أزمات اقتصادية و احتجاجات مناهضة للحكومة الإسرائيلية
القدس /14 أكتوبر/ رويترز: ردت الحكومة الاسرائيلية يوم أمس الأحد على الاحتجاجات المناهضة لارتفاع تكلفة المعيشة بالقول ان بعض الاصلاحات المطلوبة قد تؤدي الى ازمات اقتصادية مثل التي تحدق بمناطق من اوروبا والولايات المتحدة.جاءت هذه التحذيرات في اعقاب مسيرات لنحو 100 الف متظاهر واستقالة مسؤول كبير بوزارة المالية وتشكيك معلقين رئيسيين في قدرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تجنب تمرد الطبقة المتوسطة.وقال وزير المالية الاسرائيلي يوفال شتاينتز «نرى الحديث عن ازمة الديون في اوروبا. بل اننا نسمع عن تخلف محتمل للسداد في الولايات المتحدة. واجبي الاسمى هو ضمان الا نصل الى هذا الوضع في دولة اسرائيل.ورفض المطالب التي توجه للسلطات بتحجيم قادة الصناعة الذين غالبا ما يتهمون بالمبالغة المصطنعة في اسعار السلع الاستهلاكية عبر اتحادات منتجين ابدى نتنياهو ومن سبقوه تسامحا معها.وقال شتاينتز للصحفيين «لن نتخلى عن مبادئنا. لن نحدث الفوضى هنا. سنعالج هيكل (السوق) لكننا لن نحول الاغنياء ورجال الاعمال والمستثمرين ورجال الصناعة الى اعداء للشعب لانهم جزء من اقتصاد سليم».لكن بعد ساعات من تصريحاته ألغى شتاينتز زيادة مزمعة في أسعار الوقود بنسبة خمسة في المئة. وقال بيان من مكتب وزير المالية ان الاسعار ستظل عند 2.1 دولار للتر خلال الشهر القادم.وتركز النقد في الازمة التي اندلعت الشهر الحالي على شتاينتز احد ركائز حزب ليكود اليميني الذي ينتمي اليه نتنياهو وتلقى ضربة اخرى يوم الاحد عندما استقال المدير العام لوزارته حاييم شاني.وشكا شاني في بيان من «خلافات قديمة بشأن قضايا مهمة واسلوب الادارة بشكل عام» في وزارة المالية.وقال شاني« الاحداث الاخيرة ضخمت المشكلات» في اشارة الى انتشار الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي بعد حملة على الفيسبوك لمقاطعة احد انواع الجبن لارتفاع سعره والتي نصب الطلاب بعدها خياما في تل ابيب للاعراب عن شكواهم من ارتفاع اسعار الايجارات.وانضم اليهم ناشطون من مختلف الشرائح السكانية والاطياف السياسية التي تمثل بشكل واسع الطبقة المتوسطة والتي تثقل كاهلها الضرائب المرتفعة وتمثل العمود الفقري للمجندين الالزاميين وقوات الاحتياط.ورغم ان ائتلاف نتنياهو الحاكم واسع التمثيل يجب ان يبقيه في منصبه الى الانتخابات المقبلة في 2013 تظهر استطلاعات الرأي ان شعبيته تتراجع بشدة.وكتب المعلق دان شيلون في صحيفة معاريف واسعة الانتشار «المظاهرات الحاشدة التي اجتاحت اسرائيل الليلة الماضية ستجرفك ايضا يا سيد نتنياهو.لا شيء سيخلصك الآن ولا حتى الخفض المذعور في الضرائب ولا العطلة الصيفية (للكنيست) ولا امطار الخريف ولا صواريخ كاتيوشا في الشمال ولا صواريخ القسام في الجنوب ولا هجوم في ايران ولا صواريخ على تل ابيب».وكان شاني يقوم بدور رئيسي في لجنة شكلت لاستعراض مستوى المنافسة في الاقتصاد. وأمر نتنياهو اللجنة أمس الاحد بالاسراع في أعمالها وتقديم ما خلصت اليه من نتائج بحلول نهاية أغسطس اب.وعبر نتنياهو امام الحكومة عن تعاطفه مع الاحتجاجات لكنه نسب الى سياسة الحكومة الفضل في السيطرة النسبية على المشكلات الاقتصادية لاسرائيل مع توقعات ببلوغ الناتج المحلي الاجمالي خمسة بالمئة هذا العام ونسبة منخفضة للبطالة تصل الى 5.7 في المئة.وقال نتنياهو الذي اعلن الاسبوع الماضي اصلاحات طارئة في مجال الاسكان «هذا سيسمح لنا بالقيام بالاصلاحات الضرورية.من واجبنا تجنب الخطوات الشعبوية المتسرعة غير المسؤولة التي ستكون مسؤولة عن جر البلاد الى وضع بعض الدول في اوروبا والتي وصلت الى مرحلة الافلاس والارتفاع الشديد في معدل البطالة.