مقتل العشرات في معارك بوسط الصومال
على متن السفينة ان.ار.بي. كورتي-ريال/مقديشو/14 أكتوبر/رويترز: ذكر مسئولون في حلف شمال الأطلسي يوم أمس السبت أن قراصنة صوماليين أفرجوا عن زورق سحب نيجيري بعد أن احتجزوه وأفراد طاقمه رهائن عشرة أشهر.وأشارت اللفتنانت كارولين جيسين من حلف الأطلسي أن قوات الحلف التي تحرس خليج عدن تلقت نبأ الإفراج عن الزورق ام في يينيجوا أوشين وأفراد طاقمه العشرة مساء الجمعة قبالة بلدة كالولا الساحلية بشمال شرق الصومال.وتفيد جماعات مراقبة أن البحارة النيجيريين احتجزوا لفترة أطول من أي أفراد أطقم آخرين احتجزهم القراصنة الصوماليون منذ أن بدأت موجة خطف السفن في منطقة القرن الإفريقي، ولم يعرف على الفور أن كانت فدية قد دفعت.واختطف زورق الإطفاء والسحب في الرابع من أغسطس العام الماضي أثناء عودته إلى نيحيريا قادما من سنغافورة حيث جرى إصلاحه.وأعلنت جيسين في تليفون يتصل بالأقمار الصناعية أن جنودا من مشاة البحرية من السفينة الحربية الهولندية دي تسيفين بروفنسيان صعدوا على متن الزورق النيجيري قبل فجر السبت.وقالت أن شخصا واحدا كان في حاجة لرعاية طبية ونقل إلى السفينة الهولندية لتلقي العلاج. على صعيد أخر ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات التي تشهدها منذ صباح الجمعة بلدة وابحو وسط الصومال بين فصائل متشددة مسلحة إلى 60 قتيلا على الأقل، في حين بلغ عدد النازحين هربا من القتال الدائر في العاصمة مقديشو نحو 96 ألف شخص خلال الشهر الأخير وحده.وقد اندلعت الاشتباكات في الساعات الأولى من صباح الجمعة بين الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين من جهة، وبين جماعة أهل السنة والجماعة الموالية للحكومة الانتقالية من جهة أخرى، وفق ما أفاد به مراسل الجزيرة نت عبد الرحمن سهل.ووفقا للمصدر نفسه فإن الاشتباكات وقعت بعدما شن الحزب الإسلامي وحركة الشباب هجوما صباح الجمعة على بلدة وابحو وسيطرا عليها.ونقل عن الأمين العام للحزب الإسلامي عبد الله خطاط تأكيده سقوط عشرات القتلى من الجانبين، مؤكدا أيضا استيلاء مقاتليه على أربع عربات عسكرية.ولم يتسن الاتصال بالمسئولين في جماعة أهل السنة للاطلاع منهم على حقيقة ما يجري في وابحو، ويتواجد ما يتراوح بين 500 و600 مقاتل من جماعة أهل السنة كانوا يتواجدون حتى الخميس في البلدة.ومن جهة أخرى قتل نحو 83 شخصا وأصيب 75 آخرون بجراح في معارك بين مسلحي الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين والقوات الإثيوبية في إقليم أوغادين غرب الصومال ، وذكرعبد القادر حسن هيرموجي نائب رئيس الجبهة قوله إن قواتها شنت «هجمات مخططة» خلال الأسبوعين الماضيين على مواقع عسكرية تتمركز فيها القوات الإثيوبية، واستولت على بلدة ددن بمحافظة بابلي غرب الإقليم، وأضاف أن قوات الجبهة قتلت أربعين من عناصر ما سماها «قوات الاحتلال الإثيوبي» ودمرت عربات عسكرية تابعة لها، مشيرا إلى أن قواته هاجمت أيضا موقعين آخرين في منطقة جارتو وسط الإقليم وقتلت 39 من القوات الإثيوبية.واعترف هيرموجي بمقتل خمسة من قوات الجبهة وجرح آخرين امتنع عن ذكر عددهم، مشيرا إلى أن القيادات العسكرية للجبهة تخطط لخوض معارك مباشرة مع القوات الإثيوبية في أوغادين.على الصعيد الإنساني قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو 96 ألف شخص اضطروا للنزوح من مقديشو منذ بداية مايو الماضي، مضيفة أن هذا العدد ينضاف إلى أكثر من مليون نازح بسبب الصراع الدائر في الصومال منذ سنتين ونصف.وأشارت المفوضية إلى أن نحو 35 ألفا من هؤلاء النازحين في الشهر الماضي ما يزالون في مناطق متفرقة بمقديشو لأنهم لم يستطيعوا الهرب منها لحد الآن، وأضافت أن نحو 26 ألفا آخرين يقيمون في مخيمات مؤقتة بضواحي العاصمة، وأن نحو ثلاثة آلاف آخرين أكدوا أنهم سيقطعون الحدود باتجاه دول مجاورة كاليمن وكينيا وإثيوبيا.وبدورها قالت منظمات إغاثة إن الصومال يشهد إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وإحدى أكثرها تهميشا، مؤكدة أن نحو ثلاثة ملايين صومالي يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة.وكان مسئولون أمميون قالوا في وقت سابق إن اللاجئين الصوماليين الفارين من القتال الدائر في بلدهم يتدفقون بالآلاف إلى كينيا المجاورة. وأكدت رئيسة مكتب المفوضية الأممية في داداب بشمال كينيا آن كامبيل أن المفوضية تستقبل في المتوسط سبعة آلاف لاجئ صومالي في الشهر منذ يناير/كانون الثاني الماضي.وتتوقع منظمات إغاثة أن يستمر عدد اللاجئين في التزايد، وأعلنت أنها تسعى للحصول على مساحة إضافية من الحكومة الكينية لتوسيع هذه المخيمات.ومن جهته حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الإمدادات الموجهة إلى مخيمات داداب يمكن أن تتقلص في وقت قريب.وتفيد بعض الإحصاءات أن الحرب في الصومال أودت بحياة نحو 80 ألف شخص في العامين الأخيرين وحدهما، في حين نزح نحو مليون شخص داخل البلاد هربا من الظروف الأمنية غير المستقرة خصوصا في العاصمة مقديشو.