ألقى البروفيسور طارق رمضان حفيد مؤسس (الإخوان المسلمين) الشيخ حسن البنا محاضرة مهمة في جامعة السوربون في فرنسا حول ماتسميه الدوائر السياسية في الولايات المتحدة وأوروبا (الربيع العربي) وهي التسمية التي أطلقها لأول مرة الاجتماع الدوري للدول الثمان في ابريل 2011م على حركة الاحتجاجات التي شهدتها بعض البلدان العربية ، حينما قرر ذلك الاجتماع تخصيص دعم مالي لما أسماها دول (الربيع العربي ) .وأثارت هذه المحاضرة جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والإعلامية والفكرية في أوروبا، نظرا للمكانة العلمية الرفيعة التي يشغلها البروفيسور طارق رمضان الذي يعمل أستاذا محاضرا في العلوم الإسلامية بجامعة السوربون في فرنسا، وجامعة أوكسفورد في بريطانيا وجامعة فرايبورغ في سويسرا .ونظرا لأهمية هذه المحاضرة تنشر ( 14 اكتوبر) ترجمة لها نقلا عن شريط فيديو يتضمن تسجيلا للمحاضرة صوتا وصورة باللغة الفرنسية .لا يوجد شيء اقوله في هذا المساء ،ولم اتحر عنه وصحيح اننا اذا حللنا الوقائع فالامر مقلق وما اقترحه عليكم هو البدء بمقدمة عن المصطلحات المستخدمة هل الامر يتعلق بربيع عربي ثورات عربية البعض يستخدم مصطلح ثورة والبعض الآخر يستخدم مصطلح الربيع العربي .. وفيما يخصني لا استعمل الا كلمة انتفاضة ، لاثورة ولا ربيع لاسباب متعددة ، ستكتشفونها من خلال حديثي .اولا لأني لا اعتقد اننا نعيش ثورات منتهية، يمكنني حتى ان المس في بعض الوقائع ان الامر يتعلق بثورات مسروقة أي انه لم تعد الثورة موجودة بمعنى ان هناك انتفاضات سرقت ثم إنني مازلت اضع علامة استفهام أمام مصطلح الربيع العربي هذا وما أكرره دائما خلال تحليلاتي هو انني لا ابالغ كثيرا في التفاؤل، اقصد ان هناك عددا من المسائل التي يجب التوقف عندها تذكرون انه في سنة 2003م حين بدأت الحرب على العراق .. اعلن الرئيس جورج بوش وشرح وبرر ، أن ما كان يحدث في العراق ، هو مقدمة لحركة واسعة لديمقراطية البلدان العربية في الشرق الاوسط ، وأن مستقبل هذه البلدان هي الديمقراطية . يجب أن ننتبه في كل تحليلاتنا الى شيء مهم، واجد اننا في هذه النقطة نكون سذجا في بعض الاحيان، بسبب أن كل هذه المواقف السياسية لايمكن فهم شيء منها اذا لم تقرا موازاة معها، المصالح الاقتصادية والاقليمية أي انه لا يجب أبدا التوقف عند القراءة السياسية .القراءة السياسية التي تحدثك عن الديمقراطية لا تساعد في اغناء المعرفة خصوصا وان الذي يحدثك بأنه مع الديمقراطية وحقوق الانسان ، هو من ساند الديكتاتورية 30سنة فهذا يعني أنه يخفي عنك شيئا ما على المستوى الاقتصادي او انه لا يقول كل شيء .اذن .. يجب دائما النظر الى الامر في عمومه والقيام بقراءة ثلاثية الابعاد: (سياسية ، واقتصادية،وجيوستراتيجية) لان كل شيء مترابط من هذه الواوية من وجهة نظر التحليل الذي سنقوم به ،ولاحظتم في العديد من التغطيات الاعلامية وحتى التصريحات السياسية.. يبدو وكأن البعد الاقتصادي ، اصبح فجاة بعداً ثانويا مع أن البعد الاقتصادي اليوم في نظري هو الشيء الوحيد الذي سيجعلنا نفهم أن ما يحدث ليس جديدا.. ولكن من المهم ان نذكر هذا الامر. الجموع التي تنزل الى الشارع من اجل الحرية يحب ايضا ان نطرح الاسئلة حول من يتحكم بدواليب البورصة بموازاة الموقف من مطالبها ؟ لان ديمقراطيات سياسية بدون استقلال اقتصادي يمكن ان تكون من جهة نظر جيوستراتيجية بنفس خطورة الديكتاتوريات التي يطالبون باسقاطها من القمة . يجب الانتباه الى ان الامر خطير جدا ، لانه خلف الواجهة الديمقرطية ستكون هناك سيطرة اقتصادية تامة وجيوستراتيجية محددة جدا على المستوى الاقليمي ، وهنا نكون سذجا لاننا اخذنا بهذا الشعور الديمقراطي وخضعنا للاميريالية الاقتصادية .. إذن علينا أن ننظر الى الامور نظرة شاملة ويجب أن نجري مقاربة شاملة ..وهذا ماسأحاول فعله. إسمحوا لي فقط أن أضع امامكم بعض الوقائع: سنة 2003م قال الرئيس بوش ماسبق وسندرك انه ابتداء من عام 2004م وضعت الادارة الامريكية وبتمويل من هيئات ممولة هي نفسها من الادارة الامريكية برنامجا لتحقيق مقدمات مشروع ( الشرق الاوسط الجديد ) من خلال ندوات ودورات تكوينية حول التعبئة السلمية .كان معروفا في سنة 2002م أن بوبوفيتش الذي قام بتأليب الشعب ضد مليوزوفيتش ، وهو شخص كان منذ سنة 2000م على اتصال بعقيد سابق في الجيش الامريكي وهو من يشرف على هذا التكوين .. وكل هذا تجدونه في الكتاب بالوثائق أقصد انها معلومات مؤكدة لاأقوال .. يبدو أن .. لدينا الاسماء ، ولدينا العلاقات إذن .. ومنذ سنة 2000م كانت هناك دورات تكوينية على تعبئة الجماهير سلميا وبدأ تنفيذ ذلك من خلال اعداد ودعم الذين تظاهروا في صربيا وعلى الاخص بوبوفيتش الذي انشأ تقريبا مؤسسة تكفلت بإجراء تدريبات تكوينية عن قيادة الجماهير من خلال التظاهر سلميا باستخدام الإنترنت والشبكات الاجتماعية ، وبالتالي تسخير الامكانيات المتاحة لقيادة الشعوب الى تظاهر مثلما حدث مع ميلوزوفيتش.في عام 2007م قام شباب ناشطون معارضون على الانترنت من شمال إفريقيا ..من تونس ومن مصر .. وبالمناسبة أكثرهم من مصر .. ومن بينهم قادة حركة 6 ابريل الذين شاركوا في هذه الدورات التدريبية .. وقد أذاعت قناة الجزيرة في برنامج شهر فبراير الماضي وهو برنامج 30 دقيقة تغطية إعلامية لهولاء الشباب.. قالوا انهم فعلا سافروا القوقاز ..الى صربيا.. وانهم التقوا بوبوفيتش وتلقوا تكوينا ولكن هناك بلدا واحدا لا تذكره جزيرة قطر حين تتحدث عن الدورة التكوينية ، وهذا الغريب مع أن الوقائع ثابتة .. هل ترون ؟ سقطة لسان لها معنى ، انها الولايات المتحدة يذهبون الى واشنطن ويتكونون على التعبئة السلمية .. والتعبئة السلمية لديها قواعدها: عدم استخدام العنف هي اول قاعدة الالتزام.ثانيا، واخيرا تسيير الشعارات .. المدهش هو انه في كل ما حدث سترون انه كان هناك عدد من القواعد التي تم الالتزام بها ، اول قاعدة هي قوة الشعارات الايجابية لم نر شعارا واحداً يمس الغرب أو اسرائيل او يخرج عن حدود المطالبة بسقوط النظام .. حدث هذا في تونس وحدث في مصر وفي دول اخرى ..الشيء الثاني تسيير الشعارات .. لابد وانكم لاحظتم ، أذهبوا الى الانترنت وانظروا الى مختلف آلياً التي بدأت بالظهور سنة 2000م سترون آلياً ان رمز القبضة لديهم تتمثل في عدة اشكال ، ولكن المعنى نفسه وهذه قرارات تم تلقيها في الفترات التكوينية على المظاهرات السلمية بمعنى كيف تجمع الناس بشعارات إيجابية ، وبرموز تجمع كل الناس بغض النظر عن إيديولوجياتهم .. ومن وجهة النظر هذه لديكم أشخاص يمكنهم الاعتراف بهذا الامر.في سنة 2008م عاد بعض نشطاء حركة 6 ابريل من الولايات المتحدة وتم ايقافهم ومعنى ذلك أنه في سنة 2008م كانت الحكومة المصرية على علم بهذه الدورات التدريبية واوقفتهم قبل أن يبدؤوا العمل ..بالاخص فتيات واحدة منهن من (أسماء) التي ستظهر في فيديو لم يتم إيقافها،فتاة اخرى هي من أوقفت بعد عودتها من الولايات المتحدة ، وهكذا فإن لدينا هنا منذ 2004، 2007 ، 2008 وكان الامر يتسارع مع مرور الوقت من خلال برامج تكوينية يقدمها معهد اينشتاين ومعهد الحرية ،وكل هذه المعاهد التي تتركز في الولايات المتحدة هي معاهد يقع على عاتقها التمويل والتدريب سنة في اوروبا الشرقية، وأخرى في الولايات المتحدة الاميركية، وثالثة في بلد آخر. حدث لقاء كان بمثابة الشرارة التي اطلقت لهؤلاء المعارضين شبكة تواصل على الانترنت .. من الواضح جدا جدا انه كان مرتبطا اشد الارتباط بمنطقة الشرق الاوسط ، بمعنى انه كان له هدف محدد ..الشرق الاوسط وكان هذا اللقاء بإشراف ـــ اسمعوا جيدا ـــ شركات خاصة كبرى ، والاخص غوغل لاتنسوا غوغل لاننا سنتحدث عنه حالا .. لقد انشأوا هذه الشبكات وبالتالي فإن الولايات المتحدة كانت تمول المعاهد التي بدورها تمول الدورات التكوينية .. الجميع كان يعلم في سنة 2008م ان سفيرة الولايات المتحدة في القاهرة ارسلت ملاحظة اعلنت فيها ان حركات اجتماعية تود البدء قبل شهر سبتمبر وهو موعد الانتخابات الرئاسية في مصر ، بمعنى أنه كانت هناك انتخابات رئاسية في ذلك الشهر وتعلمون أن مبارك اعلن انه لن يترشح للانتخابات والملاحظة مكتوبة وموقع عليها وموثوق منها ارسلتها السفارة الى الادارة الامريكية تخبرهم فيها بما يتم التحضير له . لماذا أقول هذا ؟ لست أبدا من المهووسين بنظرية المؤامرة ولكني أقرأ وقائع .. والاحداث تتحدث بمعنى أن كل شيء برز هكذا بدون مقدمات تحدث في نهاية 2010م حركة أخذت الجميع هي كذبة.. الاحداث تؤكد العكس ، ومانعرفه هو ان هناك اشخاصا تم تكوينهم وتم تكوينهم في بلدان عدة، وان هذه البلدان كانت تعلم ما يحدث ويجب الذهاب بعيدا في هذه الدراسة لمعرفة ما الذي كان منتظرا ، وما الذي يكون .. لأن هناك جزءا مهما مما حدث لم يكن متوقعا، ولم يكن هناك بلد واحد ظن مجرد ظن ان يستطيع السوريون، وبدون سلاح أن يقوموا بالتظاهر مثلما فعلوا ،لانه في هذا البلد لم يكن هذا منتظرا وبنفس الطريقة وهنا يجب الوقوف عند نقطة مهمة .اول شيء كنت اود ان اقوله بهذا الخصوص هو انكم لاحظتم بدون شك ان هذه الدورات التكوينية اما انها مرتبطة بهيئات لها علاقة بالادارة الامريكية ومرتبطة أيضا بـمعاهد أوروبية فالأكيد ان هناك معاهد اوروبية تقدم هذه الدورات في اوروبا الشرقية وفي بلدان الاتحاد الاوروبي تماما مثلما يحدث في الولايات المتحدة، وكل هذا معروف الى درجة انه في وقت ما..غنيم ذلك الذي سيكون الوجه الصاعد للحركة في مصر تعرفون انه كان ايضا مديرا لغوغل في منطقة الشرق الاوسط .. هذا الشاب الذي سيظهر في التلفزيون يبكي ويشعل الشارع من جديد بفعله هذا ، حين قامت الحكومة المصرية بقطع الانترنت عن كامل البلد تذكرون هذا غوغل قام بإعطاء ارقام الهواتف التي من خلالها يمكن الالتفاف على هذا القرار والحصول على شيفرات الساتلايت مباشرة .. غوغل هي التي اعطتها الى نشطاء الانترنت وهذا ما سمح لهم بمواصلة التواصل فيما بينهم . في برنامج تم بثه على إذاعة فرنسا إنتير ، طرح ناشط سوري مسألة مثيرة للانتباه يقول أن الامر مثير للاستغراب لانكم (ويقصد المصريين) انتم حصلتم ـــ كانت هناك ناشطة مصرية على البلاتوـــ يقول أنتم حصلتم على الارقام ، وحين طلبناها نحن في سوريا بالقرب من الحدود التركية طلبنا الشيفرة لنستطيع نقل المعلومة لكن غوغل رفضت ! أعطتها للبعض ، ورفضت طلب البعض.. اذن، فهنا، انتم تعرفون، ولا بد أن تكونوا قد لاحظتم أن الموقف الامريكي من الانتفاضة السورية ليس هو نفس الموقف من الانتفاضة المصرية .في سوريا لم يطلب أحد حين بدأت الانتفاضة أن يسقط النظام لاشهر وأسابيع .. الموقف الامريكي الوحيد كان تغيير واصلاح البلد من الداخل ، بمعنى ان بشار الاسد لا يجب أن يسقط لان هناك الكثير من المجاهيل وامكانيات انفلات الخيوط في هذا النظام ، وخاصة في هذا البلد وعلى النقيض من ذلك ، كانت هناك سلوكات مختلفة تماما ، تذكروا أن فودافون ارسلت رسالة قصيرة الى كل المستعملين عودوا الى بيوتكم ولا تذهبوا للتظاهر ، حدث هذا وقت لم نكن متأكدين فيه اذا كانت مصر ستتجه الى جهة او اخرى ، وهذه الظاهرة يجب دراستها فهذه الشركات التي تتدخل في مجال الانتفاضات ، تتدخل باسم من ؟ تكون أناسا باسم ماذا؟ كيف يكون ممكنا ان غوغل يهتم بالتكوين على تعبئة الجماهير واستخدام الادوات المعلوماتية في ذلك.. لانه اذا كان بينكم شخص من السذاجة بحيث يعتقد انكم تدخلون على الشبكات الاجتماعية دون أن تكونوا تحت رقابة من يتحكم في شبكة حريتكم فأنتم إذن سذج أنتم سذج لا..لا.. من فضلكم .. ليس لقاء سياسيا ، انه فقط لحظات للتفكير ان الامر معقد .. لاننا نريد أن نفهم وفي نفس الوقت لا نريد السقوط في فخ البارانويا حيث يصبح كل شيء يتحكم فيه الآخرون .. لا اريد أن اصل الى هذا .. احاول فقط تحليل المعطيات وأقول أن هناك أشياء لم تقل لنا ، ويجب دراستها. كل ماقلته هنا لديه مصادره التي لم تكذبها الادارة الامريكية ، وهي تعلم بوجودها.. وحتى السفيرة الامريكية اكدت صحة هذه التقارير ، بمعنى ان هناك فعلا تقارير ارسلت تقول ان هناك شيئا ما يطبخ في مصر.. لم يأت ما حدث من فراغ ليس في أكتوبر 2010 م نحن نتحدث عن 2008 ، والتي نكتشف انه حدث فيها اشياء تتعلق بهده الحقائق والأمر لا يقف هنا ، الآن سنعود الى مقطع قصير في تونس ..امر غريب ما حدث في تونس وتعلمون أن انطلاق الاحداث بين موت محمد البوعزيزي الذي احرق نفسة وحتى ذهاب بن علي هناك 14 يوما.. الاوائل الذين حيوا الشعب في انتفاضته في وقت مهم جدا لم يكن أحد قد فهم بعد ما يحدث ، والساعة الرابعة مساء يقف اوباما ليحيي الشعب ويحيي العهد الجديد وجون كيري مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ يفعل نفس الشيء ، يقول انها بداية عهد عظيم في العالم العربي ..الآن نعرف قليلا ما حدث والذي أكده بعض الاشخاص النافذين في الحكومة التونسية، ولكن ايضا ، الذي كشفته الصحافة ، والذي تسرب ايضا عن الحكومة الفرنسية .. لان فرنسا تفاجأت بما حدث، لكن ليس الولايات المتحدة في الواقع ان بن علي سقط في الفخ. نعلم الآن انه غادر البلد وهو يعتقد انه سيعود وقصة أن زوجته اخذت ثلث ثروتهما قبل ان تهرب من البلد ، هي اشاعة لايمكن اثباتها ،وهي خاطئة ولكن هذا كان لاقناعنا بأنهما كانا يعلمان انهما هاربان في الحقيقة ، تم وضعه في طائرة وقيل له ..اذهب احم عائلتك وعد بمجرد ان تستقر الاوضاع . من اخذ هذا القرار ؟ ثلاثة اشخاص هم قائد اركان الجيش التونسي ،وزير الخارجية التونسي و رجل أصبح مسؤول المخابرات الامريكية هو بيتراوس..كان في افغانستان وهو الذي اخذ القرار باخراج بن علي .. يجب ان يخرج بسرعة اذن في مرحلة اولى كان يمكن ان نعتقد انه فعل ذلك حرصا على منع انتشار بقعة الزيت ، ولكن الحقيقة هي انه كان يريد قدرة رائعة على الحشد والسيطرة على الاحداث لان هناك سلوكا تاكد بعد ذلك في مصر ، وجاء ايضا من النصيحة الامريكية ، وهي ان لا يطلق الجيش النار على الشعب .. كان يجب ان يبقى محايدا حتى يتم الفوز في المباراة . حسب تطور الاحداث يتطور موقفك ، و ستربح في كلتا الحالتين ، ولكن المهم أن لا تطلق النار .. اذن ابن علي حين ذهب ،كان يعتقد انه سيعود .. لكنه لم يكن يتوقع أن يتدخل مسؤول اميركي مثل هيلاري كلينتون على المستوى الفرنسي لمنع هبوط طائرته في باريس .. كلينتون هي التي منعت طائرة الرجل من الهبوط في فرنسا.. هذه القصة التي احكيها ، خرجت في فرنسا وقيلت على القناة العمومية الثانية .. بيتراوس والقيادة العسكرية اخذوا القرار بالخروج .. بالقرار الامريكي وبالنسبة للفرنسيين فالامر مخجل ان يجدوا انفسهم اول الداعمين لبن علي وآخر من يعلم بخروجه ، بل وجدوا انفسم مجبرين على عدم استقباله لانه لو حطت طائرته في فرنسا لكان ورقة في يد فرنسا أما بن علي فقد حطت طائرته في السعودية .. ويجب عليكم ان تعلموا جيدا بأن أي دكتاتور يريد النزول في الرياض يجب ان تحصل السعودية على ورقة بيضاء من الولايات المتحدة انه واقع .. امسكوه وضعوه هناك لكي لا يستطيع التدخل ، حين تفكرون في كل هذه الحقائق والحقائق التي ترافق ما حدث هنا مثلا ستبقى شاهدا على ما حدث ويحدث.. الامريكيون في علاقتهم بالجيش المصري .. الجيش المصري عاش تمزقا في وقت ما .. لم نكن نعرف في أي اتجاه ستسير الامور .. هناك دعم واضح من الاشخاص الذين كانوا قريبين جدا من مبارك والذين يعتقدون انه اذا سقط يسقط الجميع .. وهناك آخرون كانوا على علاقة بالولايات المتحدة .. ولا يمكن ان تكون للجيش المصري سياسة دون علاقة بالولايات المتحدة .. نعرف ذلك فيما يخص التريث اياما قليلة قبل تحريك وتغيير السياسة ، كان هناك عدد من قيادات الجيش المصري في واشنطن وهكذا فان المواقف الامريكية بهذا الامر تطورت وكان لدينا احساس بان الولايات المتحدة انهزمت كلية الساعة الثانية عشرة مساء .. قال باراك اوباما ان التاريخ يفرض منطقه معتقدا ان مبارك سيعلن استسلامه للطرف الموالي لامريكا .. يريد اجباره على الخروج ، بينما اعلن هو ساعتين بعد ذلك انه سيبقى وفي الليل فقط جاءه مبعوثون و هددوه اذا لم ترحل سنخلع بدلاتنا وننزل الى ميدان التحرير.. ما اقوله لكم مايزال مكتوبا اتفقنا؟ وحين يطرح السؤال على الامريكيين على الادارة الامريكية .. هل هو انقلاب عسكري كان الرد : ليس انقلابا انه ضغط عسكري حول مسألة ذهاب مبارك .. كان مبارك يرى من كانوا يساندونه يتخلون عنه .. اذن من السذاجة تصديق فكرة ان كل شيء يحدث بارادة الشعب وان العسكريين لا يتدخلون ..هكذا لانهم كرماء .. في حين انهم ساندوا نظاما لسنوات. يجب التخلي عن السذاجة ، و يجب النظر الى الامور بشكل اوسع لأن ثمة قرارت تتخذ ، وتحالفات تحصل وهذا لا يعني مرة اخرى ، ان كل شيء يتم التحكم به ولكن ارادة التحكم بما تحدث واضحة من الامريكيين .. والاوروبيين بالنسبة اليهم يجب الامساك بهذه البلدان ..وبخاصة مصر التي هي دولة محورية.حين سئلت بعد ما حدث في تونس ،لم اكن اتوقع ان يحصل نفس الشيء في مصر ثم جاء الوقت لنرى ان هناك تكرارا ، وان هذا التطور بقي بالفعل حركة شعبية ،ولكن كان هناك ايضا في التكوين الذي حصل عليه هؤلاء الشباب من خلال علاقاتهم بممولي الدورات التدريبية التي شاركوا فيها ، وبسلطات حكومية وشركات عملاقة ترعاها .. يجب تحليل حركة 6 ابريل مثلا .لنواصل المقارنة بين ما حدث في تونس ومصر ولكن حذار ، فكل حالة لديها خصوصيتها ، ويجب دراستها على حدة ولكن ايضا هناك اشياء متوازية فاذن ،حركة 6 ابريل يحب معرفة شيء مهم عنها .. هم اشخاص التقوا البرادعي الذي كان في سنة 2008 في الولايات المتحدة ، وتذكرون حين عاد للمشاركة في الانتخابات فان كل من استقبلوه كانوا ينتمون الى حركة 6 ابريل.. وفي وقت ما اعتقد البعض ان البرادعي سيقود الحركة ضد مبارك والمطالبة بالديمقراطية ، وفجاة اكتشفوا ان الشعب لم يكن يتبعه ولم تكن لديه الشرعية الشعبية .. لعدة اسابيع لم يكن لديه أي شرعية شعبية ومع ذلك فان الامور تغيرت شيئا فشيئا والآن يقدم لنا على انه مفكر الانتفاضة وانه فرض نفسه ،ونكتشف ان حركة 6 ابريل تمشي خلفه كبديل ، ونرى ايضا في هذا الحالة اننا نسمع في نفس الوقت انه كان صارما بخصوص الامريكيين ، وان احد المستشارين في الادارة الامريكية ، والذي اذكره بالاسم في الكتاب مرتين .. شخصين مختلفين يقوله انه يمكن ، ان ظهور البرادعي بمظهر الذي لديه مواقف في العلن معادية لنا وان يكون تصوره الذي كان معارضا لادارة بوش سيكون العامل الاحسن للتحالف مع الولايات المتحدة .. بعبارة اخرى اللعب على معارضته المحتملة لا يساعد على معرفة الطريق الذي من خلاله ستكون هناك سيطرة نسبية على تطور شؤون هذا البلد ،وبالاخص ايضا مع دور الجيش .حسنا هذه وقائع وانطلاقا منها، ماذا نفعل ؟ هل نجلس ونقول : مؤامرة عامة ، كل شيء تم تحديده مسبقا ؟ اونقول : حذار من ان نكون سذجا لأن هناك رهانات تتجاوزنا ، وهناك تحضيرات تجاوزتنا .. ولنسال انفسنا بعد ذلك لانني حين اقول هذا ، يسألونني بعد ذلك : ولكن لانفهم جيدا الاسترتيجية الامريكية لان الاستراتيجية الامريكية كانت دائما .. مساندة الديكتاتوريين كيف يمكن أن تتم ؟ كيف يمكن ان نسائد مبارك كل السنوات وفي نفس الوقت ثلاثين سنة ؟.. ولكن كان قبله السادات والتعاون ايضا مع جمال عبد الناصر خلف كل المسرحيات التي قامت حول منظمة دول عدم الانحياز..كانت هناك علاقات .. ولكن لنقل .. بوضوح أكبر السادات ومبارك هما رجلان يعتبران من أكبر قادة الانظمة التي حمتها الولايات المتحدة .. وفي الـ 23 سنة من حكم بن علي ثم العلاقات التي جعلت 23 شهرا القذافي يعود الى حظيرة المجتمع الدولي لاسباب واضحة جدا وفي مقدمتها الثروات البترولية ، والقدرة على الاستقلال الاقتصادي لم تكن تتوفر لاي دولة في شمال افريقيا سوى مصر وتونس وليبيا.. اذن فجاة نرى هنا سلوكا مناقضا لما ألفناه بالنسبة لهذه الدول كيف يمكن ان هذه الانظمة كانت مدعومة لزمن طويل ثم الان ،نكون متفقين مع المسارات الديمقراطية ؟ وهنا يصبح الامر مهما. لو توقفنا عند حدود القراءة السياسية سنجد انفسنا إزاء تناقص في المفاهيم ، ولو فتحنا الافق واخذنا في الاعتبار المعطيات الاقتصادية، فالامور ستتغير خلال الـ 10سنوات الاخيرة .. لقد ضاعفت الصين علاقاتها الاقتصادية سبع مرات في المنطقة .. الهند بدأت أيضا في التدخل، وهي تتدخل على المستوى التكنولوجي ، وعلى العلاقات الجديدة التجارية فيما يخص البترول والغاز .. القذافي مثلا كيف كان يشكل حجر عثرة في طريق الغرب خلال الثلاث سنوات الاخيرة، هدد عدد مرات ... ولهذا يقال لنا في فرنسا..آ، لقد إستقبلناه وخيمته في باريس لانه حرر الممرضات البلغاريات .. احيانا يستخفون فعلا بعقولنا وينجحون للاسف يقع البعض في الفخ ولكن .. السبب الحقيقي هو تحرك مركز الثقل.. تعرفون القذافي كان دكتاتورا انه مجنون، انا معارض له ، وممنوع من الدخول الى ليبيا منذ بدأت منذ سنوات في انتقاد نظامه وحين طرحت علي سويسرا اسئلة عن هنيبال الذي هو مجنون آخر ابن مجنون ..لا .. هناك أمر خطير .. بمعنى ان الرجل مهم ..لن ندخل في هذه التفاصيل .. هو ديكتاتوري ولهذا أتفاجا كثيرا من قطعيات البعض ..بالنسبة إليهم الامور سهلة .. حين انتقد يقولون عدو عدوي يجب ان يكون صديقي او صديق صديقي ولكن الامور ليست بهذه السهولة ! نعم ، كان القذافي ديكتاتورا .. الآن هناك شيئ حقيقي، هو انه رجل مجنون سياسيا ، ولكنه داهية.. في الاستراتيجية لديه شيء مثير.. بمعنى انك حين تنظر الى سياسته الافريقية فانك تقول هذا حقا ذكي جدا ..حقا ذكي جدا كان يحرج الكثيرين بسياسته الافريقية وهذا أمر معروف كان يحرج الكثير من الدول الاوروبية ..يحرض بعض الدول على التخلص من التبعية في افريقيا الغربية مثلا ، ثم أن مواقفة واضحة بالنسبة لفلسطين ، ليس صحيحا انه كان يتقلب في مساندته ،لا لقد كان داعما ايديولوجيا للقضية الفلسطينية وكان محرجا لاسرائيل على ثلاثة مستويات في القضية الفلسطينية وفي قضية السودان لاتنسوا اعيدكم الى كتاب ، طبعا يجب ان تقرؤوا بحذر كتاب بيار بيون عن السياسية الاسرائيلية الجديدة في افريقيا .. مهم جدا أن تقرؤوه ، يجب أن نقرأه بروح نقدية لأنه مهم ، لأنه سيكشف لكم حقائق مهمة. اذا تعتقدون ان افريقيا مجال صراع افريقي اوروبي فأنتم مخطئون لان هناك تحديات أساسية اضافة الى الاكتشافات البترولية الجديدة في النيجر و مالي كل هذا مهم جدا ان نعرفه، وهو ان القذافي ، كان مزعجا لانه لم يكن التحكم فيه سهلا وممكنا هنا ، كان يسير علاقاته بنفسه، وفي نفس الوقت كان يتجه الى امريكا الجنوبية.. علاقاته مع تشافيز ..وكان يقال حذار ..خطر الرجل خطير لاسباب كثيرة وهكذا نجد ان لدنيا طغاة كانوا تحت السيطرة ، وفجاة اصبحوا يمثلون مشكلة .. لماذا ؟ لان الاستراتيجية الامريكية القديمة التي كانت تمسك بالطغاة وتعتقد انها بذلك تمتلك الامتياز الاقتصادي والجيوستراتيجي لم تعد قابلة للبقاء والاستمرار وهذا ما يجب ان يعرفه الديكتاتوريون الذين يتم استخدامهم من قبل الغرب ويندفعون تحت قيادته بسذاجة وغباء تحت وهم ان المساهمة في دعم وتمويل ما تسمى ثورات ( الربيع العربي ) ستنقذهم منها ، خصوصا انهم أصبحوا يعرفون جيدا اين توجد غرفة عمليات هذه الثورات ومن يقودها في الولايات المتحدة واوروبا واسرائيل .انها غرفة قيادة عالمية تسعى الى تحويل حقل الجاذبية نحو الشرق ، اما ان نتدخل ونحافظ على نظام ربما شبه ديمقراطي واما ان نخسر كل شيء لان الصين حين تأتي ، فهي لا تسالك عن موقفك من حقوق الانسان وهذا ايضا يجب ان ننتبه اليه .. من وجهة النظر العربية هناك كثيرون يشربون نخب الصين مع ان الصين ليست البديل الافضل ، لا على المستوى السياسي لانها ليست ديمقراطية ولا على المستوى الاقتصادي لان الصين اصبحت راسمالية بلا كوابح .. بمعنى ان استغلال العمال امر ممكن . هل ترون الوجود الصيني في افريقيا ؟ انه مخيف نظرا لقوة الصين ولكن الاهم انه مخيف لظروف العمال الماساوية ..ماساوية بمعنى انهم يرسلون مساجين محكوماً عليهم بالاعدام للقيام باعمال غير انسانية الى اقصى الدرجات ، وفي ظروف مزرية يجب فهم هذه الحقيقة ، ولا يجب اعتبار الميلان الى الشرق كما لو انه بداية الحرية للجميع .. يجب ان ننظر الى الامور بكثير من الحس النقدي .. حتى حين يتعلق الامر بهذه البدائل الآسيوية يجب ان نحذر من شيء مهم وهو تغيير راسمالية مستغلة براسمالية اكثر استغلالا ،ولكن بايديولوجية مختلفة تبدو انها تدعو الى الحرية بينما ما ستحققه هو انغلاق استبدادي آخر لعقود اخرى .. اذن يجب ان نبقى حذرين في مواجهة ما يحدث .. المهم هو فهم ما الذي يساعدنا على فهم المنطق المتناقض من وجهة نظر سياسية ، التناقض السياسي يحل برؤية جديدة للتحديات الافتصادية العالمية جيواستراتيجيا .. السلوك الامريكي والاوروبي القديم مع الدكتاتوريات العربية لم يعد ممكنا، كان يجب التغيير وكان يجب ايجاد سبل جديدة.. اذن فلدينا هنا تفسيرات.. ما أريد قوله.. هو ان هناك وقائع تؤكد لنا ان لاشيء ولد من لاشيء ، ان هناك عددا من الحقائق ورغم ذلك وكوني درست هذه الحقائق فهذا لا يعني انه لا يوجد فرص جديرة بالقطف، واحد احسن الامثلة ، هي بالفعل ما يحدث في سوريا، لان سوريا.. اريد ان اقول انكم حين ترون الاحداث، فانكم ستدهشون .. سوريا كانت العدو رقم 1 لاسرائيل في المنطقة طيلة الوقت بمواقف معادية .. دعم حزب الله ، دعم ايران ولكن في الواقع لم تتدخل سوريا سياسيا او عسكريا ابدا ضد اسرائيل بمعنى انهم يتكلمون ضدها، ولا يفعلون شيئا .. ونجد انفسنا في مواجهة حقيقة ان سوريا بالمعنى السياسي البحت وهي العدو الذي لا بد منه .. بمعنى ان وجود سوريا وايران وحزب الله في لبنان كان بالنسبة لاسرائيل احد احسن الوسائل التي تبرر سياستها الاقليمية ، بالقول : نحن تحت تهديد هؤلاء الاعداء اضافة الى ذلك يجب ان نضع في اعتبارنا بالنسبة للعالم الاسلامي .. حقيقة العلاقات الشيعية السنية احد اهم عوامل المستقبل لاننا حين نسمع ..انا احترم عددا كبيراً من شيوخنا ولكنني اقلق جدا حين اسمع القرضاوي يؤكد على حتمية مقاومة المد الشيعي ، يجب الانتباه .. بل انه يذهب الى حد القول بأن انتفاضة البحرين طائفية بمعنى انهم شيعة وهذا خطير .. لانه خطا .. ففي الواقع شيعة وسنة ضد نظام ، ولكن لم يكن مسموحا ان يسقط النظام البحريني لان البحرين هي من الملكيات البترولية العربية .. السعودية وقطر، تدخلتا في لمح البصر وحاصرتاها، لا يسمح لمثل هذه الثورة بالحدوث كما لو يجب ان نحيي ثورات ونمنع ثورات جيواستراتيجيا، واقتصاديا ، اذن فهذه وقائع ..يجب تحليلها ..وحللوها بــنظرة تاريخية وعلمية .. انظروا الى كل ما قيل قبل ذلك ، وكل ما يحدث حاليا وقولوا لانفسكم هل هناك فعلا محاولات للسيطرة ؟ هل هناك فرص يمكن للشعوب استغلالها ؟ نعم النظام السوري اليوم هو النظام الذي لا يراد له ان يسقط ؟ ، والا ما اخذت الامور كل هذا الوقت .. ثم يتبين لنا ان هناك كيلا بمكيالين من الحلف الاطلسي الذي يتدخل عسكريا في ليبيا والذي يعلن أنه لا يرغب في أن يتدخل بهذه الطريقة في سوريا ! اريد ان اقول ان جريدة ليبراسيون يوم 1 سبتمبر اعلنت ان هناك اتفاقا سريا بين المجلس الليبي الانتقالي الذي تشكل بطريقة مدهشة وبين برنار ليفي الذي ذهب هناك وفعل مايجب .. أنه يحب جدا الدم الليبي ، فهو يعتبر ان الدم الليبي شريف بينما الدم الفلسطيني من نوع آخر ... هذا النفاق غير أخلاقي وغير مقبول .. ثم نعرف ان 35 % من البترول ستكون وجهته فرنسا وهنا ايضا يوجد شيء مدهش .. قرار امريكي بترك فرنسا تذهب في اول الصف لماذا ؟ لان الولايات المتحدة لم يكن بامكانها اخذ مثل هذا القرار ، مع كل ما حصل في الداخل.. الضربات الافغانية الموجعة في الحقيقة، فرنسا تلعب في ليبيا نفس اللعبة التي لعبتها الولايات المتحدة في العراق انها نفس سياسة التسير محليا للثورات البترولية مرة اخرى .. لا يجب ان نكون ساذجين الآن ومرة اخرى يجب دائما القول، إن في كل ما حصل .. هناك دائما فرص تستحق ان تقتطف بالنظر الى الجموع الشعبية التي خرجت بما فيها قيادات النخبة .. هناك بعض الاصوات التي يجب ان تفرض صوتها في العالم العربي والتي يجب ان نرافقها لنحاول ان لا نقع في هذا الاستقطاب .. هناك الحوارات الخاطئة.. مع العلم انني تلقيت دعوات اميركية وغربية كثيرة يطلب فيها مني ان أحاضر حول الربيع العربي بوصفه ربيعا للاسلاميين ؟ والهدف الحقيقي من هذا الاستقطاب انهم يفرضون علينا الاطار الذي يجب ان نتحاور فيه ، بمعنى .. هذه هي الحدود.. يجب ان تقولوا لنا هل سيكونون ديمقراطيين مثلنا او اسلاميين مثل الآخرين ؟وانت بين الاثنين.. وهذا الاستقطاب لا يسمح بالابداع . انا كتبت فصلا كاملا ، فقط ، عن الآخر حين لا يكون هو فعلا الآخر ، فنرسمه على صورتنا لنمنع بان يكون هو لانه يجب الحذر من هذا الفخ.. هناك سياستان .. شيطنة الاخر فيما يكون فيبقى الشيطان او بان نجعله مثلنا الى الدرجة التي لا تصبح له أي امكانية لمعرفة غيرنا . انهم يريدون ان يقولوا لنا :نحن..نهاية التاريخ .. نحن الديمقراطية.. نحن الذين لدينا القيم الانسانية ونحن المؤهلون للدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان .. إن كل هذا الزيف والخداع يقتل كل ابداع في الشعب . هل ترون كيف انه من وجهة النظر هذه يجب ان نملك قدرا من الدقة السياسية وامتلاك ذاكرة طويلة حتى نعرف حقيقة ان ما يسمونه الربيع العربي انما هو ربيعهم وحدهم ، لانه من صنعهم .. نعم انه صناعة غربية .
|
آراء
الـربــيــع الــعـــربـــــي صـنــاعـة غـربـيـة
أخبار متعلقة