي أم القضايا وهي قضية كل الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية والثقافية. لذلك لا يحق الوصاية من قبل أي مكون أو رمز سياسي أو اجتماعي سواء في السلطة أو المعارضة، وأكد أن الذهاب إلى الحوار الوطني هو السبيل الوحيد للحصول على حل عادل ومرض للقضية الجنوبية .. وأي بديل آخر غير الحوار يعتبر ضياعاً لحقوقنا جميعاً مما يعني السير بأبناء الجنوب إلى مستقبل غير آمن ويحتمل كل الخيارات المخيفة. ودعا كل النخب السياسية الجنوبية وغيرهم للتفاهم والتنسيق لكل ما من شأنه خدمة القضية الجنوبية بما ينسجم مع متطلبات الواقع والمرحلة التي تعيشها بلادنا ومقررات المجتمع الدولي ويخدم أبناء الجنوب ويحقق لهم مستقبلاً آمناً ومزدهراً بعيداً عن الإقصاء والتهميش لكل المكونات السياسية وبقية فئات المجتمع والقوى الصامتة والمستقلة، كما يتعين على تلك النخب السياسية الاستفادة من تجارب الماضي الأليم لمعاناة أهلنا وهذه الاستفادة لن يلمسها الشارع الجنوبي إلا من خلال التفاعل والدفع الإيجابي لحل هذه القضية. وأكد اللقاء لجميع أبناء الجنوب أن المؤتمر لن يتخلى عن هذه القضية العادلة وسيقف بثبات إلى جانب كل القوى الوطنية الأخرى داعماً ومدافعاً حتى الوصول إلى حل تأريخي لهذه القضية بما يلبي طموحاتهم ويثبت لهم الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة .. وذلك من خلال ممثلين في مؤتمر الحوار الوطني القادم، كما أكد اللقاء رفضه واستنكاره الشديدين لتصريحات صادق الأحمر التي توعد فيها أبناء الجنوب بالحرب دفاعاً عن الوحدة حسب تعبيره والتي لا تعبر إلا عن شخصه مؤكدين له أن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية هم من دافع عن الوحدة وإن الحفاظ عليها لا يأتي بالتهديد والوعيد ولا يمثل هذه الطريقة الاستعلائية.وفي تقديرنا الشخصي نرى أن هذه الرؤية الوطنية المتقدمة من قبل المؤتمر الشعبي العام حيال القضية الجنوبية تعد رؤية ناضجة وموضوعية بكل المقاييس وملبية لطموحات وتطلعات الغالبية العظمى من أبناء الجنوب لنيل حقوقهم السياسية والاجتماعية والقانونية، وهو موقف وطني مسؤول وشجاع يحسب للمؤتمر الشعبي العام وقيادته التي امتلكت الجرأة في الاعتراف بالأخطاء على عكس البعض وتسعى للعمل على تصحيحها طالما أنها تصب في خدمة ومصلحة اليمن ووحدته واستقراره وازدهاره وتعيد ألق الوحدة ووهجها الحقيقي وتعزز روح الانتماء والهوية الوطنية للإنسان اليمني الواحد.
|
آراء
حول مضمون اللقاء التشاوري للمؤتمر ورؤيته لحل القضية الجنوبية
أخبار متعلقة