المسلسل المحلي (حارة دبش) الذي عرضته قناة السعيدة (المتميزة دوما في كل ما تقدمه )وقد حاول مؤلفه من خلاله اختزال جوانب كثيرة من تبعات مجريات المشهد اليمني فكان موفقا ً الى حد ما حسب قراءتنا له.. حيث تناول المسلسل العديد من الظواهر والسلوكيات السلبية والصعوبات التي ظهرت في اوساط المجتمع نتاجاً للصراعات السياسية واحداث الأزمة اليمنية وكانت سبباً في زيادة معانات الناس فأثرت سلبا علي كل مناحي حياتهم ونذكر من تلك القضايا: إختفاء معظم الإحتياجات الأساسية للمواطن كمادة (الغاز) والمشتقات النفطية والتلاعب بأسعارها .إنعدام الخدمات الضرورية - كهرباء ومياه ونظافة.... إلختنامي ظاهرة السرقات وانتشار الفوضى ،وغياب الأمن. وجود ثلاثة عقال (لحارة واحدة)قد ساهم في تفاقم الأوضاع في تلك (الحارة)..؟فتعدد العقال كان له دلالة : تحاكي واقعنا المعاش في ظل اجواء تسودها الإضطرابات بسبب الصراعات الدائرة بين مراكز القوى على المصالح والنفوذ وغياب (الحكمة)عن وعي معظم ((اباطرة السياسة) والمزايدين باسم الشعب والوطن (هذا الشعب الذي مازال يحصد ما زرعوا له من مآس ومحن )،فقد انشغلوا عنه في مناكفات ومكايدات حزبية وسياسية فعجزوا عن إيجاد المخارج والحلول الناجعة والسريعة للحد من تدهور الأوضاع وتحسين معيشة الناس ، بل غاب عن اهتمامهم كل ما يتعرض له الوطن وما يحيط به من مخاطر على رأى البعض .ونعود لموضوعنا فما لم يكن في الحسبان أو يخطر على بال أن حارة (دبش) قد تتحول من حارة (مفترضة) في عمل تلفزيوني الى كيان على الواقع وإن لم تكن بنفس التسمية أو بكل مضامين القصة ، أما كيف حدث ذلك وما هو الشاهد ؟فإليكم الحكاية :ــ الشاهد حارة (السلال )م /صالة من أفضل الحارات هدوءاً واستقراراً طيلة أيام الأحداث. موقعها : شرق مدينة تعز أول بداية منطقة الحوبان من جهة المدينة، مساحتها :لا تتجاوز (1500متر مربع) وعدد سكانها يقدر بثلاثمائة نسمة معروفة باسم (حارة السلال)منذ تأسيسها وموثقة في جميع أدبيات ووثائق الجهات الرسمية وغيرها ولها عاقل واحد فقط قبل حوالي الثلاثة أشهر وبعد أن أبدى عاقل الحارة السابق رغبته بالتخلي عن مسؤليته كعاقل لأسباب شخصية وقام بعرض الموضوع علي معظم سكان الحارة من مؤسسيها أعيان ووجهاء لمناقشة اختيار البديل فوقع اختيارهم على الشيخ ناجي عامر منيف المعروف لديهم بحسن السيرة ولإسهاماته في حل بعض قضايا الناس أرتأوا فيه الكفاءة والقدرة على خدمة الحارة باعتباره متفرغاً وغير متحزب وتم اتخاذ الإجراءات المشروعة والمعتادة لدى السلطات المختصة حتي تم منحه الختم الرسمي (بالمعقلة)بناءً على تزكية معظم الساكنين وتنازل من العاقل السابق. بعد ذلك بحوالي ثلاثة اسابيع فوجئ اهالي الحارة بأن حارتهم قد اصبح لها أكثر من عاقل بل أن ما يستغرب له حصول شخص آخر على ختم ثان لنفس الحارة وهذا الوضع جعل الناس في حالة إرباك وهرج ومرج وكثرت التساؤلات والشكوك .. ؟وتبين فيما بعد أن هنالك (امراً قد دبر بليل)..؟ويستهدف تقسيم الحارة ومحاولة فرض واقع جديد عليها وان هذه الخطوة المشكوك فيها قد جرى تنفيذها بطرق ملتوية وغير (بريئة)حيث لا يعلم احد عن الدوافع او ما هي المعايير والضرورات التي تم على اساسها الإقدام على هذا العمل بالرغم من وجود توجيهات من المحافظة تنص على إيقاف أي إجراء قد يفضي إلى التقسيم. تبين أيضا أن ذلك التصرف قد حدث برعاية الجهة المعنية في إدارة أمن المحافظة ودون علم أصحاب الشأن ودون علم المجلس المحلي الذي كان من المفترض كما نرى أن يكون هو الجهة المختصة بشئون العقال والأحياء إنسجاماً مع مرحلة التحول، وكون ذلك من الأمور المدنية ولتخفيف الأعباء عن كاهل الأجهزة الأمنية حتي تتفرغ للقيام بمهامها الأساسية الجسيمة وحتى لا تبقي المجالس المحلية في حالة بطالة معظم الأوقات وكي لا يظهر من يريد ان (يكحلها فيعميها).الخلاصة: أن الإقدام على تقسيم الحارات بلا دواع أو أسباب ضرورية أو دون رؤية منطقية تستدعيها المصلحة العامة أو غير محسوبة العواقب تعتبر خطوة غير صائبة ومن العبث المضي قدماً فيها لأنها قد تكون مدخلاً لإثارة المشاكل والفتن وإذكاء للنزعات الحزبية والمناطقية الممقوتة فضلاً عن وجود أشخاص (متخصصين)بتلك الصفات المذمومة بما فيها زرع الفرقة وتكريس ثقافة الحقد والكراهية بين الإخوة.هذه الإشكالية (المفتعلة) التي ابتليت بها حارة السلال وسماها البعض مجازاً(بالبدعة) لم تكن هي القضية الوحيدة التي صارت مثاراً للجدل الدائر فقد برزت إلى السطح قضية أخرى ليست أقل من سابقتها إثارة وجدلاً وهي قضية اختيار أمين شرعي للمنطقة التي تضم حارات (السلال -رضاجة - مؤسسة الحبوب )هذا الموضوع فتح الشهية لدى البعض حتى لو كانوا من خارج المنطقة ما دفعهم لخوض غمار حمى التنافس للفوز بهذا المنصب (العتيد)حتى من هو في غنى عن ذلك ويشغل ((اكثر من وظيفة وراتب شهري) أصبح منافسا وبالرغم من ان أهالي المطقة قد زكوا واحداً من سكانها لهذه المهنة عن طريق التوقيعات المعمدة من عقال الحارات إلا ان هذه الموضوع لم يحسم أمره بعد من قبل الجهة المختصة ..؟ وما يدعوا للاستغراب والريبة معا ، أن هنالك من يحاول الدفع بالامور في تلك الجهة بإتجاه فرض أمين شرعي من خارج المنطقة وضد رغبات الاهالي المطالبين بأجراء انتخابات تفاديا لحدوث أي مشكلة قد تترتب على ذلك التصرف العجيب .لوتركت الأمور تسير علي ذلك النهج وتم إخضاع القرارات للمزاجية والأهواء والمصالح الحزبية أو المناطقية الضيقة دون مراجعة أو حساب ، فإن أي محافظة ستكون معرضة لعبث التقسيم إلى عدة أجزاء وحارات متناهية الصغر وستكون لها عواقب وخيمة بدءاً بظهور العديد من الصعوبات والعراقيل التي قد تعقد الأمور أثناء التعامل مع الجهات المختلفة خصوصاً عند إعداد الخطط والبرامج التنموية والبنية التحتية والخدماتية وفي حال المطالبة والتنفيذ وليس انتهاء بما سيخلقه التقسيم اللامعقول من إشكالات في أمور كثيرة أخرى و لا سيما في النواحي الأمنية فعند حدوث أية إخلالات أمنية ومع تداخل المساكن مع بعضها البعض حينها كل سيلقي بالمسئولية علي غيره وهلم جرا.نؤكد هنا على أن جميع المواطنين سكان حارة السلال ((دبش حالياً)) يرفضون رفضاً قاطعاً أن تقسم حارتهم لأي سبب كان (ولسان حالهم يقول :كم الديك وكم ومرقه )وهناك معلومات تفيد بأن هذه الحارة ليست الوحيدة التي طالها التقسيم.ختاما نقول :- ظاهرة الشروع بتقسيم الحارات إلى عدة أجزاء هل يعد ذلك امراً تستلزمه مرحلة التغيير؟ أم أن ذلك التصرف له علاقة ببعض الأصوات المطالبة ((بالفدرالية))؟أليس للمواطن الحق بإبداء الرأي والاختيار ؟ أم أننا بحاجة لثورة أخرى ،حتى يعي بعض (الراديكاليين) لماذا ثار الشباب؟ وماذا يعني التغيير للأفضل ؟ وأن زمن فرض الوصاية قد ولى .تساؤلات نترك الإجابة عليها لمن يهمه الأمر!!اللهم وفق أبناء اليمن إلي كل ما تحبه وترضاه ووحد صفوفهم واهد ساستنا لما فيه صلاح البلاد والعباد اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك واهد من ضل عن سبيلك .اللهم أكشف عن بلادنا الغمة وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن.. آمــــــــين يا رب العالمين
|
آراء
(حارة دبش) صارت واقعاً !
أخبار متعلقة