في استطلاع ميداني حول الوضع السكاني في محافظة حجة وأبرز التحديات التي يواجهها السكان
حجة استطلاع / أمين إبراهيم :تعتبر محافظة حجة من المحافظات الكبيرة ، وتمتد مساحتها ما بين شواطئ البحر الأحمر غرباً إلى أعالي جبال الأشمور ووشحه شرقاً ، مكونة تبايناً واضحاً في التضاريس والمناخات ما بين مناطق وسلاسل جبلية ذات ارتفاعات شاهقة ، ومناطق تهامية وأخرى بحرية، مما أذى ذلك إلى ظهور بعض التباينات في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصحية للسكان ما بين منطقة وأخرى كما تتميز المحافظة بكثافة سكانية عالية حيث يبلغ عدد سكانها حوالي (1.481.000) نسمة موزعين على(31) مديرية ، وطبقاً لنتائج التعداد السكاني الأخير 2004م فإن هذه المحافظة تحتل المرتبة الخامسة بين محافظات الجمهورية اليمنية من حيث عدد السكان وارتفاع معدلات الخصوبة فيها ، الأمر الذي نتج عنه ظهور عدد من الإشكاليات والتحديات السكانية التي أصبحت تعاني منها هذه المحافظة كغيرها من محافظات الجمهورية كنتاج طبيعي للتزايد السكاني السريع الذي تشهده بلادنا .معلومات أكثر حول أهم القضايا والإشكاليات والتحديات السكانية التي تواجهها محافظة حجة وما تشهده المحافظة من عمل دؤوب وحركة مستمرة ونشاط كبير لمواجهة ذلك، يمكننا التعرف عليها من خلال نتائج الاستطلاع الميداني التالي فإلى التفاصيل:بداية ً تحدث إلينا الأخ الدكتور/ عبد الكريم أحمد نصار ـ مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة حجة منسق لجنة تنسيق الأنشطة السكانية بالمحافظة قائلاً: إن محافظة حجة كغيرها من محافظات الجمهورية تعاني من عدد من المشكلات والقضايا السكانية والتي تتمثل أساساً في ارتفاع معدلات الخصوبة بالرغم من أن هذه المحافظة تعتبر من المحافظات النموذجية التي تتوفر فيها وسائل تنظيم الأسرة خاصة في الفترة الأخيرة، حيث يتم توزيعها على الجهود المستهدفة مجاناً من خلال المراكز والوحدات الصحية المنتشرة بمختلف مديريات المحافظة ومن خلال المستشفيات أيضاً ،وذلك بناء على قرار وتوجيهات وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بمعالي الدكتور / عبد الكريم يحيى راصع وزير الصحة والسكان نائب رئيس المجلس الوطني للسكان، بتوزيع هذه الوسائل مجاناً.وأضاف قائلاً: إنه وبالإضافة إلى تلك الإشكالية، لا تزال هذه المحافظة تعاني من وجود بعض الإشكاليات الأخرى المتعلقة بشكل مباشر وغير مباشر بالبيئة، حيث ما زالت توجد هناك بعض الأمراض المتوطنة التي ما يزال يعاني منها المواطن مثل الملاريا والبلهارسيا والتيفوئيد ( في بعض المناطق ) ، وأمراض سوء التغذية وخصوصاً في المناطق التهامية، بالإضافة إلى،أمراض المنقولة جنسياً بما فيها الإيدز ، إلى جانب ارتفاع معدلات وفيات الأمهات بسبب مضاعفات الحمل والولادة، وارتفاع وفيات الأطفال الرضع والأطفال ما دون سن الخامسة من العمر، والأمية خاصةً لدى الإناث، والزواج المبكر.وقال أنه و نتيجة للتوجه العام للدولة واهتمام القيادة السياسية بدعم وتعزيز اللامركزية المالية والإدارية وإشراك وتفعيل المجالس المحلية لتقوم بدورها وواجبها الوطني في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فقد استطاعت محافظة حجة ـ بتعاون وتضافر كل الجهود والقيادات فيهاـ مواجهة كل تلك الإشكاليات الآنفة الذكر والتعامل معها بمسؤولية وجدية كبيرة من خلال العمل على إيجاد المعالجات والحلول الملائمة لها والتخفيف والحد من تطورها وتفاقمها على أقل تقدير فخلال الفترة الماضية، أصبحت الخدمات الصحية متوفرة في معظم مناطق المحافظة، وأصبح لدينا الآن أكثر من(220) مرفقاً صحياً ما بين وحدات صحية ومراكز صحية ومستشفى، يديرها ويعمل فيها ما يقرب من 1525 موظفاً ما بين أطباء وإداريين وفنيين وممرضين وممرضات وقابلات ومرشدات صحيات كما يوجد لدينا أيضاً المعهد الصحي الذي أسس عام 1990م وهو الآن يقوم بتدريب وتأهيل وتخريج الكثير من الكوادر المحلية والتي يتم الاستفادة منها وتوزيعها على المرافق الصحية المنتشرة بمختلق مناطق ومديريات المحافظة للقيام بدورها المنوط بها في مجال تقديم الرعاية والخدمات الصحية إلى جانب تقديم المشورة والتوعية بالقضايا الصحية والسكانية المختلفة ، كما أود أن أشير هنا إلى أمر هام وهو الوعي الصحي والسكاني الذي بدأت دائرته تتسع وتتزايد شيئاً فشيئاً ما بين فترة وأخرى في صفوف المواطنين بمحافظة حجة، حيث أصبح المواطن الآن يتجه بنفسه للبحث عن الخدمة الصحية وأماكن تقديمها بعد ما كنا نحن في السابق ننزل الميدان ونبحث عن المواطن لنقدم له الخدمة الصحية .ويقول أيضاً: حقيقةً إن كل تلك التطورات التي حدثت والإنجازات التي تحققت في المحافظة خلال السنوات الماضية في مجال العمل الصحي والسكاني والتوعوي كان لها الأثر الكبير والواضح في انخفاض وتحسن المؤشرات والأوضاع الصحية والسكانية ، حيث انخفضت معدلات الوفيات بين النساء الحوامل نتيجة لانتشار وتوفر خدمات الصحة الانجابية في رقعة واسعة من المحافظة ، كما انخفضت أيضاً معدلات الوفيات بين الأطفال الرضع والأطفال ما دون سن الخامسة من العمر نتيجة لتوسع برامج وحملات التحصين ووصوله إلى الفئات المستهدفة الموجودة في المناطق البعيدة" خارج الجدران " ونتيجة لتنامي الوعي العام لدى الجمهور والمجتمع في محافظة حجة بأهمية وفوائد الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة على صحة الأم والطفل وعلى الأسرة والمجتمع والدولة بشكل عام.[c1]التشتت السكاني أبرز المشكلات السكانية في حجة[/c] من ناحيته ، يرى الأخ / ناجي علي الخزاعي ـ مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بحجة أنِِِ المشكلة السكانية في محافظة حجة تتمثل في التشتت السكاني والتباعد الحاصل بين التجمعات السكانية الأمر الذي يشكل صعوبة كبيرة جداً في عدم استطاعة الدولة الوفاء بالتزاماتها تجاه توفير وإيصال كل الخدمات الأساسية والضرورية التعليمية منها والصحية والمياه والصرف الصحي والكهرباء والطرقات وغيرها إلى تلك التجمعات المتواجدة على قمم الجبال العالية والتلال المرتفعة، حيث يتطلب ذلك الكثير من الوسائل والأدوات اللازمة والتكاليف الباهظة إضافة إلى الوقت والجهد .ويضيف قائلاً:إن تلك المشكلة ـ باعتقادي ـ قد أثرت بشكل واضح و كبير في ضعف البنية التحتية لهذه المحافظة التاريخية.[c1]الضغط السكاني وأثره على الخدمات المتاحة[/c]في حين يرى الأخ / نجيب علي الوتاري ـ سكرتير لجنة تنسيق الأنشطة السكانية بحجة أن معظم مناطق حجة تعاني من ندرة المياه والاستنزاف الكبير لمخزون المياه الجوفية السطحية والذي يذهب معظمه في زراعة القات الذي يأخذ النصيب الأكبر من الأراضي الزراعية بالمحافظة، كما تواجه هذه المحافظة أيضاً إشكالية أخرى لها أهميتها وتأثيرها على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالمحافظة والمتمثلة في عودة عدد كبير من المغتربين اليمنيين إلى أرض الوطن إبان حرب الخليج الثانية ، وقد احتضنت هذه المحافظة عدداً كبيراً منهم باعتبارها من المناطق الحدودية، مما شكلت هذه العودة المفاجئة للمغتربين ضغطاً كبيراً على الخدمات المتاحة والمتواضعة لهذه المحافظة ، كما نتج عنها ظهور بعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والصحية .[c1]زيادة حجم الأنشطة والبرامج التوعوية [/c]أما الأخ/ أحمد أحمد حسن الحقاري مدير إدارة الإعلام والتثقيف الصحي والسكاني بمكتب الصحة العامة والسكان بحجة ، فيشير إلى أن النمو السكاني المتسارع وارتفاع معدلات خصوبة المرأة وتدني مستويات التعليم وخاصة في صفوف الإناث تشكل أبرز الإشكاليات السكانية والتحديات التي تواجهها محافظة حجة، والتي يجب التركيز عليها خلال المرحلة المقبلة وذلك من خلال زيادة حجم الأنشطة والبرامج والحملات التوعوية النوعية بتلك القضايا السكانية الهامة وتعميمها على كافة المناطق والقرى والمديريات بالمحافظة .[c1]خلاصة ما توصلنا إليه[/c]من خلال ما تم طرحه والإشارة إليه من قبل الإخوة المعنيين والمختصين بمحافظة حجة يتضح أهمية الدور الكبير والفاعل الذي يلعبه جانب الإعلام والتثقيف والتوعية بقضايا السكان المختلفة في حل ومعالجة أغلب الإشكاليات والقضايا والتحديات السكانية ليس في محافظة حجة فحسب بل في جميع محافظات الجمهورية ، كما يتضح أهمية تفعيل دور لجنة تنسيق الأنشطة السكانية في محافظة حجة واللجان المماثلة في المحافظات الأخرى لتقوم بدورها في عملية تكثيف وتنسيق الجهود الرامية إلى نشر وتعزيز وتوسيع الوعي بقضايا السكان المختلفة ، وتحقيق نتائج كبيرة وايجابية في هذا المجال الحيوي وصولاً إلى تنفيذ وتحقيق أهداف السياسة الوطنية للسكان .