فلاشات ثقافية
سيئون/ 14اكتوبر:عقد مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع مساء يوم الأربعاء الماضي حلقة نقاش بعنوان ( آثارنا كيف نصونها )، وجهت رسالة عاجلة إلى الهيئة العامة للآثار والمتاحف، وكل الجهات المعنية بحماية الآثار على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، تستغيث بهم في حماية آثار اليمن، لاسيما وأن عددا منها في وادي حضرموت، وفي مقدمتها حصن السلطان الكثيري ( قصر سيؤون ) التاريخي بسيؤون الذي تبدو عليه آثار التصدع والتشققات التي تنذر بالخطر، وذلك بمشاركة مجموعة من الخبراء و الباحثين والمتخصصين والمهتمين بشأن الآثار تزامنا مع اليوم العالمي للمتاحف.وفي بداية الجلسة رحب مدير مركز ابن عبيدالله السقاف أ/ محمد بن حسن السقاف بالحاضرين، ثم وضع خطوطا عريضة حول موضوع الحلقة التي تهتم بنشر ثقافة المتاحف وثقافة الآثار في أوساط أبنائنا ومجتمعنا لما لذلك من أهمية كبيرة في مسار حياتهم، معتبراً أن التراث والهوية وجهان لعملة واحدة يجب الحفاظ عليها .بعد ذلك تحدث أ/ عبدالرحمن بن حسن بن عبيد الله السقاف مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمديريات وادي حضرموت والصحراء عن أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف و في هذا العام ستحتفل جميع المتاحف بالجمهورية اليمنية من خلال التنسيق المبكر بين الهيئة العامة للآثار والمتاحف و وزارة الثقافة للإعداد للاحتفاء بهذه المناسبة العالمية، وقد أشار إلى إن متحف سيؤون قد ترسخت لديه هذه الاحتفالية حيث أنه يحتفل بهذه المناسبة منذ العام 2005 على نطاق محدود من خلال إقامة العديد من الأنشطة الثقافية والتراثية وفتح المجال لزيارة المتحف مجاناً و تشجيع العائلات للزيارة في الفترة المسائية، وأضاف أن اليوم العالمي للمتاحف يعد فرصة لتفاعل أبناء المجتمع معه من خلال زيارتهم له، والتعرف على الآثار القديمة والإسلامية والتراثية والصور التاريخية الموجودة بداخله . كما أكد عبدالرحمن السقاف في معرض حديثه عن أعمال التنقيبات الأثرية أن البحث والتنقيب عن الآثار لا يكون بغرض الحصول على كنز كما يظن البعض ذلك، وإنما بغرض الحصول على الكنز الحقيقي وهو المعلومات الدقيقة التي تعرفنا بالتاريخ، وكذا الحصول على القطع الأثرية والمباني الأثرية والتي توضح لنا تقنيات العصور الماضية وهذا الكنز يسمى بالكنز المعرفي . وقد وجه عبدالرحمن السقاف مدير متحف سيؤون الدعوة إلى زيارة المتحف في يوم الجمعة الثامن عشر من مايو اليوم العالمي للمتاحف، كما وجه الدعوة لزيارة صفحة موقع المتحف على صفحة الانترنت . من جانبه تحدث المؤرخ الأستاذ جعفر بن محمد السقاف عن أهمية الآثار، وقد عبر في بداية حديثه عن سعادته الكبيرة بسماع الحديث حول موضوع أهمية الآثار وكيفية حمايتها وصيانتها، وأشاد بدور أبناء البلد وشباب وادي حضرموت في الحفاظ على الآثار والاهتمام بها، مشيرا في حديثه إلى تجربته القديمة في مجال التاريخ والآثار وأنه قد قام بزيارة معظم مواقع الآثار في وادي حضرموت من دوعن حتى قبر النبي هود - عليه السلام - وذلك في السبعينيات من القرن الماضي . كما أشار جعفر السقاف إلى أن هناك العديد من الآثار قد طمرت ونحن بأمس الحاجة إليها اليوم، ونطالب بإعادة معالمها وتسويرها وترميمها وصيانتها خصوصا حصن السلطان الكثيري أو ما يسمى بقصر سيئون الذي يعاني من أضرار وتشققات بالغة الخطورة . هذا وقد أثرى المشاركون حلقة النقاش بمداخلاتهم واستفساراتهم التي عكست روح الاهتمام و الحرص على الآثار وقد فتحت آفاقاً واسعة لإدارة المركز للأخذ بها بعين الاعتبار والاستفادة منها في حملات التوعية بأهمية الآثار في الأيام القريبة القادمة، وقد خرجت حلقة النقاش بتوصيات كان من أهمها :- التعريف بضوابط وأخلاقيات وقوانين الآثار وما يتعلق بها وتعميق الوعي السائد القائم في المجتمع .- تبشيع ثقافة إهمال وتبديد الآثار والمتاجرة بها وربط ذلك بالأخلاق و القيم و هوية الفرد والمجتمع والوطنية .- تكثيف التوعية ونشر ثقافة الآثار والمتاحف بين النشئ خاصة .- تنظيم جولات وحصص توعوية و تثقيفية للمدارس والكليات في هذا الشأن .-السعي وبذل الجهد في استعادة كل ما يسمى بأثر من قطع أثرية أو مخطوطات والتي خرجت من وادي حضرموت تحت أي سبب .- التأكيد على أن التعامل مع الآثار وكل ما يسمى بالموروث التراثي بكافة أشكاله مسؤولية مجتمعية بالدرجة الأولى والمجتمع هو المسئول الأول في حمايتها وصيانتها والحفاظ عليها ولا يمكن الركون على أي طرف أخر في هذه المسؤولية التاريخية على غير المجتمع.-إصدار موسوعة علمية وثقافية عن الآثار في وادي حضرموت تشمل التعريف والتوصيف .كما دعاء المتناقشون إلى إقامة حملة جادة لإنقاذ حصن السلطان ( قصر سيؤون ) التاريخي كما وجه المناقشون رسالة عاجلة إلى الهيئة العامة للآثار والمتاحف، وكل الجهات المعنية بحماية الآثار على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، تستغيث بهم في حماية الآثار، لاسيما وأن عددا منها في وادي حضرموت في حالة حرجة، وفي مقدمتها حصن السلطان الكثيري ( قصر سيؤون ) التاريخي الذي تبدو عليه آثار التصدع والتشققات التي تنذر بخطر انهياره .