عباس: لا نسعى لمقاطعة الإدارة الأميركية لأنه ليس من مصلحتنا مقاطعة أحد
احتجاجات في فلسطين على استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي.
رام الله (الضفة الغربية) /14 أكتوبر/ رويترز : احتشد المئات من موظفي السلطة الفلسطينية يوم أمس الأحد وسط مدينة رام الله احتجاجا على استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.وردد المشاركون الذين حملوا الأعلام الفلسطينية وصورا للرئيس محمود عباس الشعارات المنددة بالقرار الأمريكي في مجلس الأمن وبالرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي طالبوه بالالتزام بوعوده تجاه الفلسطينيين.وعبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن «امتعاضه» من استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار دولي يدين الاستيطان الإسرائيلي، لكنه أكد مع ذلك مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، كما أدانت جامعة الدول العربية ومصر بشدة الموقف الأميركي الذي رحبت به إسرائيل. فقد ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عباس عبر للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل -في اتصال هاتفي- «امتعاضه» من استخدام الإدارة الأميركية للفيتو، لكنه جدد تأكيده «وجوب المضي قدما لإعادة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي». كما نقلت الوكالة عن عباس تأكيده -خلال لقائه وفدا أكاديميا فلسطينيا- أن القيادة الفلسطينية لا تسعى لمقاطعة الإدارة الأميركية، وأنه ليس من مصلحتنا مقاطعة أحد. وكانت الولايات المتحدة قد صوتت مساء الجمعة ضد المشروع الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية والأراضي المحتلة الأخرى، ويطالب بوقفه فورا وتماما ويعتبره غير شرعي رغم أن الدول الـ14 الأخرى في مجلس الأمن أيدت مشروع القرار. وقبل التصويت، فشلت مطالبات من الرئيس الأميركي باراك أوباما -الذي يعتبر هذا الفيتو الأول في عهده- ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بإقناع عباس بسحب مشروع القرار، أو القبول بقرار غير ملزم ينتقد الاستيطان بعبارات ملطفة. ومباشرة بعد التصويت،قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الفيتو الأميركي لا يخدم عملية السلام، معتبراً أنه يشجع إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان، والتهرب من استحقاقات السلام. وفي تصريحات متزامنة،قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن الجانب الفلسطيني سيدرس من جديد جدوى الاستمرار في المفاوضات التي أوقفتها السلطة الفلسطينية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتشترط لاستئنافها تجميدا تاما للاستيطان. كما أعلن المدير العام للمخابرات الفلسطينية اللواء توفيق الطيراوي أمس الأول السبت أنه سيتم تنظيم احتجاجات «في يوم غضب» الجمعة المقبلة ضد موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما في التصويت. وعلى الصعيد العربي أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشدة الموقف الأميركي، واعتبر السفير الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين محمد صبيح أن الخطوة الأميركية مستهجنة وغير مبررة، وتصب في تشجيع المعتدي الإسرائيلي على انتهاك قرارات الشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة. كما أكد أن الموقف الأميركي يثبت أن سياسة واشنطن تقوم على أساس الكيل بمكيالين وتعبر عن تناقض الموقف الأميركي في الحديث عن «بذل مساع جادة لإحلال السلام بينما تدعم الاستيطان بهذا الشكل».