سطور
كلما أردت أن أرى الموت أليفاً ، أكتب بحثاً في أعلى الصفحة على الفيسبوك (رمزي الخالدي) فيستقبلني الحائط مبتسما قبل أن يكتمل تحميل الصفحة وليس من عبرة في الحائط سوى تلك الوحدة التي ينزوي فيها (الهيدرا) علاج مرض الأنيميا الذي صارعه وجداً ووجداناً شاعرها هادئاً ومنساباً كشوارع تعز .يذكرني الهيدرا في وحدته الضوئية بذات الخلوات التي يعشقها رمزي ويذكرني بالتفاصيل الأخيرة في حياة شاعر كبير كنزار قباني في أحد مستشفيات لندن على فراش مرضه الأخير حينما تناول أغلفة الأدوية وكتب عليها آخر قصائده حينما منع الطبيب عنه الأوراق والكتابة .. فأنقذت أغلفة الأدوية نزار وهواجس شعريته فشاعر مثل نزار يجب أن يكتب حتى اللحظة الأخيرة ولهذا لم يرق ماء وجهه بفضل أغلفة الأدوية وهو يغادر الحياة بعد قطيعة دامت أشهر بينه وبين القصيدة فيما لم تنقذ روح نزار تلك الأدوية بعد قرار جاء من قلبه المذبوح بزمن عربي قميى وأنقذت أغلفة الأدوية عشاق كلمات نزار ، وكذلك رمزي الخالدي الذي ترك الهيدرا في حائطه كدليل لقصيدته الأخيرة التي تحمل عنوان ذات العلاج فيما لم تسعفه الحياة لكتابتها على الحائط المبتسم وفي محياه استفسار عن سبب إغلاقه لمدة عام ..عام تماماً جعلني أكتب في هذا الحائط رمزي لم ينس كلمة السر بل نسي كلمة الوداع .هنا فقط أتذكر أرصفة الحالمة تمد لسانها كالأطفال المشاكسين لإثارة الخصوم ، وتستقبل المطر برحابة صدر، عام مضى منذ الرقص مع عوالم الصمت والرنين الطويل الذي جعلني رمزي نكتفي بسماع الرنة الفيروزية (نسم علينا الهوى) كان الجو حاراً على الضغط (أوكي ) للرد على المكالمة لأن فيروز كانت الحسنة الوحيدة في ذلك النهار ولتلك الفتاة التي عاتبت لعدم الرد على مكالمتها .. تداهمني البسمة بعد وأنا أتخيل ماقاله رمزي : ماذا تساوي الأصوات الأخرى لتقطع صوت فيروز ويردف قائلاً : لا شك سيأتي عبر السماعة صوت من الأرض فهل يستحق أن نقطع لأجله صوتاً من السماء ولهذا لا أعتقد أن الفتاة ستبكي أمام الحائط المبتسم الذي يتوسمه الهيدرا وفي يمينه عبارة أصدقاء قد تصرفهم وبالفعل صرفتنا واحداً واحداً بدون مقابل وتبقى الرصيف والهيدراء وبضع كلمات كنت تتمنى أن لوركا لم يقلها.. كم كنت أتمنى أنا أن مروان الحميري لم يرسل sms إلى جوالي .. بشير أعتبر أنك تشاركنا الفاتحة على روح رمزي في اليوم العاشر للخلود مذيلاً الرسالة بعبارة ويالسفاهة المسافة ويالجبانة الموت ويا للوحشة التي تجتاح الأرصفة في مدينةٍ لا تستطيع تحويل الحزن إلى بوالين والدموع إلى كرز والشجون المذبوحة إلى ديكة تصيح في الصباح ..وأخيراً ثمة من سيقرأ هذا يا صديقي المتغشي بالرحمات لكن من سيفتح حسابك في البرزخ كي يرى الإشارة تمت إليك .