إعداد/ بشير الحزمي:لقد ركز الهدفان (الرابع والخامس) من الأهداف الإنمائية للألفية على صحة الأم والطفل، لكن صحة الأم والطفل حاضرة في جميع الأهداف الإنمائية ففي الهدف الأول المتعلق بالقضاء على الفقر المدقع والجوع نجد أن الفقر يتسبب في حالات حمل غير مقصود ويسهم في معدلات الوفاة والمراضة المرتبطة بالحمل لدى المراهقات والنساء، أما ضعف التغذية والعوامل الأخرى التي تتعلق بالتغذية فتسبب 35 % من وفيات الأطفال دون الخامسة التي تحدث في كل سنة، ويضر أيضاً بصحة المرأة ولذلك فإن خفض الرسوم التي يدفعها الناس لقاء الخدمات الصحية سيحد من الفقر وسيشجع النساء والأطفال على التماس الرعاية الصحية، ولذلك يجب أن تبذل المجتمعات المحلية جهوداً إضافية لجعل التدخلات التغذوية (مثل الإرضاع الطبيعي طوال أول ستة أشهر من عمر الوليد، وتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على المغذيات النزرة وإزالة الدود) جزءاً روتينياً من الرعاية الصحية.أما بشأن الهدف الثاني المتعلق بتعميم التعليم الابتدائي فإن الواقع يؤكد أنه لم تتحقق بعد المساواة بين الجنسين، مع أنه لابد منها لأن البنات والنساء المتعلمات هن اللاتي بوسعهن أكثر من غيرهن تحسين مستقبل الأسرة، ولأنهن يساعدن على كسر حلقة الفقر، ففي أفريقيا مثلاً تبين أن أطفال الأمهات اللاتي حصلن على التعليم لمدة خمس سنوات على الأقل تزيد فرصتهم بنسبة 40 % في البقاء على قيد الحياة بعد السنة الخامسة من عمرهم، ثم إن المدارس تشكل ملتقى للنساء والأطفال يتيح تبادل المعلومات عن الصحة والخدمات الصحية ويشجع التثقيف الصحي.أما ما يتعلق بالهدف الثالث الخاص بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة فإنه من المعلوم ان تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين يحسنان صحة المرأة والطفل لأنهما يزيدان الخيارات الإنجابية، ويحدان من زواج الأطفال ويعالجان مسألة التمييز والعنف ضد المرأة ، ولذلك ينبغي للشركاء أن يبحثوا مع المنظمات التي تركز على المساواة بين الجنسين عن فرص دعوتهم إلى التعليم ومناصرتهم للبرامج التعليمية (بما فيها برامج تعليم الرجال والصبيان) ولا بأس من أن تشمل هذه الأنشطة مشاطرة خدمات تنظيم الأسرة، وخدمات التثقيف الصحي، والنظم التي تحدد النساء المعرضات لخطر العنف الأسري.ولو تأملنا الهدف السادس الخاص بمكافحة فيروس الإيدز والملاريا وأمراض أخرى سنجد أن الكثير من النساء والأطفال يموتون هدراً بسبب أمراض نملك وسائل الوقاية والعلاج منها، وقد استطاعت أفريقيا الحد من معدل وفيات الأمومة والطفولة بفضل نجاعة علاج مرض الإيدز والعدوى بفيروسه، ومنع انتقال هذا المرض من الأم إلى طفلها، والوقاية والعلاج من الملاريا، ولذلك ينبغي أن ننسق تنفيذ هذه التدخلات، وليكن ذلك مثلاً بإدماج أنشطة منع انتقال المرض من الأم إلى طفلها في خدمات صحة الطفل وتزويد الأمهات بالتدخلات الضرورية الأخرى كلما أحضرن أطفالهن للتمنيع.أما الهدف السابع المتعلق بكفالة الاستدامة البيئية ـ مياه الشرب المأمونة والإصحاح فإنه من المؤكد أن المياه القذرة وقلة الإصحاح يسببان أمراضاً مثل الإسهال والتيفوئيد والكوليرا والدوسنتاريا، وخصوصاً لدى الحوامل، وبالتالي فإن الحصول الدائم على مياه الشرب المأمونة وخدمات الإصحاح الملائمة أمر حاسم، ويجب أن تسهم الأنشطة الصحية التي تمارسها المجتمعات المحلية في تثقيف النساء والأطفال بمسائل الإصحاح، وإن تحسن إتاحة مياه الشرب المأمونة. أما ما يتعلق بالهدف الثامن الخاص بإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية فإنه لا غنى عن إقامة شراكة عالمية وتدبير القدر الكافي والفعال من المعونة والتمويل، فضلاً عن أن التعاون مع شركات الأدوية والقطاع الخاص يجب أن يستمر لإتاحة الأدوية الأساسية بكلفة ميسورة وجني فوائد التكنولوجيا والمعارف الجديدة لصالح أشد الناس احتياجاً لها.
صحة الأم والطفل وعلاقتها بالأهداف الإنمائية للألفية
أخبار متعلقة