في ورقة علمية حول مخاطر إعادة استخدام مياه الصرف الصحي وتدابير الوقاية
صنعاء/ بشير الحزمي:قال المهندس/نجيب محمد الزغير غالب في ورقة علمية له حول التحديات البيئية للموارد المائية غير التقليديةإن المياه المتدفقة من محطات معالجة مياه الصرف الموجودة حول المدن، تشكل مورداً مائياً غير تقليدي ومتجدد، علاوة على كونها مصدراً مائياً منخفض التكاليف ويمكن استغلاله للأغراض الزراعية، خاصة في المناطق المتاخمة للتجمعات السكانية كما أنه يمكن استعمال مياه الصرف المعالجة في المحافظة على موارد المياه العذبة للاستخدامات المنزلية والأغراض الأخرى ذات الأولوية، بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى زيادة في إنتاج المحاصيل. في حالة التخطيط الجيد والإدارة الرشيدة لاستعمال مياه الصرف المعالجة في الري، يمكن أن يكون لها آثار بيئية وصحية إيجابية. ونظراً للطبيعة المختلفة لهذه المياه العادمة (وخاصة ما تحتويه من مكونات عناصر صغيرة معدية ، وعضوية وبيولوجية)، فإن استخدامها يجب أن يدار بحرص وعناية وأن تتم أعمال المراقبة بواسطة أختصاصيين مؤهلين، وذلك ضماناً لمواجهة أية مخاطر يمكن أن تهدد التربة، أو المياه أو المحاصيل المروية بها، علاوة على البيئة ككل.وأوضح أن استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الري يرتبط بوجود العديد من الملوثات البيولوجية الممرضة (الفيروسات ، البكتريا)، والأوليات (البروتوزوا)، التي قد تنتقل إلى الإنسان إما عن طريق الفم ، في حالة تناول خضروات ملوثة بيويضات دودة الإسكارس على سبيل المثال أو عن طريق الجلد في حالة دودة الانكليستوما أو البلهارسيا (WHO,1988). وتعد هذه الملوثات مصدراً لقلق شديد في البلدان التي تكثر فيها أمراض الإسهال والإصابات بالديدان الخيطية (النيماتودا)، كما هو الحال في أنحاء متفرقة من الدول العربية. وتحتوي الفضلات على نحو 30 مصدراً من مصادر العدوى المعروفة التي تهم الصحة العامة، يمكن تقسيمها إلى أربع فئات متماثلة من حيث عوامل الانتشار في البيئة والخواص الممرضة، وتعتمد تلك العوامل على :مدة بقاء الكائنات الممرضة في التربة، أو المحصول، أو الأسماك، أو الماء.وجود الكائنات الممرضة في الوسط المناسب لبقائها.طريقة ووتيرة استخدام مياه الصرف أو الفضلات في الري.نوع المحاصيل التي تروى بمياه الصرف أو الفضلات.وطبيعة تعرض الإنسان للتربة أو المياه أو المحاصيل أو الأسماك الملوثةوقال أن الفترات الزمنية اللازمة لبقاء الكائنات الممرضة في الظروف البيئية المختلفة تتراوح في درجة الحرارة بين 20-30 درجة مئوية. ويتضح من هذه البيانات أن الكائنات الممرضة يمكن أن تحافظ على بقائها في المياه، التربة ، والمحاصيل لفترات طويلة من الوقت تكون خلالها مصدراً لمخاطر محتملة على عمال الزراعة أو الذين يتعرضون للمياه الملوثة.وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية قد نشرت في 1989، خطوطا توجيهية جديدة عن استخدام مياه الصرف في الزراعة وتربية الأحياء المائية وتتضمن هذه الخطوط التوجيهية تحديد المعايير التي ينبغي التقيد بها من الناحية الميكروبيولوجية عند استخدام المياه العادمة في ري المحاصيل التي تؤكل مطهية أو طازجة، وفي ري الملاعب الرياضية والمتنزهات العامة، ومحاصيل الحبوب، والمحاصيل الصناعية، والمحاصيل العلفية، والأشجار وتقضي هذه المعايير بأن يكون محتوى المياه العادمة من بويضات الديدان الخيطية (النيماتودا) أقل من بويضة واحدة في اللتر وتنص هذه المعايير أيضاً على أن محتوى المياه العادمة من البكتريا البرازية ينبغي أن يكون أقل من الألف بكل 100 ملي لتر بالنسبة للخضروات التي تؤكل طازجة.وقال المهندس الزغير إنه لا توجد حتى الآن طريقة مضمونة لإبطال نشاط الديدان المعوية سواء في مياه الصرف الصحي أو في الحماة عن طريق عمليات المعالجة. ولذلك فمن المهم اتخاذ التدابير الوقائية عن طريق ارتداء الأحذية والقفازات ودفن الحمأة على عمق لا يقل عن نصف متر تحت سطح الأرض، والامتناع عن ري المحاصيل بالمياه العادمة قبل موعد حصادها بثلاثة أسابيع على الأقل.وأكد أن الاستخدام غير المخطط وغير الآمن من إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة. ربما يؤدي إلى نتائج سلبية بالنسبة للبيئة وصحة البشر. وأن أهم المخاطر التي تتعرض لها البيئة من جراء المياه العادمة هي دخول مواد كيماوية إلى النظم البيئية الحساسة (وخصوصا التربة والماء والنبات) ، انتشار الكائنات الممرضة.وقال الزغير إنه لضمان الاستخدام الآمن والفعال لمياه الصرف الصحي المعالج في الزراعة فيجب وضع الخطوط التوجيهية لإعادة الاستخدام مع رصد ومراقبة نوعية المياه المستخدمة مع مراعاة سلامة مرافق التخزين والنقل والتوزيع.وأضاف أنه من المفيد تدريب المزارعين على متابعة نوعية المياه المعالجة ولو بالنظر أو باختبارات مبسطة. إذ يجب أن تكون لديهم قدرة على الحكم على مدى نجاح عملية المعالجة. فالتغيرات التي تطرأ على لون المياه وكذلك النمو الزائد للطحالب عليها يدلان على ارتفاع مستويات المواد الكيميائية والمواد الغذائية فيها. كذلك فإن انبعاث رائحة كريهة منها يدل على قصور في المعالجة. ومن هنا يتعين تدريب المزارعين على هذه النواحي قبل استخدام المياه العادمة لأغراض الري. وأيضا ينبغي أن يحصل المزارعون دون مقابل على المعلومات الخاصة بنوعية مياه الصرف الصحي المعالجة التي يزودون بها.ولفت إلى أهمية دورالمزارعين فعلى الرغم من أنهم ليسوا هم المسئولين عن هذه المهام إلا أنه ينبغي اشتراكهم في المسئولية عندما تكون عمليات التخزين والتوزيع جارية في حقولهم فذلك من شأنه أن يحول دون الاستخدام العرضي للمياه العادمة أو تعريض النظام لأي عطب غير مقصود.