من يتابع الدور الذي تقوم به قطر، نحو غزة ولبنان وأخيراً في تونس ومصر وليبيا واليمن، حتماً سيتبادر إلى ذهنه عدة أسئلة، أولها من وراء هذه الدولة الصغيرة؟ ولمصلحة من تقوم بهذا الدور؟ وما هو الهدف الذي ترمي إليه بهذا الدور؟ هل هو لمصلحة الشعوب العربية؟ أم أن الهدف من ذلك لا يزال خلف الكواليس ولم يعلن عنه وإنما هذه مجرد بداية.. الله وحده يعلم ومن يقفون وراء قطر ويعملون لتحقيق هذا الهدف!فما هو الهدف إذاً؟ ومن وراء هذا الدور؟فمن يتابع هذا الدور أو القوة الإعلامية أو المواقف السياسية لهذه الدولة الصغيرة، فلاشك أنه سيحكم بأن هذا الدور الإعلامي والسياسي يتعدى قدرة قطر وحجمها، وأن هناك قوى عظمى وذات ثقل سياسي على الأقل على مستوى الشرق الأوسط.ولمعرفة ذلك علينا أن نقلب الصفحات ونقرأ مابين السطور، فمنذ انقلاب أمير قطر الحالي على والده واستلامه للسلطة، بدأت قطر تأخذ دوراً يتعدى قدرتها، وبدأت أيضاً تناطح دولاً كبرى كانت صاحبة القرار والتأثير على توجهات الشرق الأوسط وسياساته كمصر والسعودية، وهذا يدل على أن القيادة القطرية الشابة قد تم صقلها جيداً وأعدت إعداداً جيداً للقيام بدور يريده من يقف خلف قطر ومن أعد هذه القيادة.والأخطر من ذلك أنها تقدم نفسها كمدافعة عن القومية العربية وعن قضايا الأمة لكي تذر الرماد على العيون وتخفي وراء هذه المواقف أهداف الدول والقوى الخفية التي تدعمها وتقف وراءها والتي هي صاحبة المصلحة الحقيقية مما تقوم به قطر، ولاشك في أن هذه القوى معادية للأمة العربية ،وخير دليل هي الفوضى التي تعيشها الأمة العربية التي سبق أن صرحت بها كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وأطلقت عليها الفوضى الخلاقة. هذه الفوضى الحاصلة في معظم الدول العربية التي تقف وراءها وتقودها قطر، تدل وبلا أدنى شك أن هناك ترتيبات جديدة ستعقبها لترتيب شرق أوسط جديد ظل هدفاً منشوداً لإسرائيل ومن ورائها أمريكا، فبعدما فشلت بتحقيقه عن طريق المفاوضات والضغوطات السياسية، وأياً كان الذي أفشله سواء أكانت إيران أو سوريا والقوى المقاومة للاحتلال أو عجز إسرائيل عن تنفيذه لأنه يأتي عكس ما يريده الشعب العربي، إلا أن وقوف قطر إلى جانب من عملوا على إفشال هذا المشروع، ما هو إلا إعلان عن تصدرها للقيام بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي فشلت إسرائيل في تنفيذه بالمفاوضات وبرغم أن الدور القطري جاء بعباءة أخرى تدعو إلى حرية الشعوب العربية إلا أن الوقائع تدل على أن الهدف هو ما تريده إسرائيل وما أعلنت عنه الوزيرة الأمريكية، وما قامت به قطر من دور همشت به الدور المصري والسعودي، يعتبر بداية للوصول لمآرب يريدها من يقفون وراء الدور القطري من خلال الفوضى الخلاقة.ومن وجهة نظري أن الدور القطري لا يخدم إلا إيران وإسرائيل، الذين كانوا بالأمس أعداء وأصبحوا اليوم شركاء في الهدف وهو تدمير الأمة العربية، بتحجيم دورها بعد أن حجموا الدولتين العربيتين الكبريين، صاحبتي الدور الأساسي في الأمة العربية.وأعتقد أن قطر في هذه الحالة تقوم بدور مزدوج إسرائيلي إيراني، الهدف منه تفتيت الأمة العربية بما يساعد على إقامة شرق أوسط جديد، يكون فيه القرار لمصلحة إيران وإسرائيل.وأنا هنا لا أدعي نزاهة الحكومات العربية، أو أنها لم تنل رضا أمريكا وإسرائيل، وإنما أن القادة العرب قد أصبحوا وجوهاً تقليدية لم تعد تحوز رضا شعوبها، وبالتالي لابد أن يتم إعداد وجوه جديدة، وعندما وجدت أمريكا وحلفاءها أن إقامة ديمقراطية حقيقية في الشرق الأوسط، لن يكون لمصلحتها ولن يلبي رغبتها بإيجاد حكومات عميلة، كون الإسلاميين والقوميين هم من سيحظى بثقة الأمة العربية، لهذا لجأت لخلق الفوضى الخلاقة، ليتسنى لها إعداد قيادات تتواءم مع ما تريده هي وإيران وإسرائيل، وهذا هو ما تقوم به قطر من جعل نفسها صاحبة الريادة في تحقيقه وجعل قناة الجزيرة وكأنها فرع من البنتاغون أو الكنيست الإسرائيلي ووزارة الحرب الإسرائيلية، تقود الشباب العربي إعلامياً نحو الفوضى الخلاقة، ومن يتابع أداء الجزيرة سيجد أنها لا تلتزم الحياد، أو العمل نحو حل الأزمات العربية، وإنما تدفع وبكل قوة نحو الانزلاق إلى الفوضى الخلاقة، فيا ترى هل سيعي الشباب العربي مخاطر الدور القطري أو أن هذا الدور في طريقه إلى النجاح؟وأنا أنادي الشباب إلى الاصطفاف الوطني وإخراج الأمة العربية إلى الأمان تلافياً للفوضى التي وصلنا إليها والتي لا يعلم إلا الله ماذا ستكون نهايتها.
ما تقوم به قطر مدعاة للشك
أخبار متعلقة