روسيا/ متابعات:دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بلدان حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الابتعاد عن سياسة الردع المتبادل والانتقال إلى محاربة المشاكل المشتركة في مجال الأمن.جاء ذلك في كلمة للافروف ألقاها يوم أمس الاثنين خلال افتتاح اجتماع مجلس روسيا-الناتو في مدينة سوتشي الروسية الذي سيناقش جهود بناء «شراكة إستراتيجية» ومواجهة الأخطار التي تهدد الطرفين بالإضافة إلى إنشاء نظام دفاعي أوروبي ضد الصواريخ والأوضاع في ليبيا وأفغانستان.وضمن هذا الإطار، قال المسؤول الروسي إن هناك «إمكانية لتعزيز سعينا المشترك لشراكة إستراتيجية حقيقية، وهو ما سيفتح الطريق لتغيير مسار الإمكانيات من الردع المتبادل إلى محاربة المشاكل المشتركة في مجال الأمن».وأضاف أنه «للتوصل لهذا الهدف ننوي استخدام إمكانيات مجلس روسيا-الناتو وفروعه بشكل تام» مؤكدا أن نجاح نشاطه سيكون بمثابة محفز للتعاون في إطار أوسع للأمن الأوروبي-الأطلسي.واعتبر لافروف أن عقد هذا الاجتماع على مستوى المندوبين الدائمين على الأراضي الروسية هو إشارة سياسية هامة للرأي العام في الدول المعنية.وأعرب عن ثقته بأن اللقاء المرتقب مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف «سيعطي دفعة جديدة للتعاون في العديد من المجالات على أساس متساو وسيعزز نسيج التعاون بين روسيا والناتو لمحاربة التهديدات في المجال الأمني».وأشار لافروف إلى أن المجلس ناقش في اجتماعه الوضع الراهن في ليبيا، وتبادل الآراء والمواقف بشأن مدى دقة ومراعاة الشرعية الدولية لدى خوض الناتو عملياته في ليبيا.في الجهة المقابلة، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن إن روسيا وبلدان الحلف لم يتمكنوا في الماضي من تحقيق نجاحات جدية فيما يتعلق بتطبيع علاقات الشراكة.وأكد أن خصومة الحرب الباردة قد انتهت وأن «الطرفين يحققان حاليا تقدما» على عدة أصعدة.وأضاف «أن مهمة تطبيع علاقات الشراكة الحقيقية ليست أمرا سهلا.. نحن نعلم ذلك ولم نتوصل إلى نجاح بعد.. لكننا نسعى إلى ذلك، وهناك الكثير من الإمكانيات المتوفرة لذلك ويجب استغلالها».وأوضح المسؤول الأطلسي أن ضرورة التعاون بين روسيا والناتو في المجال الأمني تأتي بسبب ازدياد حجم التهديدات بالنسبة للدول الـ29 في مجلس روسيا-الناتو داعيا إلى «شراكة إستراتيجية قوية» لمواجهة تحديات كالقرصنة وتطورات الملف الأفغاني.وذكر راسموسن أن «اجتماع لشبونة أطلق إشارات لدراسة إمكانيات التعاون في مجال الدفاع المضاد للصواريخ، وهذه مهمة صعبة وأدركنا أننا بحاجة لنتيجة جيدة وليست سريعة».وفي سياق هذا الموضوع، كان ميدفيديف قد اقترح في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على الناتو إنشاء نظام دفاعي مضاد للصواريخ مشترك وهو مشروع لم يحظ بتأييد الأطلسي لحد الآن.وفي تعليقه على ذلك، قال الممثل الروسي لدى الناتو دميتري روغوزين إنه يرصد عرقلة عمدية للمباحثات الروسية الأطلسية المتعلقة بالدفاع المضاد للصواريخ.وأكد أن جلّ ما يهم روسيا أن «لا يستهدف النظام الذي يريد الناتو إنشاءه في أوروبا الصواريخ الروسية ذات الرؤوس النووية».وأضاف روغوزين أن بلاده لا تريد أن تهدد الناتو لكنها ترى أنه من الضروري أن تحذره من مغبة تبني الحلف الخيار الذي لا يرضيها.