سطور
دنيا هانيالفن بأنواعه هو لغة إنسانية بسيطة تستطيع من خلالها المجتمعات أن تتبادل الثقافات المختلفة من غير الحاجة إلى وجود أي تفاصيل أو شروحات أو أبجديات، والفن التشكيلي خاصة هو فن يعبر به الفنان بريشته عن الاختلاجات التي تعتريه والتي يمر بها في حياته وبعدها تأتي لحظة تكوين اللوحة من خلال التفاعل والانفعال على واقع ما وتتداخل العواطف والأحاسيس والمشاعر لتعلن عن ميلاد لوحة ربما تكون هي لوحة العمر بالنسبة لأي فنان.والفنان التشكيلي اليمني محمد أحمد اليمني هو أحد الفنانين المبدعين وأحد الذين يعتبرون الفن التشكيلي جزءاً كبيراً من حياتهم، درس في المعهد الجزائري بذهبان قسم ديكور ونجارة ونمت هوايته الفنية بالاحتكاك ببعض الفنانين الموجودين في الساحة من خلال الاطلاع على أعمالهم.وعلى الرغم من أن بدايته كانت كلاسيكية لكنه مع الوقت تجاوزها برسمه المبدع فرسم لوحات تجريدية وتعبيرية وتكعيبية.. هذا وهو هاو ولم يسبق له أن درس الفن التشكيلي فهو دائم البحث عن الرؤى الجديدة التي من خلالها يكون قادراً على أن يصل بلوحاته إلى صياغة فنية متميزة.وعندما تختلط ريشته بالألوان تصبح للوحة قيمة جمالية أخاذة وللصورة التي يرسم بها ملامح وواقع وحياة المكان قدرة فنية عالية على استخدام اللغة البصرية للمزاوجة بين الواقع الملموس والعالم الآخر.. استطاعت ألوانه التأثير في روح المشاهد ومزجت بين الثقافة المختلفة ونوع من أنواع الإبداع.قرأت له مرة تفسيره لمفهوم الفن حيث قال إن للفن توجها رأسمالياً باعتبار أن الفن للترف، وهناك توجهان :الأول هو أن الفن للشعب والقضية و الآخر هو أن الفن للفن، وهو تعبير لمفردات الرأسمالية التي لا تتواءم مع واقعنا المعاش. وهذا ما يجعل أكثر أعماله إلى جانب المقاومة والقضايا الإنسانية وكل لوحة تحمل في طياتها قضية ما ينطلق منها الفنان في تنفيذ عمله وإخراجه بصورة كاملة.افتتح معرضه الأول عام 2005م وكان بالنسبة له هو البصمة الحقيقية في مجال الفن التشكيلي.. رسم لوحات فيها عمق في المعنى وملامح مشتقة تفاصيلها من الحياة تجبرك على التجول في أعماقها لتشعر بمدى حقيقتها وصدقها.[c1] لوحة لواقع خال من مظاهر الحياة[/c]تبقى بعض لوحات الفنان محمد اليمني تحاكي واقعاً ملموساً يخفي وراءه وجوداً لا نستطيع أن نقول عنه بأن لا أساس له ولكن في بعض الأوقات تظهر عليها علامات الحياة في عالم أساساً لا يعترف بالحياة وفي ختام مشهد لوحة لواقع خال من مظاهر الحياة بإمكاننا أن نقول إن الفن التشكيلي الحديث والمدارس المعاصرة في اليمن لا يزالان في بداية الطريق نحو الحداثة والتطور والعالمية وحتى نتخطى عتبة التأخر لا بد من الاهتمام بهذا الفن ورواده المبدعين ودعمهم وصقل مواهبهم وإلا سنبقى فقط من المتفرجين على لوحات وانجازات الفنانين الآخرين في الدول المتقدمة الأخرى. قليل من الاهتمام ينتج كثيراً من العطاء وهذا ما يحتاج إليه الفنانين الشباب في شتى المجالات.