ﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ أﻥ ﺻﺤﻴﻔﺔ (الأيام) ﺍﻟﻌﺪﻧﻴﺔ ﺍﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻰ ﻓﻜﻤﺎ أﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ لأﻳﺎﻣﻪ أﻥ ﺗﺘﺪﺍﻭﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻛﺬﻟﻚ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍلأﻳﺎﻡ ماﺯﺍﻟﺖ ﺭﻏﻢ ﺍﺣﺘﺠﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺴﺮﻱ ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻴﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﺸﻲﺀ إﻻ لأﻧﻬﺎ ﺻﺤﻴﻔﺘﻬﻢ، ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻓﻜﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻓﻴﻪ أيضاً ﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎً أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻫﻲ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺗﺤﻜﻢ ﺣﻜﻤﻬﺎ في من ﻇﻠﻤﻬﺎ ﻭإﻥ ﻃﺎﻝ أﻣﺪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭإﻥ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﺑﺮﺓ ﻓﻲ ﻏﻴﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﻭإﻥ ﻇﻨﻮﺍ ﺑأﻧﻬﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﺍلأﻋﻠﻰ. ﺻﺤﻴﻔﺔ (الأيام) ﻭﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ أﻱ ﺻﺤﻴﻔﺔ أﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ إﻟﻴﻬﺎ، ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻼﻣﺴﺔ ﻫﻤﻮﻣﻬﻢ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻓﻀﺢ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺗﻌﺮﻳﺔ ﻧﺎﻫﺒﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺳﺎﺭﻗﻲ ﺍلأﺭﺍﺿﻲ ﻭﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻣﻦ ﻋﺘﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ. ﻛﺎﻥ ﺑإﻣﻜﺎﻥ ﺍلأﻳﺎﻡ أن ﺗﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻭﺗﻬﺎﺩﻥ ﻭتكتفي ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﻄﻦ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺩﻧﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍلأﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍلأﻳﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻨﺎﺱ . ﺻﺤﻴﻔﺔ (الأيام) ماﺯﺍﻟﺖ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ماﺯﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺍلأﻳﺎﻡ وكأنهم قرؤوا ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺘﺄﺛﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﺧﻄﺮ ﺍلأﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺶ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﻴﺮ . ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺻﺤﻴﻔﺔ أﻭ ﺣﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ (الأيام) ﻭأﺳﺮﺗﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺍلإنجاﺯ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ، ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺤﺮﻙ (الأيام) ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪﺓ ﻟﻤﺎ أﻋﻠﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺪﻥ ﺑأﻛﻤﻠﻬﺎ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺳﻜﺎﺕ ﺻﻮﺕ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻭﻛﺴﺮ أﻗﻼﻡ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﻟﻠﻨﺎﺱ. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮى ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ (الأيام) ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻭﺑﻴﺖ، ﻓﻬﻲ ﺑﻴﺘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ، ﻓﺎﻟﺤﺠﺔ أﻡ ﻫﺸﺎﻡ ﻫﻲ أﻣﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺷﻘﻴﻘﺔ أﻣﻲ ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻨﺖ ﻛﻄﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻟﻞ أﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺷﻌﺮﺕ، ﻛﻢ ﻧﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍلإﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻜﺬﺍ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻻﻳﻌﺮﻑ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺫﻫﺎﺑﻪ.أﻣﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﻓﺤﺪﺙ ﻭﻻﺣﺮﺝ ﻓﻜﺎﻥ ﻭما ﻳﺰﺍﻝ ﺳﻼﺣﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻭﺫﺧﺮﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻠﻤﺎﺕ، ﻫﺸﺎﻡ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﻧﻘﺺ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﻣﻠﻬﻢ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ إﺫﺍ ﻣﺎ ﻻﺣﺖ ﻓﻲ ﺍلأﻓﻖ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ .و(الأيام) ﻣﺪﺭﺳﺘﻲ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻛﺘﺒﺖ أﻭﻝ ﻣﻘﺎﻻﺗﻲ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨياﺕ ﻭﺗﻢ ﻧﺸﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﻣﻊ (الأيام) ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ «ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻯ» ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍلأﻳﺎﻡ أﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺪﺕ ﻟﻲ ﺣﻴﺰﺍً ﻓﻲ ﺯﺣﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ إﻥ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻘﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﻲ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺭﻱ : ﻳﺎ ﺣﺴﺎﻡ ﻟﻴﺶ ﻣﺎ ﺗﺪﺭﺱ ﺻﺤﺎﻓﺔ أﺣﺴﻦ ﻟﻚ.أﻗﻮﻝ ﻭﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻬﺰﻟﻴﺔ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ (الأيام) ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻭﻧﺠﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺘﺨﻠﻒ إﺟﺮﺍﻣﻲ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻓﻪ ﺣﻴﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺤﺼﺎﻧﺔ، أﻗﻮﻝ ﻻﺗﺜﺮﻳﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺎ ﺁﻝ ﺑﺎﺷﺮﺍﺣﻴﻞ ﻓﺄﻳﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﺗﻄﻮﻯ ﺻﺤﺎﺋﻔﻬﺎ ﻭﺃﻳﺎﻣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻣﻜﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻀﺖ. ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ماﺯﺍﻟﺖ ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎﻫﻨﺎﻟﻚ أﻥ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻭﻗﺮﻳﺒﺎً ﺟﺪﺍً ﺳﻮﻑ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﻫﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻟﻠﻨﺎﺱ .
|
فكر
تظل (ﺍلأﻳﺎﻡ) ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
أخبار متعلقة