يقتل (8) ملايين شخص سنويا بحلول (2030)
عرض / أماني ألعسيري التدخين من أخطر العادات التي ينتهجها الإنسان في حياته برغم معرفته بمدى مخاطرها وأضرارها على صحته ، وهو يعتبر أكبر وباء اجتاح العالم على مر الأزمان ، فقضى على ملايين الأشخاص سنويا منذ بدء انتشاره حتى الآن ، لهذا تحاول كثير من المنظمات والهيئات الصحية في كل دول العالم التحذير مما يمكن أن يسببه التدخين من أمراض وتم تحديد يوم 13 مايو من كل عام ليحتفل العالم فيه بمكافحة التدخين ، وتستثمر الجهود في هذا اليوم خاصة على أعلى وتيرة حيث تقدم التقارير السنوية عن نتائج التدخين القاتلة ، وقد حاولت الولايات الأمريكية الحد من اتساع رقعة التدخين [c1]عادياليوم العالمي لمكافحة التدخين بعدن [/c]وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين نظم فريق أنصار مرضى السرطان التابع لمركز تسجيل السرطان في كلية الطب حلقة نقاش بعنوان ( التدخين السلبي ) تحت شعار (دخان غيرك مميت طالب بقانون يحميك ) في معهد(جيبس) للدراسات المهنية العالية / خور مكسر بالتعاون مع مبادرة قادة لخدمة المجتمع وجمعية مكافحة السرطان وذلك بحضور مجموعة من طلاب كلية الطب والصيدلة وطلاب من كليات ومعاهد مختلفة، للخروج بعدد من الحلول التي ستساهم في التقليل من هذه الظاهرة ولتمثل دعما لصدور قانون للحد من التدخين، تحدث الفريق عن مفهوم التدخين السلبي وتأثيراته على صحة الأشخاص المحيطيين بالإنسان المدخن سواء في المنزل أو الأماكن العامة ، واستعرض أهم المواد السامة التي يحتويها دخان السجائر وأثرها على صحة الشخص غير المدخن مثل الأم الحامل والأطفال فحسب الإحصائيات التي يؤكدها تقرير منظمة الصحة العالمية فإن نصف أطفال العالم أي حوالي 700مليون طفل يتعرضون للدخان السلبي، وما يمكنه أن يخلف من أمراض خطيرة كالربو وإضعاف قدرة المرأة على الإنجاب ، وتأثيره على القدرة الذهنية والإدراكية للأطفال ، كما انه يزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب. وأوضحوا عبر دراسة ميدانية أجريت حديثا أن اليمنيين يدخنون 6.4 مليار سيجارة سنويا ، ما يعادل 317.5 مليون علبة سجائر وبواقع 870 ألف علبة يوميا. وقامت مبادرة قادة لخدمة المجتمع وجمعية مكافحة السرطان بعمل فعالية توعوية مفتوحة في صالة عدن مول عبر شاشات عرض قاموا من خلالها بعرض أفلام وثائقية عن خطر التدخين ومادة النيكوتين التي يحتويها التبغ ، كما قدموا شرحاً توضيحياً عن الأمراض التي يسببها التدخين. [c1]من ماذا تتكون السيجارة [/c]أولا تصنع السيجارة من نبتة التبغ التي وجدها كريستوفر كولومبس حين اكتشف قارة أمريكا وهي تعريب لكلمة ( Tobacco ) وهو نوع من النبات المخدر من فصيلة الباذنجيات وهي عشبه يبلغ ارتفاعها نحو متر وتعتبر كل أجزاء العشبة سامة ما عدا بذورها الناضجة .وهذا التبغ يحتوي على حوالي 500 مركب تختلف نسبها حسب نوع السيجارة، منها القار والكربون المؤكسد ، ومن أخطر المواد التي تحتوي عليها السيجارة هي النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون.فالنيكوتين يتراوح تأثيرها العصبي بين التنبيه الخفيف والتهدئة والشعور بالهبوط والانقباض وفقا للجرعة وحالة المدخن ، ولها دور في تعطيل وظيفة نقل الأوكسجين إلى الدم ، كما يشترك أول أكسيد الكربون مع النيكوتين في زيادة ترسب الدهون و الكولسترول في الشرايين وتجلط الدم .أما القطران فهو تلك المادة اللزجة التي تترسب في الحويصلات الهوائية فتعطل تبادل الغازات فيها، كما أنها تحوي مواد شديدة الضرر وأهمها المواد الهيدروكربونية المحدثة للسرطان .[c1]أمراض التدخين القاتلة [/c]الأمراض السرطانية : التي تشمل سرطان الرئتين والفم والشفتين والحنجرة والمريء، والكليتين والمثانة والبنكرياس نتيجة امتصاص المواد القطرانية ووصولها إلى هذه الأعضاء مع تيار الدم .أمراض القلب والشرايين : وهي ناتجة عن تحالف كل من أول أكسيد الكربون والنيكوتين على عضلة القلب فيزيد النيكوتين من نبض القلب وحاجته إلى الأكسجين, بينما يعمل أول أكسيد الكربون على تقليل كمية الأكسجين التي تصل إلى القلب، كما يسببان ترسب المواد الدهنية والكولسترول في بطانة الأوعية الدموية ما يتسبب في تصلب الشرايين الذي يعد أحد الأسباب الرئيسة لارتفاع ضغط الدم والسكتات القلبية الناتجة عن تجلط الدم في الشرايين التاجية المغذية للقلب.نقص المناعة وأمراض أخرى: تضعف السيجارة من مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الجراثيم التي تغزو المسالك التنفسية ، حيث تتلف مادة القطران أهداب الخلايا المبطنة لهذه المسالك فتقل قدرتها على تنقية الهواء الواصل للرئتين كما تسبب السيجارة قرحة المعدة والمريء والأمعاء.[c1]الدراسات والإحصائيات المفجعة [/c]أفرزت العديد من البحوث والدراسات نتائج صادمة عما يستطيع التدخين فعله بالإنسان ، فبحسب منظمة الصحة العالمية إن التبغ سيقتل ما يقرب من ستة ملايين شخص هذا العام منهم 600 ألف من غير المدخنين لأن الحكومات لا تفعل ما يكفي لإقناع الناس بالإقلاع عن التدخين أو حماية الآخرين من دخان التبغ غير المباشر.وقالت المنظمة لأنه غالبا ما يكون هناك تأخير لسنوات عديدة بين وقت بدء الناس في التدخين ووقت تأثيره على الصحة فإن الأمراض الوبائية المرتبطة بالتبغ والوفيات بدأت للتو. لكن بحلول عام 2030 يمكن أن يصل عدد الوفيات سنويا إلى ثمانية ملايين.وحثت المنظمة التابعة للأمم المتحدة مزيدا من الحكومات للتوقيع على معاهدة مكافحة التبغ وتطبيقها وحذرت من انه إذا استمرت الاتجاهات الحالية فقد يتسبب التبغ فيما يصل إلى مليار حالة وفاة في القرن الحادي والعشرين وهي زيادة هائلة من 100 مليون حالة وفاة في القرن السابق.وحتى الآن وقعت 172 دولة والاتحاد الأوروبي على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2005 وألزمتهم باتخاذ خطوات لخفض معدلات التدخين والحد من التدخين السلبي والحد من الإعلان عن التبغ والترويج له.وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى بعض الخطوات المشجعة التي حدثت في الآونة الأخيرة فقد فرضت أوروجواي الآن تحذيرات صحية تغطي 80 بالمائة من سطح علب التبغ ، وطبقت الصين في الشهر الماضي حظرا على التدخين في الأماكن العامة مثل المطاعم والحانات.[c1]التدخين السلبي [/c]لنفرق أولا بين التدخين الايجابي والسلبي، فالتدخين الايجابي وهو قيام الشخص بالتدخين المباشر حيث يستنشق 15 % من كمية الدخان و أما التدخين السلبي هو التدخين الناتج عن استنشاق غير المدخنين لدخان سجائر أشخاص مدخنين متواجدين في مكان مغلق مثل المكتـب أو المنزل أو مكان عام ، و يحتوي الدخان الذي يطلق في الهواء على 85 % بهذا يكون تركيزها أعلى وضررها اشد لغير المدخنين . ثبت الآن وبشكل قاطع أن للتدخين آثاره السلبية على أقارب المدخنين المرغمين على استنشاق دخان التبغ الذي يدخنه المدخن وخاصة في الأماكن المغلقة أو الضيقة. إن الدخان بما يحتويه من النيكوتين وأول أكسيد الكربون وحامض السينيل بالإضافة إلى المواد المسرطنة ، يسبب لغير المدخنين تهيجا في الأغشية المخاطية في العين و الجهاز التنفسي العلوي ، بالإضافة إلى الإحساس بالدوخة و الصداع و الغثيان ، وإن التعرض لهذه المواد لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي و جهاز المناعة ، فيصاب المتعرض وخاصة من كان في سن الطفولة إلى التهابات في الجهاز التنفسي وضعف في الشهية و توتر وصداع ، بالإضافة إلى الحساسية المزمنة .