متابعة : نادرة عبدالقدوس لأسباب مختلفة يصاب بعض الأطفال بتخلف في النمو العقلي والحركي فيستدعي حينها الإسراع بإنقاذ ما يمكن إنقاذه دون تباطؤ أو تلكؤ من قبل الأسر وأولياء الأمور حتى لا تتطور الحالة مع مرور الوقت فيصبح من الصعوبة بمكان إيجاد العلاج المناسب وتحقيق النسبة المطلوبة منه ..والاسراع في علاج الحالات المرضية التي تصيب بعض الاطفال في الاسر حين إكتشافها باكراً تحمل له نتائج إيجابية ويسمى " التدخل المبكر" وهو مصطلح يشير الى الاجراءات والممارسات التي تهدف الى معالجة مشاكل الاطفال المختلفة مثل تأخر النمو والاعاقة بأنواعها المختلفة " ذو الاحتياجات الخاصة " بالاضافة الى توفير حاجات أسر هؤلاء الاطفال من خلال تقديم البرامج التدريبية والارشادية .وتتفاوت كثافة وتركيز برامج التدخل المبكر حسب نوع المشكلة فالمدة الزمنية تختلف حسب حالة الطفل ويتمثل الغرض من برامج التدخل المبكر في مساعدة طفل ذوي الاحتياجات الخاصة على النمو والتطور الى أقصى درجة يمكن الوصول إليها .ويسهم التدخل المبكر في تنمية قدرة الطفل العقلية والحركية وتحسن السلوك الاجتماعي والانفعالي ، كما يخفف من الإعاقة أو يمنعها وبالتالي يحد من تحويل أعداد كبيرة لبرامج التربية الخاصة مما يؤدي الى تخفيف الجهد والتكلفة المادية المتوقعة على تقديم خدمات تربوية متخصصة .ويكسب التدخل الطفل في السنوات الاولى من ولادته مفاهيم ومهارات ضرورية سواء لغوية أو معرفية أو سلوكية أو إجتماعية وذلك حسب حاجة الطفل .كما أن للتدخل المبكر أثر بالغ في تكييف الاسرة والتخفيف من الاعباء المادية والمعنوية نتيجة وجود حالة الاعاقة لديها .إضافة الى أن التدخل المبكر يتيح الفرص للأسر بالمشاركة في علاج الطفل .وفي بلادنا يوجد مركز للتدخل المبكر الاول من نوعه في محافظة عدن وقد أنشئ منذ بضعة سنوات كتجربة أولى في إطار مركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تديره الاخت ليلة باشميلة رئيسة جمعية تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة للتنمية .يضم مركز التدخل المبكر في محافظة عدن عدداً كبيراً من الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مشمولين برعاية اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين متدربين على برامج التدخل المبكر من قبل خبراء دوليين في هذا المجال .ويقوم المركز بنشاطات مختلفة يشرك فيها أهالي الاطفال الملحتقين فيه والذين شاركوا في دورات سابقة نظمها مركز ذوي الاحتياجات الخاصة تلقى فيها عدد من الأمهات تدريبات خاصة بمفاهيم برامج التدخل المبكر .. وهي سابقة لم تحدث في بلادنا ..من برامج التدخل المبكر المتعارف عليها دولياً :برنامج بورتج : وهو مشروع تعليمي يطبق على الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة منذ الميلاد حتى سن التاسعة ويقوم بتدريب الام على كيفية تعليم طفلها والتعامل معه لذا فهو برنامج تثقيفي للأمهات يؤهلهن ليصبحن المدرسات الحقيقيات لأطفالهن الذين يعانون من التأخر في النمو العقلي والحركي والشلل الدماغي ويستثنى الاعاقة الشديدة والصم والمكفوفين.برنامج فوجاتا : وهو برنامج تدريب بدأ تطبيقه في ألمانيا من خلال طبيب ألماني يدعى " فوجتا" "VOJTA" يهدف الى تدريب أمهات الاطفال المعاقين حركياً في سن مبكرة (50) سنة على أساليب حفز الاطفال الذين يعانون من التأخر في النمو الحركي من خلال الضغط بطريقة خاصة على نقاط معينة في جسم الطفل لتحفيز عضلاته .برنامج سكاي هاي : وهو برنامج تعليمي للتدخل المبكر من الولادة حتى سن أربع سنوات للأطفال الذين يعانون من صعوبات في السمع حيث يتم تدريب الاطفال على جوانب مختلفة أهمها طرق التواصل مع الاطفال ضعيفي السمع ، من خلال التدريب السمعي والنطقي والاساليب الاتصالية الاخرى كمدخل للتدريب الاجتماعي الحركي .برنامج تي دي إس أي (TDSA):وبدأ تطبيقه عام 1974م تحت مسمى برنامج الرعاية الوالدية لأطفال متلازمة داون وهو برنامج تعليمي للتدخل المبكر يهدف الى تدريب أهالي أطفال متلازمة مع داون بعد الولادة مباشرة حتى سن الثالثة ويعتبر الامهات والآباء شركاء رئيسيين في العملية التعليمية لهؤلاء الاطفال .