بغداد / 14أكتوبر / خالد الانصاري : يتوق أحمد للخروج من العاصمة العراقية بغداد بعد أن هدد اسلاميون بقتله هو أو أطفاله بسبب عمله مع وسائل اعلام غربية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 .ومثل الاف اخرين يتمنى أحمد أن يحصل على تأشيرة لجوء للولايات المتحدة كي يهرب من التفجيرات واطلاق الرصاص والتهديدات بالقتل في بلده.يقول أحمد وهو أب لولد وبنتين «ابلغني الاصوليون عبر الهاتف.. ان لم تترك العمل سنقتلك أو نقتل احد أطفالك».ويأمل الصحافي الذي يخشى ذكر اسمه كاملا أن ينضم الى 4.7 مليون عراقي فروا من ديارهم منذ عام 2003 في ما تصفه وكالة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنه أسوأ أزمة انسانية في الشرق الاوسط منذ أخرج الفلسطينيون من ديارهم عام 1948 .وانحسر العنف في العراق منذ ذروة القتال الطائفي عامي 2006 و2007 لكن حوادث التفجيرات واطلاق النار لا تزال تقع بصورة متكررة. وتشير بيانات حكومية الى أن عدد القتلى المدنيين تضاعف تقريبا في يوليو تموز مقارنة بيونيو حزيران.ولم يفر جميع العراقيين الى الخارج. وتقول وكالة شؤون اللاجئين ان نصف المشردين وعددهم 4.7 مليون نزحوا الى مناطق أخرى في العراق وبعضهم يعيش في مبان عامة.وتعشم أحمد في ما هو أفضل عندما عاد للعراق بعدما قضى عاما كأستاذ زائر في الولايات المتحدة عام 2008 . لكن احلامه سرعان ما تبخرت.يقول «تحولت الخروقات الامنية من القنابل الملغومة والقنابل المزروعة بالطرق الى المسدسات الكاتمة للصوت والاغتيالات وغياب الخدمات..لا مياه ولا كهرباء... أخشى على سلامة أطفالي عندما يذهبون إلىالمدرسة.» والولايات المتحدة مقصد مفضل لعراقيين مثل أحمد لكن فرصهم في الذهاب الى هناك ضئيلة. ويحاول البعض بدلا من ذلك الذهاب الى أوروبا أو دول مجاورة مثل لبنان أو سوريا أو تركيا أو الاردن التي يسهل الحصول على تأشيرات لدخولها.وقال مارك ستوريلا منسق برنامج استقبال اللاجئين في السفارة الامريكية في بغداد «نتوقع أن يسافر نحو 4500 عراقي الى الولايات المتحدة في اطار البرنامج هذا العام وبالتالي سنضاعف اعداد العام الماضي» .ورغم انه لم يذهب سوى 66 عراقيا الى الولايات المتحدة عام 2004 بموجب هذا البرنامج الا ان العدد يرتفع باطراد ، فقد حصل نحو 13828 لاجئا عراقيا على تأشيرات وسافروا للولايات المتحدة من العراق ودول مجاورة عام 2008 . وقفز العدد الى 18838 في عام 2009 .ويمنح برنامج استقبال اللاجئين الاولوية للعراق وافغانستان وكليهما يستضيف عشرات الالاف من القوات الامريكية. ويأتي على رأس القائمة منح تأشيرات لمن تتعرض أرواحهم للخطر لانهم يعملون مع الحكومة أو الجيش الامريكي أو مع منظمات تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.ويستغرق الحصول على تصريح أمني لدخول الولايات المتحد شهورا. لكن بعد أن تجشموا كل هذه المشقة يقرر بعض اللاجئين الذين جربوا العيش في أمريكا أن يتركوا فرصة تأتي مرة في العمر ليعودوا الى ديارهم برغم الخطر.ويقول بشير رشيد محمود الذي يعمل مصورا تلفزيونيا في قناة سي.ان.ان التلفزيونية الاخبارية الامريكية «لم أستطع أن أصدق انني ذاهب الى الولايات المتحدة وان حلمي يتحقق لكن كل هذه المشاعر انقلبت عندما حطت الطائرة في مطار نيويورك. الحقيقة ليست مثل ما أراه في الافلام أو ما أسمعه من الاصدقاء. شعرت بحالة من الاغتراب..بالضياع.. شعرت باختناق» .وتقدم محمود بطلب للحصول على تأشيرة أمريكية بعد أن تلقى تهديدات بالقتل من القاعدة. لكن خيبة الامل اصابته بعد شهرين قضاهما في تكساس ، يقول: «الثقافة والناس والحياة كلها تختلف عن بلدي... قابلت بعض الاصدقاء العراقيين حاولوا اقناعي بالبقاء لكنني لم استطع وحسب رغم انني أعرف ان هذه الفرصة قد لا تأتي مرة ثانية الا انني قررت العودة » .
آلاف العراقيين الذين سئموا الحرب يودون الذهاب إلى أمريكا
أخبار متعلقة