الهجمات ركزت على وحدات الجيش وعمليات الخطف الانتهازية
دكار/14 أكتوبر/ ديفيد لويس: شكل قتل رهينة بريطاني كان محتجزا في منطقة الصحراء على يد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تصعيدا في التهديد الذي يشكله التنظيم في المنطقة ولكن ذلك التهديد يستند على مزيج معقد من الجريمة والانتهازية بقدر استناده على أيديولوجية متشددة.وهذه هي المرة الأولى التي يعدم فيها تنظيم القاعدة رهينة غربيا في الصحراء مما يعزز مصداقيته بين المتشددين بعد إطلاق سراح رهائن آخرين مقابل الحصول على فدى معلن عنها كما يعزز أيضا المخاوف الغربية من أن الصحراء الشاسعة الخالية توفر ملاذا للإرهابيين.لكن منتقدين يصرون على أن هذا التهديد يجرى تضخيمه أو اختلاقه لدوافع خفية من قبل قوى إقليمية وغربية تسعى لبسط النفوذ في المنطقة الغنية بالنفط والغاز.ويشدد خبراء على الندرة النسبية في الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. ويقولون أن استعداد التنظيم للامتزاج مع متمردين من البدو ومهربين منخرطين في شبكات إجرامية مربحة يظهر أن الإيديولوجية ليست عنصرا مسيطرا في حساباته.وقال وولفرام لاتشر وهو محلل متخصص في شؤون شمال إفريقيا في مؤسسة كونترول ريسكس «يشكل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تهديدا بالفعل لدول الساحل ولكنه تهديد شارد أكثر من كونه تهديدا مستمرا وحادا.»وركزت الهجمات إلى الآن على وحدات الجيش وعلى عمليات الخطف الانتهازية ولكن في ظل الاستثمارات في مجال النفط والتعدين ومع احتمال مد أنبوب لنقل الغاز عبر الصحراء تزيد الأهداف التي يمكن أن تتعرض لهجمات.وخطف المتشددون الذين خرجوا من رحم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية مجموعة كبيرة من الأجانب في الصحراء في عام 2003 ولكن الجماعة اكتسبت طاقة وأصبحت أكثر تركيزا على ما يبدو منذ أن أقامت صلات رسمية مع تنظيم القاعدة في ديسمبر عام 2006 .وتركز الخلايا الشمالية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أكثر على الجزائر بشن هجمات دورية بالقنابل والأسلحة على قوات الأمن الجزائرية.واكتوت موريتانيا بنيران هجمات الخلايا الجنوبية مع مقتل أربعة سياح فرنسيين في ديسمبر عام 2007 وبهجوم على السفارة الإسرائيلية وقتل 12 جنديا موريتانيا في عام 2008 .وخطف سائحان نمساويان في الصحراء في عام 2008 قبل إطلاق سراحهما. وأطلق سراح أربعة غربيين آخرين كانوا محتجزين مع الرهينة البريطاني الذي قتل ولم يتبق في الأسر سوى رهينة سويسري.وأوضح لاتشر «هناك حاجة لان تأخذ الشركات العاملة في هذه الدول هذه الأمور في اعتبارها. فسجل هذا التنظيم يتسم بالمزج بين الجريمة والهجمات الإرهابية» مشددا على ضرورة التمييز بين الخلايا التي تنشط في الصحراء والخلايا التي تهاجم القوات الجزائرية في الشمال الشرقي.وطالب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الحكومة البريطانية بالإفراج عن رجل الدين الإسلامي الأردني أبو قتادة المحتجز في سجونها ولكن المحللين سارعوا إلى الربط بين مقتل البريطاني وما أعلن عن رفض بريطانيا دفع فدية.وأفاد دبلوماسي يتابع المنطقة «بعض هؤلاء متشددون ولكن معظمهم يفعلون ذلك من أجل المال.»ولا يكمن التهديد الذي تمثله الخلايا الجنوبية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في عدد أعضاء التنظيم وإنما في قدرة ما يقدر بما بين 100 و200 رجل على التحرك بسرعة وحذر بين جنوب الجزائر وشرق موريتانيا والأجزاء الشمالية في كل من مالي والنيجر.