احتضنتها عدن في الفتره من 13 - 14 ديسمبر الجاري
عرضنا في عدد امس الأول الاثنين ثلاث أوراق من الأوراق المقدمة لندوة : " دور وسائل الإعلام في الحوار العربي الأوروبي التي استضافتها عدن خلال الفترة من " 13-14" ديسمبر الجاري .. وفي هذه الإلمامة نقدم عرضاً موجزاً لعدد من الأوراق التي قدمت للندوة .التنقيب عن الاختلاف وفي ورقة عمل اخرى قالت السيدة / سمر ابو الفتوح منذ قديم الازل والعالم العربي مسكوناً بهاجس الصورة التي يعكسها الاعلام العالمي له هاجس كان له من السلبيات اكثر ما كان اه من الايجابيات فقد انشغل العالم العربي كثيراً بصورته لكنه لم ينشغل بتحيحها اما الاعلام الغربي وتحديداً الاوروبي والذي يعد النافذة التي تطل منها المجتمعات الاوروبية على العالم العربي فقد انشغل كثيراً بتقديم كل ما هو غريب ومثير عن هذه المجتمعات منذ عهد المستشرقين ومرورا باحداث الحادي عشر من سبتمبر وحتى يومنا هذا وما بين انشغال العالم العربي بصورته الاعلام الغربي بابراز الاختلافات المثيره برزت الصور النمطية وازدات . وبقيت هذه القضية تشغل الكثيرين ولذا وقع اختياري عليها كمادة بحثية قبل عام ونصف العام عندما قمت باجراء قياس للرأي على عينات متفرقة في عدد من الدول العربيةى ولم تات الاجابات مختلفة كثيراً عن مغا ينبض به الرأي العام في مناسبات متفرقة فندما سئل المشاركون عن مصادر اخبارهم احتلت وسائل الاعلام المحلية الصدارة وارتفعت النسبة كلما انخفض المستوى الاجتماعي ولم تكن مفارقة عندما اجاب المشاركون عن مصادر اخبارهم في اوقات الازمات والكوارث بانهم وباختلاف ثقافاتهم يتوجهون للاعلام الاجنبي أي ما هو ليس بمحلي لمعرفة الاخبار وجاءت وسائل الاعلام الاوروبية الناطقة بالعربية في مركز متقدم وذلك لانها وفقا لهم تقديم الاخبار بمعايير دولية دونما تجني وفرض السؤال نفسه : هل يتجني الاعلام الغربي على العالم العربي عند تناول قضاياه فكانت الاجابة بسرد سلسلة من الصور النمطية المستخدمة بحق العالم العربي . واذا غالب نسبة كبيرة من المشاركين في استطلاع الرأي التعميم فانه من المؤكد انه بعيدا عن ما يعرف بالصحف الصفراء فان الاعلام الاوروبي وخاصة الاعلام الالماني اتسم ببعض الحياد ذلك الحياد الذي اعتمد بدرجة كبيرة على مدى قرب الصحفي من هذه القضايا في الدراسة والبحث والتحليل لكن للاسف ما زال عدد من وسائل الاعلام الاوروبية تصدر بعض هذه الاكلشيهات او الصور النمطية التي تقابلها حساسية شديدة لدى المجتمعات العربية خاصة اذا تحدثنا عن الاسلام والارهاب او المرأة . فكثيراً ما نرى عندما نطالع صوراً مقالات عن الارهاب اذا ما ارتبطت المقالة بالحديث عن اليمن نرى صورة ليمني بثيابه التقليدية وفي الصدارة الجنبية كذلك ايضا اذا ما تم تناول قضايا تتعلق بالمرأة نجد الصور تاتي بنساء منقبات حبذا لو جاءت في الخلفية صورة لامرأة غير متحجبة ليكون عنصر التباين واضحاً . وهنا تبرز فكرة التنقيب عن الاختلاف ونغفل ان للاختلاف جماله ايضا اقول انه للاسف لم تطالعني مقالات ابرزت ما بداخل تلك الرؤوس المختفية وراء الحجاب او النقاب فعندما جئت اول مرة لليمن قبل ستة اشهر فوجئت واقول فوجئت انني اما امراة ظلمها الاعلام بكافة انواعه وليس الاوروبي وحده بل العربي ايضا فقد وجدتني امام امراة متوجهة مثقفة شعلة نشاط صحفية ذات قلم حاد محامية وحقوقية لاتهاب الدفاع عن الحق كلمات قد تبدو انشائية لكنها لا تتضح الا مع القرب وراى ان هذه هي كلمة السر . المؤثرات والابعاد تحت هذا العنوان قدمت ورقة عمل للدكتور / عبدالله الفقيه استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء _ وقال في مقدمتها يتوقف مستقبل العلاقات العربية الاوروبية والكيفية التي ستتطور بها مثل تلك العلاقات على الخيارات التي ستقوم بها الشعوب الاوروبية من جهة الشعوب العربية من جهة اخرى في الوقت الحاضر وهناك خياران لا ثالث لهما هما : خيار الماضي وخيار المستقبل بالنسبة لخيار الماضي فيقوم على استمرار كل طرف ومن خلال المناهج الدراسية ووسائل الاعلام والمعرفة المختلفة في تصوير الاخر على انه النقيض الناقص للشيئ الكامل الذي يمثله اما خيار المستقبل فيقوم على احداث تحول في الطريقة التي ينظر بها كل طرف الى الاخر وبشكل يعزز القدرة على التعايش بين الشعوب الاوروبية والعربية . ولان التطورات في مجالات الاتصالات والمواصلات وتكنولوجيا المعلومات قد جعلت سكان كوكب الارض اشبه بسكان قرية فان الخيار العقلاني المنحاز الى الحياة هو ان يعمل الجميع على بناء مستقبل يقوم على التعاون والتعايش ولا يمكن بناء ذلك المستقبل باغفال الماضي وانكاره وانما يتم بناء المستقبل عن طريق مراجعة ذلك الماضي ومحاولة فهمه والعمل على تعزيز ايجابياته واضعاف سلبياته وفي مراجعة الماضي لابد من التوقف عند الصورة التي يمللكها الاوروبي عن العربي والعكس ومحاولة فهم تلك الصورة والعوامل التي اثرت في تشكيلها واثار تلك الصورة على العلاقة بين العربي والاوروبي والاهم من ذلك هو ان تتم تلك المراجعة من خلال حوار بين الطرفين يذيب الجليد مالتراكم ويحدد الطريق نحو المستقبل . سوف يقتصر دور هذه الورقة على مناقشة صورة العربي في الاعلام الاوروبي بينما سيتولى مشاركون اخرون مناقشة الصورة الاخرى صورة الاوروبي في الاعلام العربي بالنسبة للعربي فالمقصود به هنا ولاغراض هذه الورقة الشخص الذي ينتمي بفعل المولد والنسب الى احدى الدول العربية وسواء كان مقيما في اوروبا او في أي مكان اخر في العالم اما بالنسبة للدول الاوروبية فالمقصود بها بشكل اساسي دول اوروبا الغربية ومع انه ليس كل مسلم عربياً وليس كل عربي مسلماً الا ان هذه الورقة ولاغراض استجلاء صورة العربي في الاعلام الاوروبي الذي لا يفرق بين الاثنين تستخدم المفهومين بالتبادل وليعنيا ذات الشيئ ما لم يقتض السياق خلاف ذلك . واستعرض الفقيه في القسم الاول من ورقته المصادر المختلفة للصورة السلبية للانسان العربي في الاعلام الغربي وفي القسم الثاني فتم التأمل في بعض ملامح تلك الصورة التي يتم صناعتها اما القسم تناول الاثار المحتملة لتلك الصورة السلبية على الانسان العربي والاوروبي ويورد القسم الاخير عددا من المقترحات التي من شأنها ان تساعد على احداث عملية تحول من الوضع الحالي الذي يهيئ للصراع الى وضع جديد يساعد على التعايش والقبول بالاخر المختلف . الاشكالية المزدوجة شارك الاستاذ / سعيد ثابت سعيد مراسل وكالة قدس برس بورقة عمل عنونها بـ الاعلام عندما يرسم الصورة الاوروبي في المتخيل العربي وقال في مدخلها التمهيدي :- هذه ورقة وصفية اكثر منها نقدية او تحليلية تتناول اوربا في الاعلام العربي وهي ورقة تحمل في طياتها اشكاليات منهجية كثيرة منها ذات بعد مفهومي وذات بعد دلالالي وذات بعد ايدلوجي ايضا فالصورة هنا تحمل مستويين ذهنية ونمطية واوروبا تحمل اهلي وازعم ان بحثا يتناول صورة الاوربي عند العرب امر بالغ الصعوبة لان ما دأبنا عليه نحن العرب منذ زمن ليس بالقصير على تتبع صورتنا عند الاخرين وانتخبنا عشرات الابحاث والدراسات التي تتحدث عن الصور النمطية لنا التي يحتفظ بها الغربي والغرب هنا اوربا وامريكا واستراليا لكن قليلاً ما سألنا انفسنا عن طبيعة صورة الاخرين التي نختزلها وربما نتعامل في ضوئها . وتنشأ الصور عن أي شعب او جماعة او طائفة او حتى فرد بفضل مجموعة من العوامل التاريخية والسياسية والثقافية الفكرية والعقائدية وتكمن الاشكالية المزدوجة في الحديث عن اوربا في كونها قارة تضم العديد من الدول المختلفة الثقافات والاعراق واللغات والتاريخ وتتباين مواقف وعلاقات كل دولة منها مع العرب وفي الوقت ذاته تكمن الاشكالية الثانية المنوطية في الاولى ان العرب ليسوا وحدة واحدة وما يختزنونه من تجارب تاريخية مثلا ازاء اوربا غير موحدة فالجزائري ينظر الى افرنسي بغير المنظار الذي ينظر به الى الالماني والليبي يحتفظ بذكريات غير جيدة مع الايطاليين لكنه لا يشعر بنفس المشاعر مع الانجليزي وكذلك العراقي او ابن جنوب اليمن مع الانجليز او المغربي مع الاسباني . ثم هناك اشكالية اخرى وهي أي اعلام عربي نعني به بالمعروف ام معظم وسائل الاعلام العربي الجماهيري تحتكره الحكومات ولما يتحرر هذا الاعلام باستثناء الاعلام المطبوع والالكتروني " الصحف والمجلات مواقع الانترنت " ولا زال التلفزيون والاذاعة باستثنءات محدودة يشرف عليهما مسئولو وزارات الاعلام العربية ومن ثم فتخضع الصورة الاوروبية لمحدد سياسي محض فكل دولة اوربية علاقاتها ممتازة مع الدولة العربية وتقدم مساعدات ومنحاً لها فانها من دولة خيرة ويرسم لها الاعلام صورة الملاك الرحيم والصديق الحميم لكن سرعان ما تتحول الى شيطان رجيم في حال تنبت هذه الدولة الاوروبية قضية كحقوق الانسان او مسألة الفساد او غياب الديمقراطية في البلد العربي . وقد يحثت هذه الورقة كل هذه الاشكاليات من خلال التطرق الى حملة المفاهيم الواردة في البحث من ثم تطبيقها على نماذج محددة وتتبع ملامح صورة الاوروبي مجملاً في متخيل الانسان العربي .