سطور
د. زينب حزام يتحدث الجميع عن حماية الملكية الفكرية، ولكن في بلادنا لاتزال حماية الملكية الفكرية غائبة وليست أكثر من قوانين نظمت على الورق. إن الباحث والدارس والمفكر، يجهد نفسه حتى يقدم أفضل الأعمال العلمية والثقافية والأدبية، ولكنه يتعرض لبعض السرقات أو تلف هذه الأبحاث وهذا أكثر ما يسبب له القلق. ونحن هنا نقصد بالملكية الفكرية كل نشاط وعمل ثقافي وفكري أو علمي امتلك كل مقومات العمل الإبداعي في ميادين العلوم والفنون والآداب. وأحب أن أوضح هنا أمراً مهماً هو أن المسالة تتعلق أولاً وقبل كل شيء بالاستحقاق والنباهة في ميدان الفكر والثقافة والعلم، فليس كل من حمل القلم، أو كتب موضوعاً، مفكراً أو أديباً، وليس كل باحث عن الشهرة الأدبية مثقفاً، إن العمل الفكري عمل إنساني يجب احترامه وتقديره، وهو لا يحتاج إلى قوانين رسمية تصدر في مجلة رسمية وتنفذ من قبل جهات الاختصاص. إن معظم الأدباء والمفكرين في بلادنا في أمس الحاجة إلى حماية إبداعاتهم الفكرية ورعايتها ودعمها حتى تستمر، وهذا لن يتم إلا عبر دعم المؤسسات الفكرية مثل الصحافة والمجلات والتلفزيون والإذاعة والقنوات الفضائية، وكذلك وسائل الإنتاج السينمائي .. وإتاحة الفرص لهؤلاء المبدعين والمفكرين للمساهمة الملموسة في الندوات العلمية والأدبية وفي مختلف النشاطات الفكرية سواء كانت محلية أو دولية. وإذا تأملنا أوضاع معظم الأدباء والمفكرين في بلادنا نجدهم في حالة يرثى لها. فهم يتعرضون في بعض الحالات لأعمال التعسف الفكري والنفسي من قبل بعض ضعفاء النفوس الذين يسعون للإساءة للفكر اليمني حتى يحافظوا على مصالحهم الخاصة.. إننا ندعو وزارات الثقافة والإعلام وحقوق الإنسان إلى العمل على حماية الملكية الفكرية وحماية المفكرين والمبدعين اليمنيين وتوفير الأمن والاستقرار لهم حتى يقدموا المزيد من الإنتاج الفكري، واتخاذ قرارات حاسمة تفتح المجال أمام المواهب والعمل الإبداعي والفكر الإنساني للارتقاء بالمجتمع اليمني إلى المستوى الأفضل.