محققون من الأمم المتحدة في جرائم الحرب يتوجهون إلى الشرق الأوسط
الرئيسان الأمريكي باراك اوباما والفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض
واشنطن/فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/مات سبيتالنيك:ضغط الرئيس الأمريكي باراك اوباما على إسرائيل لتوقف بناء المستوطنات مع سعيه لطمأنة الرئيس الفلسطيني الزائر محمود عباس على مساندة واشنطن لقيام دولة فلسطينية.وعقد اوباما الذي يأمل إحياء مساعي السلام المتعثرة محادثات مع عباس في البيت الأبيض بعد عشرة أيام من استضافته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي مازال في شقاق مع حليف إسرائيل القوي بشأن المستوطنات اليهودية والدولة الفلسطينية. وجاء ذلك بعد أن قوبل أحدث نداء وجهته واشنطن لإيقاف بناء المستوطنات اليهودية بالرفض من جانب إسرائيل، وأوضح اوباما انه سيستمر في الضغط على نتنياهو لفرض تجميد كامل على بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وتأييد هدف إقامة دولة فلسطينية.وذكر اوباما للصحفيين وعباس إلى جانبه «لا يمكن أن نستمر في السير على غير هدى ... يجب أن نعيد هذا الأمر إلى مساره.»وشدد اوباما على أن التزامات إسرائيل بموجب خطة «خارطة الطريق» للسلام في الشرق الأوسط لعام 2003 تتضمن «إيقاف بناء المستوطنات وضمان أن توجد دولة فلسطينية لها مقومات البقاء.»وأفاد انه يجب على الفلسطينيين تحقيق مزيد من التقدم نحو تعزيز قواتهم الأمنية والحد من «التحريض» المعادي لإسرائيل الذي قال انه ينتشر في المدارس والمساجد.ويقوم عباس بأول زيارة له لواشنطن منذ تولي اوباما منصبه في يناير كانون الثاني وكان متوقعا أن يثير قضيته بطلب موقف أمريكي أشد تجاه نتنياهو الذي يرأس حكومة إسرائيلية جديدة تميل إلى اليمين وفي قلبها أحزاب تؤيد المستوطنين.ورفضت حكومة نتنياهو يوم الخميس تأكيد هيلاري كلينتون وزيرة خارجية اوباما يوم الأربعاء على ضرورة أن يفرض نتنياهو تجميدا تاما على بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.وذكرت كلينتون انه يجب إيقاف كل الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك «النمو الطبيعي» للجيوب الاستيطانية القائمة الذي قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي انه سيستمر في السماح به.ورد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف بالتأكيد على نية نتنياهو السماح بمزيد من البناء بما يلائم توسع عائلات المستوطنين.وصرح في القدس «إسرائيل...ستلتزم بتعهدها بعدم بناء مستوطنات جديدة وإزالة المواقع غير المرخص بها. وأضاف أنه فيما يتعلق بالمستوطنات القائمة «يجب أن يسمح باستمرار الحياة الطبيعية في هذه المجتمعات.»وبالرغم من أن الاختلافات في السياسة كشفت صدعا أمريكيا إسرائيليا نادرا فانه لم يتضح بعد إلى أي مدى سيكون اوباما مستعدا للضغط على الدولة اليهودية لتقديم تنازلات بينما لم تستكمل حكومته وضع إستراتيجيتها بشأن الشرق الأوسط.ويرى أوباما أن الانخراط في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية ضروري لتحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي وحشد الدول العربية المعتدلة في جبهة موحدة ضد إيران.وأضاف رفض نتنياهو تبني حل الدولتين الذي ظل لفترة طويلة حجر الزاوية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط عقبة جديدة أمام جهود اوباما الدبلوماسية.وفي محادثات يوم الخميس حاول اوباما أيضا طمأنة عباس الذي يسيطر على الضفة الغربية فحسب بينما تسيطر حركة المقاومة الإسلامية حماس على قطاع غزة. وقال «نحن متمسكون تماما بكل التزاماتنا بموجب خارطة الطريق.»ويقول الفلسطينيون أن الغرض من توسيع المستوطنات الذي اعتبرته المحكمة الدولية غير قانوني هو حرمانهم من دولة لها مقومات البقاء.وقد تكون زيارة عباس لواشنطن مقدمة لما يمكن أن يتوقعه أوباما الأسبوع القادم حين يلتقي مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض ومع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة قبل أن يلقي خطابا موجها للعالم الإسلامي.وسيتطلع المسلمون لمؤشرات عن الكيفية التي سيتعامل بها أوباما مع الصراع العربي الإسرائيلي. وتعرض سلفه جورج بوش للانتقاد لتجاهله الصراع المستمر منذ عقود ويعتقد غالبية المسلمين أن سياساته منحازة لإسرائيل.