شوقي العباسيتحسين الصحة العامة والصحو الإنجابية من خلال رفع الوعي وتغير المواقف للوصول إلى سلوك صحي وإنجابي وضرورة الاستفادة من خدمات الصحة العامة وبالذات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وانعكاساتها الإيجابية على مستوى الأسرة والمجتمع ضرورة مهمة لمعالجة الكثير من المشكلات الصحية والاجتماعية والتنموية والبيئية بالإضافة إلى ما يمثله النمو السكاني والخصوبة العالية من زيادة الفقر وتدني مستوى المعيشة بين السكان الذين وصل عددهم 19.7 مليون نسمة بحسب التعداد العام للسكان للعام 2004 م وبمعدل نمو يصل إلى 3.02% ومعدل خصوبة كلية 6.2 طفل لكل امرأة بحسب مسح صحة الأسرة عام 2003م ،ومن خلال المؤشرات السابقة يتضح لنا أن السلوك الإنجابي للنساء اليمنيات عموماً يتسم بدرجة عالية من المخاطر حيث أن 37 % تقريباً من المواليد يولدون بتباعد أقل من سنتين بين كل مولود وآخر وأن 18 % من إجمالي المواليد يولدون في سن مبكر بالنسبة للأم التي يكون عمرها أقل من 20سنة بالإضافة إلى أن هناك 65 % من إجمالي النساء الحوامل لا يحصلن على الرعاية ونسبة الاستخدام لوسائل تنظيم الأسرة بين النساء المتزوجات ما تزال متدنية حيث بلغت 23.1% فقط وتنخفض هذه النسبة إلى 13.4 % فيما يتعلق باستخدام الوسائل الحديثة، كما أن البيانات المتوفرة تشر إلى أن وفيات الأمهات والأطفال تصل إلى 42 % من وفيات النساء في سن الإنجاب ووفيات الأطفال من 5سنوات والرضع دو السنة تبلغ 99.8،74.8 حالة وفاة سنوياً لكل ألف مولود حي بحسب نتائج المسح اليمني لصحة الأسرة والطفل 2003م، مع وجود فوارق بين الحضر والريف وبين كل محافظة وأخرى بالإضافة إلى القضايا الأخرى التي تواجه الصحة الإنجابية في بلادنا مثل الممارسات والعادات الضارة مثل ختان الإناث الأمراض المنقولة جنسياً ومنها الإيدز بالإضافة إلى معدل نقص تغطية الخدمات الصحية للسكان والتي تعد ضئيلة ولا تشمل سوى 50% من إجمالي الخدمات القائمة، أما ما يخص المواقف السلوك تجاه الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وقضايا السكان بين نتائج المسح اليمني الديمغرافي لعام 1997م أن 84 % من النساء المتزوجات حالياً في الأعمار 15 - 49 سنة يعرفن عل الأقل وسيلة واحدة من وسائل تنظيم الأسرة و79 % منهن يعرفن على الأقل وسيلة واحدة من الوسائل الحديث، وتتدنى هذه النسبة فيما يتعلق بمعرفة مصدر الوسيلة إلى 53 % من إجمالي النساء المتزوجات وفيما يخص الموقف والاتجاهات الخاصة بتنظيم الأسرة تبين من خلال المسح أن ثلثي المستجوبين يعفون عن تنظيم الأسرة لأسباب صحية ودينية وأن 19 % من إجمالي النساء في سن الإنجاب يعتقدن في تنظيم الأسرة محرَّم وأن 13 % منهن صرحن بعدم رضا أزواجهن عن ذلك ومن هنا يتضح ضعف القناعات والاتجاهات تجاه تنظيم الأسرة .ومن هذا المنطلق يمكن للتوعية أن تلعب دوراً أساسياً في نشر المعارف السليمة وتعديل الاتجاهات السليبة وإزالة الغموض ومواجهة الشائعات المتعلقة بتنظيم الأسرة وقضايا السكان والصحة الإنجابية وإيجاد القناعات الكافية لدى الجمهور لممارسة السلوك الإنجابي المرغوب لمواجهة التحديات التي يشكلها النمو السكاني الكبير في بلادنا وآثاره على مختلف جوانب الحياةوفي الأخير فإن إبراز إيجابيات السلوك الإنجابي السليم وضرورة الاستفادة من الخدمات الصحية المتاحة ضرورة يجب أن يعرفها السكان ومدى الانعكاسات السلبية على لأسرة والمجتمع ومعرفة دورهم المطلوب في هذا الجانب من أجل الوصول إلى نتائ ومؤشرات سكانية تتناسب والموارد المتاحة في البلاد.
السكان والصحة الإنجابية المواقف والاتجاهات
أخبار متعلقة