ماذا لو رسب ريال مدريد في اختبار الـ(نصف دستة)؟
مدريد / متابعات:“عفواً.. الدوري الذي طلبته غير متاحٍ مؤقتاً.. من فضلك أعد المحاولة في وقتٍ لاحق”.. هذه الرسالة المسجلة بانتظار ريال مدريد إذا تلقى هزيمته السادسة على التوالي من غريمه برشلونة. ومع تشبث الفريق الملكي بآخر آماله في الفوز بلقب الـ”ليغا” الغائب عن خزائن النادي منذ عام 2008، فإن سقوطه في عقر داره - بالخسارة أو التعادل - أمام برشلونة يوم غد السبت يعني انتهاء آماله تماماً وبشكلٍ عملي في تحقيق بطولة الدوري الإسباني التي يحتكرها برشلونة منذ موسمين، ناهيك عن أن فوز الـ”ميرينغي” على ضيفه لن يغير كثيراً من حظوظه في استعادة اللقب. [c1] فارقٌ كبير[/c]ويتصدر الـ”بلوغرانا” جدول ترتيب فرق الدوري الإسباني برصيد 84 نقطة، مبتعداً عن الـ”بلانكو” بفارق 8 نقاط، تجعل حصول الأخير على اللقب أمراً صعباً للغاية، وبالتالي تتضاءل أهمية لقاء السبت إذا ما قورن بثلاثة لقاءات أخرى ستجمع الفريقين ذاتهما، في نهائي كأس ملك إسبانيا مرة، وفي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ذهاباً وإياباً. ومع ذلك، فإن الـ”كلاسيكو” الأول في الدوري الإسباني يحمل - في حد ذاته - أهميةً خاصة لدى مناصري ريال مدريد، حتى إن لم يكن مؤثراً في موقف فريقهم بالترتيب العام، لأنهم يخشون تحول الفريق الكتالوني إلى عقدة بعد أن هيمن على نتائج آخر 5 مواجهات، وسجل خلالها 15 هدفاً بينما تلقت شباكه هدفين فقط. [c1]طموحٌ وكبرياء[/c]الطموح يدفع جوسيب غوارديولا المدير الفني لبرشلونة لتحقيق الفوز السادس على ريال مدريد، وتكرار الهزيمة النكراء التي لحقت بالفريق الملكي في نوفمبر الماضي بنتيجة 5 -صفر في المرحلة الثالثة عشر من الدوري الإسباني. وفي المقابل، فإن الكبرياء يقود البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد، الذي لم يسبق له الخسارة بخماسية نظيفة على مدار مسيرته المهنية التي تمتد لأكثر من عشر سنوات، لذلك يعيش مورينيو مع نفسه حرب الكرامة، والثأر من صفعةٍ قوية مازالت آثارها عالقةً بالأذهان حتى الآن. [c1]ميسي يتحدى رونالدو[/c]وبالتوازي مع صراع الخطوط بين العقلين المدبرين “بيب” و”مو”، هناك صراعٌ آخر مشتعل داخل الملعب بين الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة وأفضل لاعب في العالم، والبرتغالي كرستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد وصاحب اللقب ذاته عام 2008، ويحاول كل منهما حل عقدة خاصة به، فالأول لم يسبق له أن سجل أهدافاً في شباك فريق يقوده مورينيو، والثاني عجز عن وضع بصمته في مرمى برشلونة في أي وقتٍ سابق. فماذا لو كانت السادسة؟ ماذا لو سقط ريال مدريد على ملعبه أمام برشلونة مجدداً؟ ماذا لو خضع رونالدو لسيطرة ميسي مثلما حدث في “كامب نو” قبل خمسة أشهر؟ نصف دستة مباريات من الخسائر على التوالي رقمٌ ليس هيناً، سيكون له مردود سلبي بالتأكيد على ريال مدريد وعشاقه ومحبيه، والعكس صحيح بالنسبة لجماهير الـ”بارسا” التي سيكون من حقها الاحتفال - رسمياً - باللقب الثالث على التوالي والمرة الحادية والعشرين في تاريخ النادي، إذا ما حقق فريقها الفوز على ريال مدريد في “سانتياغو بيرنابيو”. [c1]نتائج عكسية[/c]الانتكاسة المدريدية لن تكون فقط في الدوري المحلي، وإنما ستنعكس بالتأكيد على ما تبقى من مقارعات بين الفريقين في كأس الملك ومن بعده في دوري أبطال أوروبا، وربما تكون الخسارة من برشلونة السبت مفتاح غوارديولا السحري للسيطرة على اللقاءات الثلاثة المتبقية. إذا كان الفوز من نصيب برشلونة في لقاء الـ”ليغا”، سيكون ميسي على موعدٍ آخر للتألق والتفوق على حساب رونالدو، الذي سيبذل قصارى جهده من أجل التأكيد على أنه قادمٌ بقوة، ولن يستسلم بسهولة للتيار الكتالوني الجارف. صراعٌ على لقب الهدافتفوقٌ من نوعٍ آخر سيحققه ميسي على رونالدو إذا ما كان سبباً في فوز فريقه على ريال مدريد، هو صراع الهدافين الذي يتصدره “ليو” الآن برصيد 29 هدفاً وبفارق هدف واحد عن رونالدو، وهو ما يضاعف آمال اللاعب الأرجنتيني في تكرار إنجاز الموسم الماضي عندما حقق لقب الهداف برصيد 34 هدفاً. إذا فاز برشلونة على ريال مدريد، فمباركٌ عليه لقب الدوري الإسباني، بينما سيكون على الأخير الانتظار لموسمٍ آخر، والمحاولة في وقتٍ لاحق.