يقضي أبناء قبائل لودر وفي مقدمتهم شباب اللجان الشعبية ويساعدهم بعض الوحدات العسكرية من اللواء ( 111) مشاة المرابط بمحيط المدينة كل ساعات النهار والليل في المتارس و مواقع الشرف والبطولة في قتال عنيف مع ما يسمى بمسلحي أنصار الشريعة المنتمين لتنظيم القاعدة الذين يحاولون بكل الوسائل وبما أوتوا من قوة دخول مدينة لودر الأبية منذ الـ 9 من إبريل الماضي عبر شن قصف عشوائي وهستيري على المنطقة من مختلف الاتجاهات . لكن خطتهم منيت بالفشل الذريع وتكبدوا خسائر بشرية ومادية باهظة ومنيوا بهزائم على أيدي أبناء لودر الشجعان الذين أثبتوا إيمانهم بقضيتهم وحقهم المشروع في الدفاع عن أرضهم الطاهرة ومدينتهم الأبية. وتدخل الحرب في لودر أسبوعها الخامس على التوالي ومواطنو المنطقة يقفون بجسارة وثبات للذود على مدينتهم وكشفت أسابيع الحرب أن القاعدة دخلت في حرب خاسرة بمواجهة القبائل وبرز ضعفها على الأرض بعد أن فقدت المئات من أعضائها وأبرز قياداتها الميدانية في لودر . قدم رجال لودر ومغاوير اللواء ( 111) مشاة تضحيات سخية حيث سقط نحو (50) شهيداً من اللجان الشعبية وما لايقل عن العدد من ضباط وأفراد الجيش آخرهم الفدائي البطل العقيد عباس ركن التوجيه المعنوي . يقيناً أن صمود واستبسال شباب لودر في وجه آلة الحرب الإرهابية أعاد شيئاً من ذاكرة التاريخ النضالي للشعب الجنوبي الحر الأبي الذي استهدفت أرضه وأبناؤه وهويته منذ اجتياحه في حرب 94م الظالمة.الثابت أن عاماً كاملاً قد مر ومحافظة أبين تحترق وتدمر وشرد كل سكان عاصمتها زنجبار وبالمثل جعار والمشهد تحول إلى لودر اليوم..ولكم أن تتصوروا كم من الدماء تسفك يومياً في أبين منذ عام وكل شي صار خراباً وهذه المأساة لم تنته بعد إنه مخطط إرهابي جهنمي هدفه القضاء على كل معاني الحياة في الجنوب لغرض تركيعه واستسلامه للأمر الواقع وترحيل قضيته التاريخية العادلة.وبالعودة إلى الحرب المقدسة التي يخوضها أبناء لودر بمقاومتهم العظيمة للعدوان الإرهابي فإننا نحيي تلك الروح الوطنية الشجاعة التي برز فيها محافظ أبين الجديد الأخ جمال العاقل الذي يتواجد في لودر منذ تعيينه يتابع أحوال الجرحى ويواسي أهالي الشهداء ويقوم بمهام جسيمة وأعمال إنسانية سامية وهو قد وصل إلى محافظة مدمرة ومذبوحة من الوريد إلى الوريد ..لكن انشغاله بمجريات الحرب في لودر وزنجبار لا بد من أن يصاحبه عمل آخر لإنصاف المواطنين النازحين وأبناء المديريات الأخرى ورفع الظلم عنهم والمعاناة من بعض المسؤولين الفاسدين بالمحافظة الذين استغلوا الأوضاع وانشغال قيادة المحافظة ليعيثوا فساداً ويستمروا في النهب والاستحواذ على الوظائف للمقربين منهم وتصفية حسابات والانتقام من الآخرين.
|
آراء
لودر وصمود ضد الإرهاب
أخبار متعلقة