لتجاوز شالكة الألماني
روما / متابعات: تكتسب مواجهة انتر ميلان الايطالي وشالكة الألماني التي أفرزتها قرعة الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم أهمية خاصة، حيث تعود الذاكرة بفارسين من أبرز فرسان اللقاء على طرف نقيض الكاميروني صامويل إيتو والإسباني راؤول جونزاليز . فلابد لإيتو أن يتذكر بداياته غير السعيدة عندما وقف راؤول - عن غير قصد- حجر عثرة في طريقه للنجومية، ولو لفترة قصيرة من الزمن، ذلك أن كلاً منهما نال تاليا ما يستحقه من مجد وشهرة . ولا يخفى على أحد أن القلعة البيضاء كانت الحلم الأول للنجم الأسمر الصغير إيتو قبل بداية الألفية الثالثة، بل كان ريال مدريد الإسباني هو أول فريق يكتشف موهبة المهاجم الكاميروني الفذ، حتى قبل أن يعرف عنه أحد. وسارع المدريدي لامتلاك عقد اللاعب في سن مبكرة بهدف الاستفادة منه لاحقا، بيد أن العقول المفكرة في النادي الملكي قررت أن تحجب العيون عن أيتو كرمال عيون مهاجم آخر، يحظى بقيمة أكبر، وهو الفتى المدلل آنذالك راؤول غونزاليز الذي كان قد بدأ بتشكيل أسطورة جديدة تحمل آمال وتطلعات الجماهير المدريدية . وكان الخيار الأول هو إعارة ايتو لريال مايوركا، فريق ضعيف ولا يمكن له أن ينافس على قمة الدوري، دون أن يدرك الجميع لاحقا أن المهاجم المنفي سيصبح عقدة مركبة في حلق الفريق الملكي، وقد سجل أهدافا لا يمكن للحارس ايكر كاسيياس نسيانها، حتى أنه وصفه ذات مرة بـ”الجحيم القادم دون سابق إنذار” . وبقي راؤول في قلعته، وامتلك إيتو حريته وقرر بدون تفكير التوجه إلى برشلونة الغريم الأزلي للريال انتقاما لكرامته وكبريائه، والكل يعلم مدى اعتداد المهاجم الكاميروني بنفسه . وفي كاتالونيا صنعت قدم صامويل الأعاجيب، فتوج محليا وأوروبيا، قبل أن يرتكب برشلونة هو الآخر خطأ لا يغتفر مفضلا عليه السويدي زلاتان ابراهيموفتش الذي سرعان ما عاد إلى ايطاليا، متسببا في خسارة الملايين لمسؤولي البرشا، والأهم من الملايين خسارة الجوهرة الكاميرونية لصالح انتر ميلان الذي تلذذ في تعذيب برشلونة في دوري الأبطال العام الماضي. بدوره فقد نال تعب مقاعد البدلاء من غرور الماتادور راؤول واعتداده بنفسه، فلم يعد يجد مكانا له في التشكيلة الملكية، وكان قبل ذلك استجدى دور الخادم على زملائه في المنتخب الإسباني دون أن يفلح في العودة إلى تشكيلة الثيران، فقرر الانتقال إلى شالكة الألماني ليستعيد هناك حضوره الملهم وأهدافه الساحرة . والآن ستبدو المواجهة المرتقبة في الدور ربع النهائي إعادة لأكثر من سيناريو سابق جمع على طرفيه إيتو وراؤول، بيد أن الحقيقة هي أن المباراة تغوص في أعماق ما تمثله كرة القدم من تناقضات لا تنتهي، العبد الذي أصبح نجما، وعزيز قوم ذل ..!!