فيض الخاطر
اختلفت كثير من الدراسات في تعريف أصول الطوارق وبأنهم من عرب اليمن، واغلبها تشير إلى أن أصلهم من البربر ولم يزيدوا على ذلك في الإشارة إلى أن البربر هم أنفسهم ترجع أصولهم إلى الحميريين القحطانيين اليمنيين بعد أن استقروا في شمال إفريقيا وبالأخص في كل البلاد المغاربية منذ عصر ( ياسر ينعم) غير ماجاء عند ابن خلدون في مقدمته ونفر قليل من البحاثة والدارسين الحداثيين من عرب وغيرهم. حتى أن كثيراً من البربر أنفسهم لا يشيرون إلى منبع أصولهم إلا على أنهم ينحدرون من الفينيقيين وربما عن قصد أو جهل لان الفينيقيين أنفسهم ( ليسوا سوى أجدادنا، عرب الحضارة اليمنية القديمة) كما جاء في كتاب “اليمن في الأصل” للأستاذ فرج الله ديب.الامتع ... أن كتاباً قيماً اعارنيه الأستاذ الدكتور يحيى قاسم سهل بعنوان (عروبة البربر) لمؤلفه الباحث الحصيف الأستاذ محمد محسين الفرح الذي توخى فيه باقتدار أن يجيب على كثير من النظريات التي ساقها بعض العلماء والباحثين مابين الادعاء بأصلهم الأوروبي فالمتوسطي والامازيغي والعربي اليماني وهي النظرية الغالبة وفقاً لحقائق التاريخ الموثقة فيما اكتشف من النقوش وفي عاداتهم وتقاليدهم وموسيقاهم وفي أحرفهم العربية القديمة التي مازالت مستخدمة في كتابتهم إلى يومنا هذا وفي سماء قبائلهم وغير ذلك ..والطوارق هم جزء من البربر، عرب حمير،سكنوا الصحارى والمناطق الجنوبية لمعظم دول المغرب العربي ينتقلون من ماء إلى ماء كما هو حال الرحل العرب وبيوتهم مازال بعضها من الشعر والوبر أقاموها في الصحراء الواسعة . وقد سموا أيضاً بالملثمين، لأنهم لايكشفون عن وجوهم إلا القليل منهم، لأنهم يرون في ذلك سنة عملوا بها يتوارثونها خلفاً عن سلف، لقناعتهم أن حمير كانت تتلثم في هذه الصحراء لشدة الحر والبرد .. فكانت تفعله الخاصة، حتى صارت تفعله عامتهم.وهناك قول عن سبب اللثام، وهو أن قوماً من أعدائهم كانوا يتصيدون غفلتهم إذا غابوا عن بيوتهم، فيطرقون الحي ويأخذون مالهم ونساءهم . فأشار عليهم بعض مشايخهم أن يبعثوا النساء في زي الرجال إلى الناحية... ويبقوا هم في بيوتهم ملثمين في زي النساء، فإذا أتاهم العدو وظنوهم النساء يخرجون عليهم... ففعلوا ذلك وهجموا عليهم بالسيوف فقتلوهم..فلزموا اللثام تبركاً به .قيل أيضاً أن جماعة من ( لمتونة) وهم من هذه القبائل العربية اليمنية خرجوا مغيرين على عدوٍ لهم، ولم يكن بها إلا الشيوخ والأطفال والنساء، فلما تحقق الشيوخ انه العدو ... أمروا النساء أن تلبس ثياب الرجال ويتلثمن حتى لايعرفن، وان يتمنطقن السلاح..ففعلن ذلك.. وقد تقدم الشيوخ والأطفال أمامهن، واستدار النساء بالبيوت فلما اشرف العدو، رأى جمعاَ عظيماً فظنه رجالاً... فقالوا لاقدرة لنا لمواجهة كل هذا القوم ونرى أن نسوق أغنامهم ونمضي، فان اتبعونا قاتلناهم بعيداً عن بيوتهم .. فبينما هم يجمعون الماشية من المراعي، اقبل الرجال إلى الحي فقتلوا من العدو عدداً كبيراً، وكان للنساء في قتلهم دوراً كبيراً.. ومن ذلك الوقت جعلوا اللثام سنة يلازمونه ولايزيلونه ليلاً ونهاراً. ومما قيل فيهم تأكيداً على عروبتهم وهويتهم اليمنية:قوم لهم درك العلا من حميرٍوان انتموا صنهاجة فهم هم لما حووا إحراز كل فضيلة غلب الحياء عليهم فتلثموايقول العلامة والمؤرخ الأستاذ المختار بن حامد “ذهب اغلب المؤرخين إلى أن أهل صنهاجة (وهم من البربر والطوارق) عرب قحطانيون من حمير.. وأنهم نزحوا من اليمن في وقت مبكر. ومن الذين جزموا بعروبة أهل صنهاجة، ابن سلام، ابن الكلبي، الزبير بن بكار، الهمداني، الطبري، ابن خلكان، ابن جزي الكلبي، الفيروز أبادي، لسان الدين بن الخطيب، السلطان الاشرف عمر بن يوسف بن رسول ، عبد الحق المالكي، اليعقوبي، وعبد الاشبيلي، وصاحب الحلل الموشية.