بعد طول معاناة وخوف وهلع، لم نمر بمثله طول حياتنا، لم نصدق أن الأمور ستهدأ، ويعود علينا ولو جزء من الأمان والسكينة التي كنا ننعم بها، آملين أن كل ما مر بنا ثمنه حياة أفضل وأمن وأمان استحق أن يدفع الشباب حياتهم ثمناًً له .. ولكن هناك من يأبى إلا أن يستمر مسلسل الخوف من خلال الأفراح التي أصبح البعض يترجمها لنا من خلال استعمال الطلقات النارية والتفنن في أنواع المفرقعات التي لا تكاد تختلف في أصواتها عن الرصاص الحي.قيادة محافظة عدن أعلنت خطة لإعادة الأمن إلى المحافظة أتمنى أن تكون من ضمن أولوياتها نزع الخوف الذي انغرس في قلوبنا، وأصبحت مثل هذه الأمور ترهبنا إلى درجة الهلع، والخوف من أن تعود الأمور وانفلات الأمن إلى ما كان عليه. نحن نموت كل يوم ألف مرة من وراء شباب ورجال مستهترين أصبح السلاح والمفرقعات لعبة في أيديهم يتسلون بها غير عابئين بالثمن الذي ندفعه من صحتنا ومن أمننا مقابل أن يلهوا هم ببعض المفرقعات أو الألعاب النارية يشجعهم على هذا عدم المحاسبة من الجهات الأمنية التي يفترض أن تكون مسؤولة عن أمان وأمن المواطن، لا أن تكون هي أو بعض أفرادها جزءاً من هذا الانفلات الذي يمارسه بعض رجال الأمن في أعراسهم أو أعراس أهاليهم، ولا أدري إذا كانت خزانة السلاح التابعة لمرافقهم مفتوحة لهم ليتزودوا منها في أفراحهم، وهذه الظاهرة لم نعهدها من قبل فرجل الأمن لابد أن يحاسب بشكل مضاعف إذا استعمل السلاح في غير الغرض الذي أعطي له، وهو الدفاع عن أمن المواطن، وأن يكون هذا السلاح جزءاً من أمان الموطن لا من إخافته.السلاح لم يكن في أي يوم من الأيام جزءاً من أفراحنا، ولكن التسيب وعدم المحاسبة من الجهات الأمنية في استعمال السلاح في المدن خلق هذا الاستهتار من قبل البعض، ونتمنى ألا نستمر في هذا الانفلات الأمني في محافظة عدن أو في غيرها من المحافظات، وأن تضع الخطة الأمنية الجديدة في المحافظة حداً لهذا الاستهتار من قبل البعض، وأن تشعرنا هذه الخطة فعلاً وبطرق ملموسة، أننا نتجه نحو المدنية والحياة الآمنة، والانضباط في كل شيء يتعلق بأمن وأمان المواطن، وأمن الوطن الذي هو أمن المواطن الساكن فيه.
كفانا هلعاً .. كفانا خوفاً
أخبار متعلقة