إعداد/ عبدالله أحمد المرزوقييعتبر النظام البحثي الزراعي في اليمن حديث العهد وتعود بداياته الى آواخر الاربعينيات ومطلع الخمسينات من القرن العشرين، وبعد قيام الوحدة المباركة عام 1990م، توج النظام البحثي بإنشاء الهيئة العامة للبحوث ولإرشاد الزراعي بهدف تنفيذ سياسة الدولة وخطتها في مجال تنمية وتطوير الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني من خلال تنفيذ جملة من السياسات والخطط والبرامج البحثية ونشر مخرجاتها. ويقوم بتنفيذ خطط وبرامج الهيئة كادر مختص مكون من 64 من حملة الدكتوراه و81 من حملة الماجستير و212 من حملة البكالريوس بالاضافة الى عدد من الموظفين والعمال الموسميين . ويتوزع المورد البشري التابع للهيئة على الوحدات التابعة للهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي على المحطات البحثية المنتشرة في الاقاليم الزراعية الثلاثة وفي المراكز البحثية التخصصية والمراكز النوعية الخدمية التابعة للهيئة.وتنفذ الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي برامجها وأنشطتها البحثية تحت ظروف الزراعة المروية والمطرية، وتغطي برامجها مجالات التحسين الوراثي وإداة المحاصيل والموارد الطبيعية وتطوير الثروة الحيوانية وتحسين تقنيات ما بعد الحصاد ودراسات اجتماعية واقتصادية وتعميم ونشر تقنيات بحثية. وقد رأت الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي ضرورة تحسين وتطوير بنائها المؤسسي والتنظيمي للعمل البحثي لتحقيق نسبة عالية من النجاحات ولذلك عملت على اصدار استراتيجيتي البحوث والارشاد وإعادة هيكلة البحوث واستحداث المجلس العلمي وتشكيل الفريق الخاص بمراجعة البحوث وتعيين هيئات تحرير المطبوعات التي تصدرها الهيئة وتمثيل اليمن في المجالس التنفيذية والإقليمية الزراعية وتعزيز علاقات التعاون والتنسيق المشترك مع عددمن المنظمات والمراكز والجامعات العربية والإقليمية والدولية وبلورة وتنفيذ برامج بحثية مشتركة معها. كما عملت الهيئة في إطار تحسين وتطوير بنائها المؤسسي والتنظيمي على استكمال حصر أصولها وتقييمها وإغلاق حساباتها حتى عام 2002م ومتابعة استكمال البنى الأساسية في الهيئة وفروعها ومراكزها من خلال العديد من المشاريع ومن اهمها استكمال بناء الوحدات في ذمار وسردود وتطوير شبكة المعلومات الالكترونية الداخلية الخاصة بالهيئة.وقد انعكس تحسين وتطوير البناء المؤسسي السابق ذكره على أداء العاملين في الهيئة في تطوير وإنتاج تقنيات زراعية مطورة أطلقت الهيئة منها (16) صنفاً جديداً من القمح ذات الانتاجية العالية والمناسبة للظروف المناخية لعدد من مناطق زراعة القمح، وإطلاق أصناف محسنةمن محاصيل القطن، الذرة الرفيعة والذرة الشامية والدخن والشعير والبقوليات، وترافق هذا مع إطلاق حزم من تقنيات طرق وأساليب إنتاج الاصناف المطلقة وعدد من المحاصيل الأخرى، بالإضافة الى إطلاق تقنيات لمكافحة الآفات والأمراض للأصناف الجديدة وأخرى لمكافحة حشرة النمل الأبيض ومكافحة أمراض الخضار والفاكهة الفطرية، بالإضافة الى تقديم الهيئة لعدد من تقنيات مكافحة الحشائش في ظروف الزراعة المروية والمقاومة المتكاملة للحشائش. كما تم إطلاق 6 أنصاف من البصل ومن أهمها صنف بافطيم الذي حازت الهيئة على بحث استنباطه المرتبة الثانية لجائزة المنظمة العربية للتنمية الزراعية من بين 100 بحث من 13 دولة عربية. هذا بالإضافة الى إطلاق اصناف جديدة من المانجو من بينها ثلاثة أصناف ذات جودة عالية.وفي مجال الدراسات والمسوح انجزت الهيئة العديد منها في مجال الموارد الأرضية، ووضعت عددا من الخرائط الوطنية الخاصة بعدد من الجوانب المتصلة بتخطيط واستخدام الموارد الطبيعية ومن أهمها الخارطة الوطنية لتدهور الأراضي وخارطة النظم المزرعية وغيرها من الخرائط التي تم اعدادها بصور من الاقمار الصناعية .وضمن برنامج بحوث القات انجزت عدداً من المسوحات الريفية في عدد من المحافظات لمعرفة ممارسات المزارعين في زراعة القات وأثره على الغطاء النباتي والتركيب المحصولي وبدائل استخدام المبيدات وتحليل الأثر المتبقي للمبيدات واستهلاك القات للمياه. وفي نفس إطار البرامج التخصصية تم إنجاز دراسة لتوصيف النظم الانتاجية للبن والعوامل المؤثرة على محصول البن وأولوياتها كما تم توصيف جميع التنوعات الوراثية للأصناف والطرق الخاصة بالبن وزراعة 31 نوعاً وراثياً منها، وقد نفذ برنامج البن عددا من الدراسات حول طرق مكافحة خارز البن ودراسات لتحديد المستوى الغذائي لأشجار البن من العناصر الكبرى ودراسات لتقدير الانتاجية الفعلية وتكاليف الانتاج لأصناف البن. وعلى مستوى برنامج بحوث النخيل والتي شملت مناطق زراعته أنجز حصر وتصنيف النخيل وتحديد العوامل المؤثرة على انتاجيته، كما نفذ البرنامج دراسة لمكافحة حشرة ساق النخيل بالمصائد الضوئية وأخرى حول معدل التسميد الكيماوي لأشجار النخيل، وأجريت هذه الدراسات وغيرها لحل المشكلات الفنية للنخيل بغرض زيادة انتاجه وتحسين ادارته على أساس اشراك المزارعين بتطوعهم في تنفيذ هذه الانشطة. كما انجزت في اطار البرنامج البحثية التخصصية والمنفذة على عدد من المحاصيل بشكل منفصل ومنها البن والقات بالإضافة الى النخيل والمسكيت وعدد من الانشطة البحثية، وقد بينت نتائج برنامج بحوث المسكيت امكانية التحكم بادارة النبات عن طريق اتباع طرق تربية مناسبة من حيث عدد السيقان للحصول على اخشاب جيدة وتخفيف كثافته للاستفادة من المساحات البينية وبينت النتائج إمكانية استخدام قرون النبات في عمل خلائط منتجات علفية ستختم علائق مركزة عالية البروتين وإمكانية إدخال بعض أجزاء قرون النبات في منتجات غذائية للإنسان.وقد ترتب على عملية مسح مختلف البيئات اليمنية، حصر وتوصيف الانواع النباتية وإعداد قائمة بأكثر من 3000 نبات تم حصرها - لا يوجد بعضها سوى في اليمن- وتسجيل الكثير منها لدى الجهات الدولية المعنية بالمصادر الوراثية النباتية، كما تم جمع وحفظ 500 نوع من النباتات المحلية التي تتعرض أصولها الوراثية للانقراض وزراعتها في المدخرات الوراثية التي تم إنشائها في بعض محطات البحوث الزراعية ، وجمع وتوصيف وحفظ وتوثيق 600 عينة من البذور المحلية لعدد من المحاصيل الحقلية والخضار والاعلاف والإعداد لزراعة 380 عينة في المزارع التجريبية التابعة للمحطات البحثية بهدف تجديدها .واشتمل نشاط الهيئة البحثي على تطوير عدد من المعدات والآلات الزراعية وانتاجها محلياً بعد اختبارها حقلياً وإدخال التعديلات بعد كل اختبار ، ومن هذه المعدات آلة للدراس وآلة غربلة وآلة جني ثمار المانجو وآلة لعصر الزيوت وفاقسات لبيض التفريخ بأحجام مختلفة ، ونفذت هذه الانشطة في إطار البرنامج التعاقدي لتطوير النظم التقليدية للبذور ويتوازى مع هذا البرنامج في إطار الانشطة التعاقدية برنامج صيانة بذور المربى والذي يشترك في تنفيذه المؤسسة العامة لإكثار البذور مع الهيئة العامة للبحوث والارشاد الزراعي ، وقد أنجز هذا البرنامج البحثي إنتاج 3420 كجم من بذور المربى لأصناف عدد من المحاصيل شارك في إنتاجها سبع محطات بحثية ، وقد أظهرت نتائج تنفيذ برنامج البحوث والارشاد التعاقدي في ريمه تفوق الاصناف المحسنة للمحاصيل الحقلية والبستانية ، وجرى إدخال عدد من المحاصيل عالية الانتاج كالزيتون والتفاح وإدخال نظم الري الحديث وحصول نتائج مشجعة لمكافحة الخارز على البن ، ونشر برنامج الايضاحات الحقلية وهو أحد مكونات مشروع تطوير الري الذي تنفذه الهيئة بوادي زبيد العديد من الاصناف المحسنة العالية الانتاجية للمحاصيل السائدة في منطقة التنفيذ وعمل على مكافحة أهم الآفات المسببة للخفض الكبير في إنتاجية محاصيل القطن والسمسم ، كما نفذت الهيئة العديد من المسوحات التشخيصية للمشكلات والاولويات الزراعية والرعوية في محافظة المهرة في إطار برنامج البحوث والارشاد التعاقدي مع مشروع التنمية الريفية في المهرة.وقد نفذت الهيئة من خلال تنفيذ برنامج تطوير معاملات ما بعد الحصاد الهادف الى تحسين جودة المنتجات وتطوير الصادرات ووضع أسس لصناعة زراعية متطورة ، نفذت مسحاً تقييمياً لأوضاع مركز الصادرات وطرق تجهيز الصادرات ، كما تم تقدير الفاقد لعدد من المحاصيل أثناء تخزينها والعوامل المؤثرة على جودة وحيوية بذرة القطن ، كما تضمن البرنامج دراسات على جودة درنات البطاطس للتصنيع وإدخال دقيق درنات البطاطس غير القابل للتسويق في صناعة الخبز وفي مجال استخدام التقانات النووية أنجزت الهيئة بعض الخطوات الخاصة ببحوث هذا البرنامج وتم زراعة البذور المعاملة لعدد من المحاصيل في المزارع التجريبية ومتابعة تلك المعاملات وجمع البيانات الخاصة بخصائص النباتات لمعرفة أثر الجرعات الاشعاعية ، وقد أدخلت معاملات البذور المختارة في برنامج تجارب بحثية بهدف تقييم الاجيال الناتجة للوصول الى الطفرات النباتية المحسنة .كما أنجز في مجال بحوث الري التسميدي ( الرسمدة) تنفيذ عدد من الانشطة لتحديد أفضل المعاملات السمادية ، وتم تركيب شبكة ري تسميد في محطة بحوث الكود لدراسة وتحديد الاحتياجات السمادية من النيتروجين لمحصول الباباي في نفس الفترة حددت المتقننات المائية لمحصول البطاطس تحت نظام الري التسميدي التنقيط وتم تدريب العديد من كوادر البحوث الزراعية فنياً على تقانات الري التسميدي .وفي مجال أنشطة نشر المعلومات والنتائج العلمية الخاصة بالتقنيات والمخرجات البحثية فهناك مطبوعات دورية كالمجلة اليمنية للبحوث والدراسات الزراعية ونشرة البحوث والارشاد الزراعي ، كما أصدرت الهيئة مطبوعات فنية تسمى بـ ( الأدلة الزراعية) التي تناولت موضوعات تخصصية محددة ، وقد اشتملت قائمة توزيع مطبوعات الهيئة جهات ومنظمات عربية ودولية عديدة يبلغ عددها أكثر من 520 جهة داخل البلاد وخارجها .وحرصت الهيئة على أن يكون لها موقعاً إلكترونياً في الشبكة الدولية للمعلومات ( الانترنت) ويعتبر الموقع الذي جرى استحداثه واطلاقه في الشبكة بمثابة صحيفة إلكترونية تعمل الهيئة على تطويرها وتحديثها بشكل دوري .ونظمت الهيئة عدداً من المعارض الزراعية ( أجريش) في مقرها الكائن بذمار بهدف خلق قناة مناسبة للتفاعل وتبادل الافكار والخبرات بين مختلف الاطر المعنية بالتنمية الزراعية وشارك في هذه المعارض قائمة من مكاتب الزراعة والري وعدد آخر من الجهات ، وتسعى الهيئة الى جعل الاحتفال السنوي بيوم البحوث الزراعية احتفالاً نوعياً وتظاهرة زراعية حكومية وشعبية متميزة وتقليداً يتم تطويره والارتقاء به على مسار اتجاه بلادنا نحو عصر العلم والمعرفة .كما تسهم الهيئة في التعليم والتدريب الزراعي من خلال مركزها الوطني للتدريب حيث بلغ متوسط عدد الدورات التدريبية التي نفذها المركز نحو ثلاثين دورة وحلقة عمل وبمتوسط 700-1000 مشارك سنوياً ، وفي نفس الوقت تكلف الهيئة بعض كوادرها للمشاركة في برامج التعليم الزراعي الاكاديمي في عدد من كليات الزراعة التابعة للجامعات اليمنية .
|
دراسات
دور البحوث الزراعية في التنمية
أخبار متعلقة