عدد من المشاركين في الدورة التدريبية للإعلاميين حول دليل رسائل الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة يؤكدون:
لقاءات / أماني العسيري ودنيا هانيإن وفاة 365 أماً لكل 100000 ولادة حية يعني وفاة سبع أمهات يومياً في بلادنا، وهذه النسبة من أعلى المعدلات في العالم، وهذا نتيجة الجهل والموروثات والعادات الصحية الخاطئة في مجال رعاية الأم الحامل.والثابت أن نشر التوعية بين أوساط المجتمع يؤدي دوراً فعالاً ومؤثراً في القضاء على الكثير من العادات الخاطئة، وانطلاقاً من أهمية الربط بين الصحة والإعلام نظم المركز الوطني للتثقيف والإعلام بالتنسيق مع البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان دورة تدريبية للإعلاميين على دليل الرسائل الصحية الأساسية من منطلق أن الكلمة المقروءة أو المسموعة أو المشاهدة تسهم كثيرا في بناء الوعي الصحي للمجتمع بكافة شرائحه و النظر إلى مدى أهمية التركيز على قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة بما يضمن التوصل إلى نتائج تسهم في الحد من المخاطر التي تحيط بصحة الأم والطفل. وقد ناقش المشاركون والمشاركات في الدورة من مختلف وسائل الإعلام الأساليب الإعلامية المختلفة في صياغة الرسائل الصحية وفق الدليل الصحي ، وتنوعت الدورة في الطرح الإعلامي للمعلومة الصحية في محاولة لخلق رسائل مبدعة تتضمن أسلوب توجيه الفرد إلى هدف معرفي يمس طرق العناية بصحة الأم والطفل منذ بدء الحمل إلى ما بعد الولادة التي يمكن أن تظهر فيها مخاطر مرضية تهدد صحة الأم ومولودها.وأكدت انتصار عمر خالد رئيسة البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل ما لأجهزة الإعلام من تأثير كبير سواء سلباً أو إيجاباً، والشعور بمسؤولية إيصال الرسالة الإعلامية إلى أكبر قدر ممكن من الناس بكافة شرائحهم لنرتقي بمستوى الوعي الصحي للمجتمع اليمني حتى نتجاوز الأخطاء الصحية الشائعة وأهمها الموجودة في مفهوم الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وتعميق الصلة بين الصحة والإعلام لأن الإعلام مرآة عاكسة لكل قضايا المجتمع ، وهو ما حاولنا فيه عبر هذه الورشة التدريبية التركيز على تعريف الإعلاميين بمحتويات الأدلة الصحية التي أنتجتها وزارة الصحة وإعطائهم جرعات في المفاهيم الصحية من قبل أطباء مختصين حتى يتمكنوا من عكس الرسالة الإعلامية بشكل صحيح غير مغلوط و مبسط يستطيع القارئ العادي أو المستمع أن يتلقاه بصدر رحب.وفي الأيام الثلاثة التي شارك فيها 18 إعلامياً من محافظات (عدن ، لحج ، اب، ومدينة المكلا ) من مختلف الوسائل الإعلامية ( إذاعة ، صحافة، تلفزيون) استنبط المشاركون نوعية الرسالة بناء على المعلومات التي جاءت في دليل الرسائل الصحية المعدة من قبل اختصاصيين في الإعلام الصحي وهو ما سهل على المشاركين الإبداع في تقديم رؤاهم الخاصة بتجسيد المعلومة ذات المصطلحات البسيطة والقريبة من فهم القارئ أو المستمع أو المشاهد كل حسب ثقافته .الأخ نبيل صالح عليوة صحفي في وكالة الأنباء اليمنية عدن يرى أن هذه الدورة تمثل وقفة تزود الإعلاميين بعدد من المهارات والمفاهيم ذات الصلة برفع الوعي الصحي وهو ما سيمكن الكثير من الزملاء الإعلاميين من الإبداع في تقديم رسائل صحية سليمة تعمل على التوجيه السليم للمجتمع بما يؤدي إلى الحفاظ على سلامة المجتمع من الأمراض .. ويضيف إن الصحة الإنجابية بمفهومها المبسط هي التوعية بالاهتمام بصحة الأم والطفل بما يؤدي إلى التقليل من الوفيات بين صفوف الأمهات وأطفالهن خصوصا إذا ما أدركنا إن نسبة الوفيات بين صفوف الأمهات والأطفال في بلادنا من النسب المرتفعة جدا .. وعليه فلابد من وجود رسالة إعلامية سهلة ومبسطة تصل للجميع وتسهم في رفع كفاءة ومهارات المشتغلين في الصحة بشرائحهم المختلفة وترفع مستوى الفهم لدى المتلقي لخدمات الصحة الإنجابية باعتبارها مفهوماً صحياً متقدماً وسليماً.الأخ علي جعبل عليون في الدراما الإذاعية في إذاعة لحج قال: تكمن أهمية مثل هذه الورش في الاستفادة من جميع ما يقال خلال المناقشات الغنية بالمعلومات التي تفيدنا في عملنا كإعلاميين وتجعلنا أكثر دراية بكيفية توصيل الرسائل الإعلامية الصحية لما لها من خصوصيات غاية في الدقة يجب مراعاتها عند تقديمها للمستهدفين، وإن شاء الله بعد العودة من هذه الورشة يكون العطاء أكثر من ذي قبل. وأشار من جانبه إلى دور الإذاعة الكبير في توعية الناس بالجوانب الصحية للمرأة والطفل، لما للمسامع والحواريات الإذاعية من دور كبير في توصيل المعلومة بلغة بسيطة ومفهومة للناس ،وهو ما تساهم به إذاعة لحج كإنتاج المسامع التي تصل إلى 50 مسمعاً تمثيلياً في الجانب الصحي في السنة تقريباً. وتحدث الأخ علي سالم باثعلب مستشار رئيس الإذاعة لشئون البرامج/ عدن قائلاً: مهمتنا كإعلاميين بعد اختتام فعاليات الورشة هي نقل كافة المعارف والمعلومات التي حصلنا عليها وترجمتها إلى أشكال برامجية ورسائل إعلامية وتقديمها للمتلقي بأسلوب مبسط يلامس حياته الاعتيادية والأسرية ، وواجبنا كإعلاميين أن لا نحتكر المعلومة بل نعكسها إلى كافة المستهدفين من المستمعين لتعميم الفائدة ، والشعور بأهمية عملنا المهني وواجبنا الوطني للإسهام في حل القضية السكانية التي تعد من المشاكل المعقدة والمؤثرة على التنمية التي تلقي بظلالها على كافة مجالات الحياة والاقتصاد والتطور المنشود. وأشاد الأخ صلاح علي القادري مدير عام إذاعة إب بما جاء في الدورة التدريبية ومدى الاستفادة في الجانب العملي أكثر من النظري بالحواريات والفلاشات والمواد الإعلامية التي من شانها تحقيق صحة إنجابية نطمح إليها جميعا لخفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال وذلك يتم بالرعاية بالمرأة الحامل والمولود والوقاية من الأمراض المصاحبة لفترة الحمل والولادة وفقا للرسائل التي تناولها دليل الرسائل الصحية من التغدية السليمة ووسائل تنظيم الأسرة وما ساعد في ذلك الزملاء المتفاعلون والمتحابون الذين عكسوا الإعلام صحافة وإذاعة وتلفزيوناً بمهنية صادقة ما يؤكد نجاح الدورة وهو ماسنرقبه في مدى عكس كل المعلومات التي حصلنا عليها في هذه الدورة في أنشطة وسائل الإعلام المختلفة . وتحدثت د. نادية سعد قائد مديرة إدارة الصحة الإنجابية عدن عن الدورة التدريبية قائلة: تناولت الدورة مواضيع الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في قوالب إعلامية مبدعة من قبل المشاركين في الدورة، وما مثله الدليل من قوة داعمة لهم في تناول كثير من المواضيع المتعلقة بالصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة مع مواضيع تمس الصحة العامة ككل يجب النظر إليها بعين الأهمية .ولفتت الانتباه إلى إن الاهتمام بالمرأة الحامل في المقام الأول لا يقتصر على المركز الصحي فهو يبدأ من الأسرة لان المولود هو احد أفراد العائلة وعلى جميع أفراد الأسرة تهيئة الأجواء المناسبة لاستقبال المولود ورعايته مع أمه رعاية صحية منذ بدء الحمل إلى ما بعد الولادة ، إضافة إلى المعلومة التي تقدمها الرسالة الإعلامية في هذا الجانب.ومثلت أساسيات الصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة بأبوابها المتعددة المداخل المساعدة في صياغة الرسالة الإعلامية حيث ناقشت مواضيع الأمومة المأمونة التي يندرج تحتها سن المرأة والتوقيت الملائم لها للحمل مع الرعاية الصحية والتغذية السليمة أثناء فترة الحمل ، وإيضاح ما يمكن أن تواجهه المرأة الحامل من مخاطر الحمل والولادة وما بعدها في مرحلة (النفاس) وضرورة الاستعداد ولو البسيط خاصة إذا كانت الولادة في المنزل والمتمثل بالحصول على علبة الولادة المساعدة، والجاهزية في حالة حدوث المضاعفات أثناء الولادة. والخروج بصيغ متفق عليها في توحيد الصيغ الاعلامية عند تقديم ما يستفيد منه المتلقي للمعلومة الصحية.