الكويت/ متابعات: اعتبرت الشاعرة والكاتبة الكويتية الشيخة سعاد الصباح المشهد الثقافي العربي محبطاً وضائعاً، مرجعة ذلك إلى أن البوصلة الثقافية مكسورة، والأوطان يكسوها الضباب (بحسب تعبيرها).وقالت الصباح في حوار لها مع صحيفة (الحياة) إن تباين الأساليب الشعرية في قصائدها يعود إلى أن قانون التطور لا ينطبق على الطبيعة وحدها وإنما ينطبق على الإنسان أيضاً، مشيرة إلى أن الشاعر الحقيقي هو مجموعة تحولات وانقلابات على نفسه.كما أكدت أن دار سعاد الصباح ستبقى تحتضن إنتاج الشباب، من خلال جوائزها التي تقدمها للمبدعين وطبع نتاجاتهم المميزة، وقد مضى على ذلك أكثر من ربع قرن، موضحة أنها تستثمر في العقل، لإيمانها بأن العقل العربي هو عقل ديناميكي ولاد، على رغم كل المحاولات التي تسعى لإجهاضه.وعن دور الشاعر في ما يجري في الساحة العربية اليوم قالت: أرى أن الالتزام السياسي ما هو إلا تحصيل حاصل، فلا يمكنني الهروب من محيطي القومي. كما لا تستطيع السمكة أن تهرب من محيطها المائي.وأضافت: أن الأحداث القومية الكبرى تركت بصماتها على كتاباتي ابتداءً من الحرب الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.. حتى يومنا هذا، وأستطيع القول إنه ليس ثمة حادثة قومية كبيرة أو صغيرة عصفت بالوطن الكبير لم تهزني ولم تترك آثارها على أوراقي سواء كان شعراً أم نثراً أم مقالاً صحافياً.وفي وصفها للمثقف وما يجب أن يكونه قالت: المثقف هو الذي يخلق مكانته ومسرحه، وليس المنبر الثقافي من يخلق المثقف. أريد أن أقول إن المثقف هو بحد ذاته مؤسسة، في الوقت الذي نجد أن هموم الدولة السياسية تطغى على همومها الثقافية والتشكيلية والإبداعية. ليس هناك ثقافة من أجل الثقافة، فالمثقف يجب أن يعطي مجتمعه ما ينفعه في مواجهة الحياة، كما أن عليه أن يساهم في دفع عطاءات الآخرين إلى الأمام، فالثقافة هي ضوء الشمس الذي ينير وجدان البشرية، وعلى المثقف أن يختار بين السكن في عيون الناس، أو السكن على الهامش وليس أمامه خيار ثالث.أما في حديثها عن الشعر وما إذا كان قد تراجع دوره، أكدت الشاعرة أن للرواية مكانتها، ولكل الآداب مكانها، وللشعر الصدارة، فلا تستطيع الرواية بحكم تقنيتها المعقدة تغطية الأحداث العربية بشكل تلقائي وعفوي وسريع، لأنها تستغرق زمناً من التخمر والنضج، في حين أن القصيدة هي عمل انفجاري آني يغطي الحدث بصورة سريعة.القصيدة هي ميراثنا الذي استطاع أن يسجل كل زوايا الحياة العربية، بينما الرواية هي فن جديد على العرب لا تستطيع الوصول إلى القارئ بسرعة وصول القصيدة.لذلك لا أظن أن التكنولوجيا ستأكل القصائد وإنما ستساهم بانتشارها. افتح مواقع التواصل الاجتماعي لتجد أن الشعر يتسيد شاشاتها.
|
ثقافة
الشاعـرة سعاد الصباح: للرواية مكانتها .. وللشعر الصدارة
أخبار متعلقة