طهران /14 أكتوبر/ رويترز :قال مسئول قضائي يوم أمس إن إيران «لن تتهاون» مع احتجاجات المعارضة التي تعتبر تهديدا للأمن القومي وذلك بعد يوم من تنظيم آلاف الطلبة مظاهرات ضد الحكومة.وكانت مظاهرة حاشدة يوم الاثنين لإحياء ذكرى مقتل ثلاثة طلاب أثناء حكم الشاه قد شهدت أحداث عنف عندما اشتبك طلاب مع قوات الأمن المسلحة بالهراوات والغاز المسيل للدموع في أكبر احتجاجات ضد الحكومة منذ شهور في إيران.ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن المدعي العام غلام حسين محسن اجئي قوله «لن نتهاون بعد ألان مع أي شخص يتصرف على نحو يضر الأمن القومي. سنواجههم بحسم.»وأضاف شهود إن مشاجرات وقعت يوم الثلاثاء بين طلاب مؤيدين لزعيم المعارضة مير حسين موسوي وآخرين مؤيدين للرئيس محمود أحمدي نجاد في جامعات بطهران.وقال موقع (كلمة) على الانترنت وهو موقع موسوي إن انتشار قوات الأمن كان كثيفا حول جامعات طهران. وأضاف أن موسوي تعرض لمضايقات خارج مكتبه يوم الثلاثاء.وذكر الموقع أن موسوي قال لمجموعة تضم 30 شخصا ملثما يرتدون ملابس مدنية «إذا كنتم تريدون ضربي أو تهديدي أو قتلي.. فافعلوا ونفذوا مهمتكم.» وقال الموقع «انصرف الرجال بعد بضع ساعات.»وكانت مظاهرات حاشدة قد خرجت إلى الشوارع عقب فوز أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية في انتخابات تقول المعارضة إنه شابها التزوير.وكانت الاحتجاجات في طهران يوم الثلاثاء أصغر من تلك التي أعقبت الانتخابات لكن الأجواء بدت أكثر توترا إذ ردد المحتجون شعارات ضد المؤسسة الدينية ولم يكتفوا بانتقاد أحمدي نجاد.ويقول محللون إن الطلاب شكلوا جبهة لدعم موسوي.وأضاف محلل طلب عدم ذكر اسمه «إسكات الجامعات سيكون صعبا على المؤسسة. قد يتوقف مصير أحمدي نجاد كثيرا على هؤلاء.»ولعب الطلبة دورا كبيرا في الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي قبل 30 عاما وهم يمثلون قوة كبيرة وراء التحركات السياسية في إيران قبل وبعد الثورة الإسلامية التي اندلعت عام 1979.واتخذت السلطات الإيرانية إجراءات صارمة ضد المظاهرات المناهضة للحكومة واعتقلت كثيرا من الناشطين كما صدرت أحكام مشددة على إصلاحيين بارزين بينها خمسة أحكام بالإعدام لكن ذلك لم ينجح حتى الآن في إبعاد الإيرانيين عن الشوارع أو قمع المعارضة.وأضاف المحلل «يشعرون أن النظام يذلهم. وإذا استمرت السلطات في تجاهل مطالبهم فستستمر الاحتجاجات.»واعتقل العشرات وأصيب كثيرون في اشتباكات بعدة مدن إيرانية يوم الاثنين. ولم يحضر قادة المعارضة المظاهرة.وأضافت وكالة العمال للإنباء نقلا عن مسئول كبير بالشرطة «اعتقل نحو 200 متظاهر في طهران بينهم حوالي 39 امرأة.»وعندما فاز أحمدي نجاد بالانتخابات في يونيو حزيران بفارق كبير عن منافسيه انتقده معارضوه الاصطلاحيون وخرج الآلاف إلى الشوارع في أكبر مظاهرات ضد الحكومة في تاريخ الجمهورية الإسلامية التي تأسست قبل 30 عاما. وتنفي السلطات الإيرانية أي تلاعب في الانتخابات.وقال المدعي العام محسن اجئي إن السلطات لن تسمح باستمرار المظاهرات.وأضاف إن أجهزة المخابرات وقوات الأمن «تلقت أوامر بعدم إتاحة أي فرصة أمام من يخرقون القانون ويتصرفون على نحو يضر بالأمن القومي والنظام العام.»ووجهت قوات الحرس الثوري وميليشيا الباسيج الموالية لها والتي قمعت احتجاجات ما بعد الانتخابات تحذيرا للمعارضة من تنظيم مظاهرات ضد المؤسسة.وفي سبتمبر ونوفمبر اشتبك متظاهرون من المعارضة مع أنصار للحكومة خلال تجمعات حاشدة.
إيران تقول إنها لن تتهاون مع احتجاجات المعارضة
أخبار متعلقة