هل ستنجح تجربة الري بالتنقيط في زراعة الموز بدلتا أبين؟؟
زنجبار/ عبد الله بن كدة:انطلاقاً من أهمية الماء في الحياة ومن أجل الحفاظ عليه باعتباره ملكاً للأجيال القادمة، بذلت لجنة حوض دلتا أبين بالتنسيق مع العديد من الجهات المعنية الكثير من الجهود، واتخذت جملة من التدابير والأنشطة التوعوية في أوساط المجتمع ومنهم مستخدمو المياه وخصوصاً المزارعين وبالتحديد مزارعي الموز.. وذلك بعد ملاحظة الانخفاض في مستوى منسوب المياه الجوفية في حوض دلتا أبين والتأثير على نوعية المياه، وما شهدته الدلتا من قلة تدفق السيول الموسمية خلال سنوات مضت وهو ما أثر سلباً على المخزون المائي بالحوض، إلى جانب التوسع في زراعة محصول الموز في أراضي الدلتا بعد عزوف كثير من المزارعين عن زراعة القطن، وكان التركيز في جهود لجنة الحوض على وقف الحفر العشوائي وإدخال تقنيات ري حديثة في الزراعة ومنها الري بالتنقيط في زراعة الموز الذي يستهلك كميات كبيرة من الماء.عن جهود لجنة الحوض في هذا المجال والأهداف المرجوة يتحدث للصحيفة مدير الوحدة التنفيذية للموارد المائية في أبين رئيس السكرتارية الفنية بلجنة الحوض بالقول: منذ سنوات بدأت تلوح في الأفق تخوفات العديد من الجهات المختصة بشؤون المياه من ظواهر انخفاض منسوب المياه الجوفية وتدهور نوعيتها في حوض دلتا أبين، ويرجع ذلك إلى ما شهدته الدلتا من ندرة تدفق السيول وتغذية المياه الجوفية والاستنزاف الجائر للمياه من مستخدمي المياه في ري الأراضي الزراعية ومنها المخصصة للموز هذا المحصول الشره للمياه واتساع الرقعة الزراعية باعتباره المحصول النقدي الأول بالنسبة للمزارعين بعد ضعف الإقبال على القطن وعزوف كثير من مزارعي الدلتا عن زراعته.إلى جانب ما تعرضت له العديد من القنوات والجسور التحويلية في شبكة الري في الدلتا من أضرار، وعدم القيام بإعادة تأهيلها أو صيانتها لشحة إمكانيات وحدة الري.و أضاف: انطلقت لجنة حوض دلتا أبين في اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات العملية باعتبارها الجهة المسؤولة العليا في المحافظة على المياه والري، من أجل إيجاد شراكة مجتمعية في إدارة الموارد المائية وترشيد استخدامها والحفاظ عليها فشكلت لجاناً اختصاصية متفرعة، واستعانت بجهات متخصصة علمية لإيجاد الحلول والبدائل ونشر الوعي المائي بين أوساط المجتمع.ويستطرد البلعيدي: اتخذت اللجنة عدداً من القرارات التي من شأنها وقف الحفر العشوائي للآبار وتعريض مجاري الأودية للأضرار بسبب سحب الردميات منها، كما نظمت العديد من الأنشطة التوعوية والزيارات الاستطلاعية لمزارعي الموز إلى سهل وادي تهامة للتعرف على طرق زراعته هناك باستخدام تقنية الري بالتنقيط والنتائج الإيجابية لذلك من خلال انخفاض معدلات سحب المياه الجوفية ، وقلة كلفة كميات مادة الديزل التي تستهلكها المضخات لري المحصول بنسبة 60 % وكانت هذه الزيارات إيجابية حيث أبدى المزارعون تفهماً للهدف والأسباب واستيعابهم لعملية إدخال طريقة الري بالتنقيط في زراعة الموز .. تبع ذلك تنظيم ورشة عمل تناقش هذه التجربة وكيفية إدخالها في أراضي الدلتا المخصصة لزراعة الموز شارك فيها عدد من مزارعي الموز والمهندسين الزراعيين واختصاصيي الري. وهدفت الورشة إلى مناقشة ظاهرة الري بالغمر لمحصول الموز وآثارها السلبية وأخطارها المستقبلية على مخزون المياه الجوفية وإشراك المزارعين أنفسهم في البحث عن البدائل والحلول واتخاذ القرارات والتوصيات التي تحقق الأهداف المرجوة وكانت عدد من المشكلات التي استعرضها بعض المزارعين ناتجة عن الري بالغمر في زراعة الموز، فقد أثار أحد المزارعين مشكلته التي تعرضت لها أرضه المجاورة لعدد من مزارع الموز بسبب تسرب كميات كبير من المياه إلى أرضه ما أدى إلى عدم استطاعته العمل فيها بسبب هذه المياه المتسربة إليها.. وشكا مزارع آخر من عدم تمكنه من ري محصول الموز في أرضه بسبب انخفاض مستوى المياه في البئر التي يستخدمها لريها وعدم تمكنه من الحصول على المياه الكافية للري ما دعاه إلى ترك الأرض وعدم مواصلة العمل فيها.وأجمع عدد من المزارعين على أن إدخال تقنية الري بالتنقيط سيحل الكثير من المشكلات رغم تخوف البعض الآخر من المزارعين من أن يؤدي ذلك إلى خفض في الإنتاج أو يؤثر على وزن المحصول خاصة وأنهم يبيعونه بالوزن وبأسعار بسيطة مقارنة مع قيمة بيع المنتوج في الأسواق المحلية.وبالرغم من كل هذه الجهود المبذولة ومعرفة الأسباب والمخاطر ، وقبول البعض بتجربة تقنية الري بالتنقيط في مزارعهم بالتنسيق مع لجنة الحوض وإشراف و متابعة مشروع الحفاظ على المياه والتربة ومحطة البحوث لزراعية بالكود ، ومع ما يثيره بعض المزارعين من تحفظات.. يبقى السؤال: هل تنجح هذه التجربة في الدلتا؟!ا.