أحمد علي عوض يتمثل الإبداع في براعة المبدعين على تصوير الواقع وإعادة تنظيم الأفكار المتجمعة حول موضوع معين أو مواضيع عدة وربطها بنقطة تحول حياة المبدع وفق رؤى تتسم بالشمولية والعمق ذات الصلة الوطيدة بالكثير من الحقائق الرئيسة المتعلقة بالدوافع الموجهة للمبدع ومسيرته الذاتية في كافة حقول العلم والأدب والفن كافة وكذلك السياسة حيث أثبتت بعض الدراسات المهتمة بظاهرة العبقرية المبكرة والمتأخرة على السواء فضلاً عن اهتماماتها بالنتائج السيكولوجية أن حركة التطور النفسي والنمو العقلي للمبدع ومساندة من تجارب متخصصة قد أسهم كثيراً في تقديم إنجازات تبين حجم القدرات الإبداعية من خلال معايير تم وضعها من قبل الباحثين والعلماء كشفت لهم هويات وإنتماءات العمل الإبداعي وقياساته، مما جعلهم يتمكنون من معرفة ضرورة القدرات الشخصية الهائلة التي تتطلبها الأعمال الإبداعية وأنها لا تكون عادةً متوافرة أو محتملة أو ممكنة الوجود لدى الآخرين كما أنها تحقق عوائد قيمة ومفيدة لصاحبها ولمجتمعه.ويندرج تحت هذا التصور والمفهوم العلمي قضية النظريات بمختلف اتجاهاتها الفكرية والعلمية التي تمكنت في أوقات قصيرة من تفسير الجوانب الغامضة والمبهمة التي تدرس سلوك المبدعين وسبل ازدهار العملية الإبداعية لديهم، مما يؤكد تميز خصائص وصفات المبدعين والعباقرة -دوناً عن بقية العاديين- والموصوفة بالفاعلية والإيجابية في التغلب على جميع المصاعب والتحديات وتجاوزها بسعرات حرارية عالية مما يؤهلهمأ على الاستمرار في العمل والنشاط بمثابرة وجدية مقرونة بحب الاتقان، اضافة إلى ميولهم المتزايد إلى الصحة النفسية والاتزان وتوثيق عرى الصداقة بجميع المخلوقات والمحافظة عليها على عكس ما يتصف به الغالبية العظمى من البشر.وأكثر ما يميزهم عن غيرهم التدريبات الذهنية على التفكير في مشكلاتهم اليومية بطرق جديدة ومستحدثة الأساليب المثيرة وتأصيل قاعدة البحث الخلاق عن بدائل سليمة وجذرية للخروج من أزمات الأمراض النفسية بمهارات متقنة تضيف مفهوماً آخر عن أهمية التفكير الإبداعي الداعم بقوة لوجهات النظر الصائبة التي يتبناها المبدع في ربط جزء كبير من الإصرار على المواصلة من دون أن تخالطه الانفعالات المزاجية المتقلبة أو ارتكاب أساليب تعامل خاطئة في حق نفسه والآخرين.لذا نجد أن ما يصيب المبدعين والعباقرة من اضطرابات نفسية وعصبية أسوة بغيرهم من البشر لا ترتق إلى المستوى الذي ينتج عن الاصابات التي يتعرض لها غير المبدعين بفعل مؤثرات خارجية وداخلية كإشارة إلى التناقضات التقليدية للأمراض نفسياً كانت أو عضوياً التي تعوق إنطلاقة الإنسان بنسب متفاوتة قد تعطل جزئياً منتجات عقل المبدع بينما في المقابل قد تلغي كلياً دوره لدى الإنسان العادي، وذلك لأن أنماط الاضطراب النفسي والعقلي قد تختلف باختلاف طبيعة التخصص الإبداعي وغير الإبداعي واستناداً إلى البحوث التي أجريت على فئات تخصصية متباينة ومتكافئة من حيث الشهرة والأهمية الإبداعية التي وصفت أعمالهم لتنعقد بها المقارنات بين جميع المتعرضين للأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب والمخاوف المرضية، فقد أثبتت التجارب أن نسب الإصابة بالأمراض سالفة الذكر تتباين من فئة لأخرى لكنها تتميز لدى المبدعين في غالبية حالاتها بفترات وجيزة وقصيرة لا تزيد عن أسبوعين.وهنا يبرز دور المجتمع المدني الجوهري في توليد عامل الإحباط لدى المبدعين وغيرهم في كثير من الأحيان كمؤشر خطير على تناقض الصحة النفسية وتاكل بنيان التكامل النفسي المترتب عنه شيوع بعض الأمراض النفسية والصحية المانعة لحصول تكامل العلاج بينما يجدها المبدع دافعاً قوياً من الدوافع التي تمنحهم الرغبة والسعي نحو الاستقرار النفسي والعقلي والعاطفي بدرجات عالية تؤدي إلى الإقلال من آثار وطأته على حياته .
المبدعون الشباب أكثر صحة واتزاناً
أخبار متعلقة