الفنان التشكيلي عبدالله الأمين :
د. زينب حزام الفنان التشكيلي عبدالله الأمين أحد مؤسسي المرسم الحر في مدينة التواهي، وله العديد من اللوحات الفنية للطبيعة اليمنية والأحياء الشعبية في منطقة القلوعة والمعلا وكريتر، إضافة إلى لوحات تترجم نضال الشعب اليمني ضد الاستعمار البريطاني وحكم الإمامة في شمال الوطن، واليوم وبعد مرور 22 عاماً على قيام الوحدة اليمنية والتطورات السياسية والاقتصادية والثقافية وبناء صرح متين للفن التشكيلي يقول الفنان التشكيلي عبدالله الأمين : كان للوحدة اليمنية أهمية كبيرة في حياتي وقد كانت حلمي المنتظر وحلم كل مواطن يمني، وأملنا كبير أن يصل الفن التشكيلي إلى مستوى الدول الراقية في هذا المجال..ويواصل حديثه عن الفن التشكيلي في ظل الوحدة اليمنية قائلاً : لقد كان الفن التشكيلي في بداية “الثمانينات” البداية الحارة والمهمة، وكان الناس يترددون على معارض الفن التشكيلي التي كانت تقام في المسرح الوطني في منطقة التواهي،وقد تم إعادة المبنى للمالك الشرعي ونفتقر اليوم للقاعة التي كنا نقيم بها المعارض الفنية، حقاً هناك قاعة للمعارض في مكتبة باذيب في كريتر إلا أنها صغيرة الحجم، ولا تعطي فرصة لمشاركة عدد كبير من الفنانين التشكيليين، لقد أزدهر الفن التشكيلي بعد الوحدة اليمنية وأخذ الفنانون اليمنيون يعبرون عن حلمهم في تطوير الفن التشكيلي وتحديث اليمن وهناك إنجازات اقتصادية إضافة إلى تشييد العمارة اليمنية المميزة وتوطيد حركة الاتصال والمواصلات بين جميع محافظات الجمهورية اليمنية مما سهل على الفنان التشكيلي التعرف على الطبيعة اليمنية الخلابة في إب وذمار وحجة وتعز وصنعاء وحضرموت وأبين وشبوة ولحج الخضراء، إضافة إلى التعرف على العادات والتقاليد في هذه المحافظات، وهذا أثر على الفنان التشكيلي وجعله يصور في لوحاته الفنية المدن اليمنية وما تحمل من طبيعة خلابة ومحميات مزينة بالمراعي والأشجار والأزهار. إضافة إلى الشريط الساحلي في عدن مثل الشاطئ الذهبي الذي رسمه العديد من الفنانين التشكيليين وحصلوا على جوائز وميداليات.إن الوحدة اليمنية وتوطيد علاقة الفنان التشكيلي في ثقافة وطنه اليمني في جميع محافظات الجمهورية عملت على اكتشاف الفن الحقيقي الأصيل الذي يستقطب كل ما هو مستتر تحت السطح من نضج لدى الجماهير وعمق وخبرة، وبالمقابل نجد العمل الفني الهابط قد قل بعد توسيع دائرة الفن التشكيلي في جميع محافظات الجمهورية، وأصبح من السهل التعرف على فنون المحافظات المختلفة. فالجمهور بوعيه وأصالته هو موطن القوة في حياتنا الفنية.[c1]لوحاته عن الوحدة اليمنية[/c]قدم الفنان اليمني العديد من المعارض الفنية داخل الوطن وخارجه عن الوحدة اليمنية منذ قيامها في 22 مايو 90م، منها لوحة صنعاء القديمة، والنوارس في مدينة عدن، ولوحة شبام القديمة ولوحة قلعة صيرة، وقد استخدم الفنان في جميع لوحاته الألوان الزاهية المعبرة عن حبه لوطنه اليمني واعتزازه بوحدة أرضه التي ظلت فترة حتى توحدت.وصور الفنان عبدالله الأمين نضال الإنسان اليمني وتمسكه ببناء وطن حر يرفض الاضطهاد وسعي الإنسان اليمني نحو المستقبل الأفضل، وعبر الفنان عن ذلك بشكل فني يجذب المشاهد بأسلوب من الفن، هو أقرب إلى الفن الحديث الذي ظهر في العصر الحديث.وابتدع الأمين أعمالاً أخرى نالت إعجاب المهتمين بعالم الفن التشكيلي لأنه تميز بالابتكار واختيار المناظر الطبيعية ومعالجتها فنياً من خلال التجريد للاقتراب من المطلق، وذلك بالأسلوب الفني الذي يترك تأثيراً عميقاً لدى المتلقي.أعمال الفنان الأمين لها جمهورها حيث يتوافد الزوار لمشاهدة لوحاته الفنية في معارضه الرسمية والخاصة، وله جمهور أحبوا فنه.إن الفن اليمني لم يهتم بالرسم كتكوين، بل حاول الاهتمام بالفن الحقيقي الذي يرتبط بالواقع المعيشي ومن بينهم الفنان عبدالله الأمين الذي سخر فنه الرائع من تصميم حاجيات الاستعمالات اليومية والتي تميزت بطابع جمالي يشد انتباه المشاهد، والهدف من ذلك جعل الفن مرتبطاً بالواقع العملي والمعيشي للمجتمع اليمني.كما اهتم كثيراً بالملصقات الجدرانية، إضافة إلى اللوحات الفنية التي تقدم صوراً عن المراحل التاريخية التي مرت بها اليمن وترك القرار النهائي للجمهور الواعي للفن التشكيلي في تقديم أدائه تجاه مؤسسي الحركة الفنية المعاصرة في اليمن.وهو فنان سخر ريشته لتتحدث بلغة العاشق للطبيعة اليمنية الخلابة، وهو يقف من العالم موقف العاشق لهذا الفن الرائع الذي يتحدث بلغة الألوان مع جمهور الفن، كما أن هذه الألوان هي لغة شعوب العالم. ومن أجل ذلك نجد فناننا الأمين، ثريا في تصوراته حراً في انطلاقته، ومسيرته الفنية وخير دليل على انطلاقته الناجحة في المجال الفني ما أسهم به في خدمة حركة الفن التشكيلي اليمني، وقد كان في السنوات العشر الأولى يعتمد على المواضيع ذات الطابع الشعبي ويحاول طرح الطبيعة بكل ما فيها من نماذج، وإضافة الطبيعة اليمنية بجبالها وبحارها وألوانه الزيتية التي يستخدمها لتصوير الطبيعة اليمنية.وهو يطرح الطبيعة بكل ما فيها من صور متعلقة بالمدن اليمنية المختلفة بالعادات والتقاليد والتضاريس والمناظر الخلابة.فالتساؤلات التي تثيرها الأعمال الجادة للفنانين التشكيليين تتطلب الاهتمام من قبل الدولة وذلك بدعم الفنانين التشكيليين والاهتمام بأعمالهم الفنية حيث نجد العديد من خريجي معهد الفنون الجميلة بلا عمل منذ تخرجهم ومنهم من يعملون بدون راتب في قطاع التربية والتعليم كمدرسين لمادة الرسم.إن الفنانين التشكيليين في بلادنا في أمس الحاجة إلى تسويق منتجاتهم الفنية من لوحات فنية رائعة تجذب أنظار السياح إليها وأعمال زخرفة وتحف فنية معدنية وأعمال من أصداف البحر كل هذه الأعمال الفنية تحتاج إلى قيام معارض مستمرة للبيع وعرض هذه المنتجات على السياح الأجانب وذلك من خلال قيام معارض في الفنادق السياحية حتى يتمكن الفنان من بيع لوحاته ويتعرف العالم على الفن التشكيلي اليمني ولكي تكون لوحاتهم وثائق شاهدة على العصر، والمراحل التاريخية التي مرت بها اليمن.