أحمد راجح سعيدتتجسد أهمية المعلم من طبيعة عمله كركيزة فاعلة في عمليتي التربية والتعليم، ولذلك فإنّ المكونات الأساسية لهاتين العمليتين من مناهج وإدارات وبرامج وأجهزة ومعدات وأبنية مدرسية ووسائل تعليمية كلها مهما كانت فاعليتها، إلا أنّ دورها يتضاءل أمام أهمية المعلم بمعنى أعم أنّ الأهمية التي تقع على عاتق المعلم تتصدر أهمية غيره ولذلك فإنّ تزويد المدارس على اختلاف مستوى مراحلها بالمعلمين الأكفياء يعتبر بحد ذاته هدفاً إستراتيجياً لاسيما إذا كان ذلك يستمد مفهومه من قاعدة الفلسفة السائدة في المجتمع، وهذا بطبعه يدفعنا إلى التأكيد بأنّ حضارة الشعوب ورقيها لا يتحققها إلا من خلال التربية الصحيحة والتعليم المتطور والمتتبع لعمليتي التربية والتعليم في بلادنا يجد أنّه على الرغم من الجهود التي بذلت في إعداد طائفة كبيرة من المعلمين كماً ونوعاً، إلا أنّ مشكلة المعلم اليمني المؤهل ما زالت قائمة ومطلوب المزيد من المعلمين الأكفياء وأنّ الزائر لمعلمي مدارسنا لا يستنشق إنّ مع التعبير جواً مدرسياً بالمعنى الواسع وأنّ اختيار المعلمين لمهنة التعليم يصطدم بصعوبات مادية بل بصعوبات نفسية وتربوية، واجتماعية معاً ومعظم هذه الصعوبات ترجع أساساً إلى الطبيعة المهنية للمعلم فهي غير محددة كما أنّ شروطها تُعد غير واضحة وإن هي قد حددت فإنّ الكشف عن مدى امتلاك المعلم لصفاتها المطلوبة يصعب تحقيقها ولذلك فهناك من المعلمين من ينقصه المؤهل العلمي وبعض حظه من التأهيل التربوي والمهني بسيط وهناك من يلتحق بالمهنة من دون مؤهل وكثير من نتائج أعمالهم لا تعرف ولا تُقاس وبعض من أجل الاستمتاع بالإجازات الطويلة أو لأسباب اقتصادية وليس لدوافع تربوية ومهنية وأهم سؤال هو : ما هي أسباب اختيار مهنة التعليم لدى أولئك الذين يمارسونها؟هل هي الرغبة في المهنة والاستعداد والأهلية للقيام بها أم أنّها المجال الفسيح للتوظيف والمكان المتوافر للاحتماء من البطالة وماذا عن الموجه التربوية والذي ربما تكوّنت واشتدت لدى العديد من المعلمين خلال وجودهم في دور المعلمين أو كليات التربية؟وماذا عن "المعلم المفطور" أي المعلم بالفطرة التي تجعل الفرد يتكيف مع المهنة ولا يعرف سواها والعزم على البقاء فيها، ثمّ يأتي التدريب العملي فيكمل هذا؟ثمّ ماذا عن الفلسفة التي يعشها المعلم نحو المجتمع ونحو الحياة ونحو المهنة التي اختارها هل يشعر فعلاً بقيمة عمله كرسالة؟وبوجه عام فإنّ التربية الحديثة تؤكد أنّه في المواقف التعليمية يكون أثر شخصية المعلم الكفء على الطالب أهم من المادة التي تدرس له وكثير منّا يمكنه أن يضع أصبعه.. على أولئك المعلمين القلة في العدد والذين شكلت آثارهم حياتنا الحاضرة وكانت سبباً رئيساً في حبنا أو كرهنا لبعض المواد الدراسية.
المعلم ركيزة أساسية في العملية التربوية والتعليمية
أخبار متعلقة