سطور
الفنانة التشكيلية اليمنية فاطمة با غزال من مواليد المملكة العربية السعودية حاصلة على بكلاريوس فنون تشكيلية كلية الفنون الجميلة - جامعة الحديدة عام ( 2009) شاركت بعدة معارض ومنها معارض خاصة بفن النسيج والسجاد وفن أعمال الزخرفة. وفن الزخرفة عند هذه الفنانة ينتمي لنوع من الجمال المجرد ، جمال يسمو على عدد العقد وتراتبها وتكرار وحداتها ولكنها اشبه بمحاولة لنظم كل الأشياء المبعثرة وإعطائها نوعاً من التنسيق الخفي يمتزج فيه الشكل بخلاصة الروح فقيمة الفن التي احتار الفلاسفة في معرفة كنهها هي ذلك الأثر الذي يحدثه العمل الفني في نفس المتلقي فالموناليزا ليست فقط رمزاً لذلك الجمال الخالد الذي تجسد ذات لحظة من الزمن ولكنها تحدث نوعاً من الرابطة الروحية تثيرها في نفس من يتأملها كأنها تقيم نوعاً من العلاقة السرية بين المتلقي والعمل الفني والسجادة إذا لم تعتبرها فناً خالصاً فهي بالتأكيد مزيج من كل الفنون من الرسم والنحت والعمارة تراها وتحس بملمسها كما أن صناعها هم خليط من الرسامين والصياغين والنساجين يتجمع عملهم في النهاية ليكون عملاً ثلاثي الأبعاد ويبدو هذا بشكل خاص في صناعة الثياب النسائية والطرحات التي تضعها المرأة في رأسها والمعاوز التي يلبسها الرجال وصناعة السجاجيد وتعد صناعة النسيج في عدن من أهم الصناعات الخفيفة التي تحمل جميع عناصر الفن التي تجعله شكلاً جذاباً مثل اللون والتوازن في الشكل والنعومة في الملمس والانسيابية في الحركة والقرب من الطبيعة والمهارة الفائقة للابتكار في الصناعة اليدوية. الأسباب التي جعلت فن السجاد يظل باقياً عبر كل العصور هو ارتباطه بالعديد من الحاجات الروحية التي كانت دائماً ما تجعل الفنان يخرج عن المألوف في الحياة العادية. وهي كما تقول الفنانة فاطمة : أن ما يجدد قيمة فن النسيج هو التصميم اللون والخامات والمشكلة أن العامل الأخير هو أهم هذه العوامل لأنه يعتمد في الأساس على الاستثمار المادي وهو أمر من الصعب توافره احياناً لنا كأفراد والمشكلة انك تحس فلا يمكن أن نفكر في الفن دون أن نقوم بعمل لوحات فنية تملأ المتاحف الوطنية والشخصية بهذا العمل الفني القيم. [c1]فن صناعة النسيج والأزياء الشعبية اليمنية [/c]فن صناعة النسيج له تاريخه حيث تنتشر هذه المعامل في منطقة الشيخ عثمان في عدن وتستخدم فيه الخيوط الملونة فوق أنوال خشبية بأنامل مرهفة وفي اغلبها يقوم بها مبدعون من عمال صناعة النسيج الذين يقدمون أجمل الأعمال من الأزياء الشعبية وهي تختلف من منطقة إلى منطقة وتحتوي هذه الأزياء على ألوان مختلفة ورسومات من الطبيعة اليمنية تؤكد تاريخ فن صناعة النسيج وفن صناعة السجاد القديم . هذا الفن ليس له ذلك العمر الطويل الذي يوازي التاريخ الحضاري الضارب في القدم وإنما هو قادم من بلاد الهند والصين والقرن الأفريقي هذه الدول التي ارتبطت بالتجارة مع اليمن القديم إن فن صناعة النسيج في اليمن لا يقل عمره عن ثلاثة آلاف عام وقد عقد الباحثون مقارنة بين النقوش الموجودة على النسيج والأزياء الشعبية الموجودة في المتحف الوطني بعدن حيث توجد نقوش تحتوي على رسومات وتطريز بفصوص من الفضة والفصوص الملونة وهذه تعد علامة على بداية العصر الذهبي الذي ازدهرت فيه صناعة النسيج.