عارضها الجعفريون والسنيون والإخوان المسلمون
المنامة / متابعات:أثار وكيل وزارة الشؤون الاسلامية البحرينية فريد يعقوب المفتاح غضب الاسلاميين باصداره امس السبت فتوى بجواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، لا سيما تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.وقال المفتاح بانه "لا مانع ان يهنئ المسلم غير المسلم بهذه المناسبات، مشافهة أو بالبطاقات التي لا تشتمل شعاراً أو عبارات دينية تتنافى وتتعارض مع مبادئ الإسلام ولا مانع أيضاً من قبول الهدايا منهم، ومكافأتهم عليها" ، موضحا ً " أن النبي صلى الله عليه قبل هدايا من غير المسلمين، مثل المقوقس عظيم " القبط بمصر وغيره، شرط ألا تكون هذه الهدايا مما يحرم على المسلم كالخمر ولحم الخنزير وغيرهم " واكد المفتي على أنه " لا بأس من تهنئة النصارى وغيرهم بأعيادهم لمن كان بينه وبينهم صلة قرابة أو مصاهرة أو جوار أو زمالة، أو غير ذلك من العلاقات الاجتماعية، التي تقتضي حسن الصلة، ولطف المعاشرة التي يقرها الشرع الحنيف والعرف السليم". أما ما يتعلق بالأعياد الوطنية والاجتماعية، مثل العيد (أو اليوم الوطني) ويوم الاستقلال أو الوحدة أو الطفولة والأمومة وغيرها، فقد ذكر المفتاح بانه " ليس هناك أي حرج على المسلم أن يهنئ بها، بل يشارك فيها، باعتباره مواطناً أو مقيماً في هذه المجتمعات التي تحتفل بمثل هذه المناسبات بشرط تجنب المحرمات التي تقع في تلك المناسبات".مشيرا ً الى أنه " يقول بجواز ذلك باعتبار أن الدين الإسلامي هو دين المعاملة والمحبة وكما جاء في الأثر(إنما الدين معاملة)، وبناء أيضا على أن الأصل في الأشياء الإباحة كما نص الفقهاء رحمهم الله".وقال المفتاح انه "في مثل هذه الأيام من كل عام وحينما تقترب أعياد الميلاد وخاصة تلك المتعلقة برأس السنة الميلادية، ويوم مولد المسيح عيسى عليه السلام يتساءل كثير من الناس ويدور نقاش في بعض المنتديات والمجالس عن مشروعية تهنئة النصارى وغير المسلمين عموماً بأعيادهم، فكان لزاما تبيان الرؤية الإسلامية لهذه المسألة حتى يتضح الحكم الشرعي الصحيح ويزول أو يتقلص الخلاف"واضاف:" كان المسلمون ومازالوا يتميزون بين الأمم الأخرى بسماحة دينهم ويسر أحكام شريعتهم، وأنهم أصحاب حضارة سامية منفتحة على العالم تواكب متغيرات العصر، وتراعي ضرورات الحياة المستجدة، ومعطيات الواقع المعاصر، كما أن المسلمين يضمنون الرحمة والمحبة والسلام والأمن والاطمئنان والأمان لكل إنسان مسالم مصداقاً لقوله تعالى:"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ولقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة".وأضاف انه " لذا علينا وعلى المسلمين ممن هم مؤهلون لتولي منصب الفتوى والاجتهاد والتوجيه والإرشاد أن يراعوا هذه المقاصد والغايات العليا لشريعتنا الغراء فيما يصدر عنهم من فتاوى وآراء وأحكام اجتهادية مبنية على أدلة وحجج ظنية من أن دعوة الإسلام، هي دعوة عالمية جاءت لتبني حضارة إنسانية ليست خاصة بقوم معينين أو بقطر محدد، في غير عنف ولا تشدد ولا تعصب ولا تزمت ولا كراهية التي قد يؤصل لها بعض المسلمين - هداهم الله تعالى - ربما عن حسن نية أو غير قصد، عندما يسارعون بإطلاق عبارات وألفاظ التحريم على كل ما هو جديد، وما قد يجر ذلك من اتهام المسلمين عموماً بأنهم انعزاليون، بل إرهابيون متطرفون لا يملكون روح التسامح، ويفتقرون إلى أدوات حسن التعامل مع غيرهم، في قضايا ومسائل لا تحتاج إلى كل هذا التصلب والتشدد، وبخاصة إذا كان في الأمر سعة والمسألة فيها أكثر من مذهب، ومبنية على أدلة ظنية الدلالة، أي أنها تحتمل أكثر من رأي كما في قضية تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، مع عدم وجود نص شرعي صريح صحيح يمنع من ذلك، لذلك لا بأس في تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، لمن كان بينه وبينهم صلة قرابة أو جوار أو زمالة، أو غير ذلك من العلاقات الاجتماعية، التي تقتضي حسن الصلة، ولطف المعاشرة التي يقرها الشرع الحنيف والعرف السليم".وقد أثارت هذه الفتوى ردود فعل قوية من قبل عدد من المنظمات والتيارات الاسلامية الشيعية والسنية بمن فيهم الإخوان المسلمون الذين يحرصون على وصف أنفسهم بالوسطية والإعتدال ، حيث حرص الإخوانيون على ألأ ّ يغردوا خارج سرب التيار الإسلامي الذي هاجم الفتوى وطالب بإلغائها .