خوفاً من أفكار مورينيو «الشيطانية»
مدريد / متابعات:يبدو أن “نهاية العالم” اقتربت بالنسبة للبرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد الذي يثير جدلاً واسعاً بشخصيته الواثقة وكبريائه منقطع النظير في المنطقة الفنية في حالة خسر المواجهات الأربع المقبلة مع غريمه الإسباني جوزيب غوارديولا مدرب برشلونة في بطولة الدوري المحلي وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا. مورينيو الذي تلقى أكبر صدمة في مسيرته التدريبية على يد غواريولا في ذهاب “الليغا” الإسبانية بخماسية نظيفة، يتطلع إلى الرد وبقوة في لقاء الإياب المرتقب اليوم على إستاد “سانتياغو برنابيو” في البيت الملكي، وكله أمل بكسر شوكة “البارسا” ونجومه الذين بلغوا من الفنون ما يجعلهم لاعبين من كوكب آخر. ويبدو أن غوارديولا أعد العدة خوفاً من أفكار مورينيو “الشيطانية” التي كانت سبباً رئيساً في إقصاء برشلونة من دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي عندما كان الماكر البرتغالي مدرباً لانتر ميلان الإيطالي حيث لعب الأخير بطريقة دفاعية صلبة أجبرت ميسي ورفاقه على الوداع القاري المؤلم وسط ذهول العالم. كل الأنظار ستتجه إلى “برنابيو” لمعرفة ماذا سيقدم برشلونة أمام الريال في موقعة إياب الدوري والتي ستحدد بشكل كبير طريق المنافسة على اللقب، لاسيما أن النادي الكاتالوني يتصدر برصيد 84 نقطة متقدماً على أقرب مطارديه الفريق الملكي بفارق ثماني نقاط. [c1]على طريقة نهاية العالم[/c]غوارديولا سيلعب منذ البداية على طريقة “نهاية العالم” التي أعدها لخصمه المدريدي إذ أنه يفكر بالفوز في المواجهات الأربع وبالتالي لا يترك مجالاً للشك في قدراته بالمقارنة مع مورينيو. وسيخوض بيب المقابلة متسلحاً بلاعبين هم الأفضل في العالم إذ يشكلون كتلة واحدة ضاربة تعتمد في بنيانها على التسليم والاستلام القصير واقتحام ملعب الخصم بكرات منوعة في العمق وعلى الجناحين فضلاً عن عامل الحسم بلاعبيه المهاريين يتقدمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والإسباني ديفيد فيا اللذين خلقا الفارق في لقاء الذهاب. ولكن المشكلة الحقيقية التي تقلق غوارديولا تكمن في الخط الخلفي بعدما تأكد رسمياً غياب الارجنتيني خافيير ماسكيرانو لحصوله على البطاقة الصفراء الخامسة له في الموسم خلال المباراة الماضية بالدوري امام ألميريا، لينضم إلى قائد الفريق الإسباني كارليس بويول والفرنسي إريك أبيدال الغائبين بداعي الإصابة. [c1]الثغرة “إياها”![/c]ولعل هبوط مستوى الأرجنتيني غابي ميليتو يجعل من خيارات غواريولا أكثر صعوبة في المنطقة الخلفية، غير أن الأوراق المزدحمة في الأمام تسهل قليلاً من خطر الموقف حال لعب البارسا على مبدأ “الهجوم خير وسيلة للدفاع”، والاعتماد على فرض السيطرة على منطقة المناورة عبر تشافي وسيرخيو بوسكيتس وانييستا أو المالي سيدو كيتا. بالتأكيد، كل من المدربين له قراءته للمباراة قبل وأثناء الكلاسيكو ولكن الأقدر منهما على الفوز سيكون محظوظاً لأن الملايين ستصفق له لأنه هزم فريقاً عالمياً ومدرباً مرموقاً وكلاهما يستحق الاحترام بعدما جمع العالم على فنون لاعبيه وأفكار عالمية جديدة في المستطيل الأخضر. [c1]كلمة السر (واكا واكا)[/c]غوارديولا يخبئ الكثير لمورينيو على مستوى الهجوم، ويبدو أنه لن يكتفي بالدفاع أمام صاحب الأرض وإنما سيلعب بطريقته المعهودة لذا سيكون لنجمه جيرارد بيكيه -عاشق المغنية الكولومبية الشهيرة شاكيرا- دور غامض ربما يسلب من خلاله الأنظار ويكون اللاعب رقم 12 في الملعب أمام التحصينات المتوقعة من مدريد خصوصاً أنه بات يسجل أهدافاً حاسمة في الآونة الأخيرة كما فعل في مباراة شاختار الأوكراني ضمن دوري أبطال أوروبا. وفي الشق الهجومي ربما لن تختلف طريقة غوارديولا عن أداء مباراة الذهاب فالإمتاع والتهديف واللعب المفتوح طريقة لا تجتمع عوامل نجاحها في أرض الخصوم إلا بلاعبي برشلونة القادرين على تطبيق تكتيك شامل بعيد عن التعقيدات ومليء بالخيارات والمفاجآت لحراس المرمى والمدافعين. المباراة اقتربت، والجمهور متشوق لمعرفة بطل الكلاسيكو الأول في 2011، وهل سيكون غوارديولا على الموعد مجدداً أم أن مورينيو لن يكون صيداً سهلاً كما في مشهد الذهاب؟