رام الله (الضفة الغربية) /14 أكتوبر/رويترز :قال مسئول فلسطيني يوم أمس الأربعاء إن الرئيس محمود عباس سيبلغ الجامعة العربية اليوم الخميس بأن المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل لم تحرز تقدما كافيا لتبرير إجراء مفاوضات سلام مباشرة. وأضاف المسئول لـ(رويترز) “الرئيس أبو مازن (محمود عباس) سيخبرهم حتى هذه اللحظة لا يوجد ما يقنعنا بالذهاب إلى المفاوضات المباشرة ... لا يوجد ما هو جديد.”وكان الرئيس الفلسطيني قد رفض الضغوط الامريكية قائلا انه يريد أن تحرز المحادثات غير المباشرة تقدما اولا خاصة في قضايا الامن وحدود الدولة الفلسطينية التي يأمل اقامتها على أراض تحتلها اسرائيل منذ عام 1967 .وسيبلغ عباس لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في القاهرة اليوم بوضع المحادثات غير المباشرة الحالية التي بدأت بوساطة امريكية في مايو ايار بعد موافقة الجامعة على اطار زمني مدته أربعة اشهر ينتهي في سبتمبر أيلول.وكانت المرة الاخيرة التي اجتمع فيها مبعوث الرئيس الامريكي باراك أوباما للشرق الاوسط جورج ميتشل مع الرئيس الفلسطيني في 17 يوليو تموز برام الله في الضفة الغربية.وأضاف مسؤولون فلسطينيون انه خلال هذا الاجتماع رفض عباس طلبا امريكيا ببدء محادثات مباشرة.ويقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه يريد بدء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين على الفور.لكن المسؤول الفلسطيني قال “سنقول للعرب ان الامريكيين تقريبا لم يأتوا بشيء. على الاغلب سنكمل الشهرين الباقيين وسنرى ماذا يمكن ان يحصل”.وكان أوباما الذي يسعى الى احياء عملية السلام في الشرق الاوسط قد قال في وقت سابق هذا الشهر انه يأمل أن تبدأ المحادثات المباشرة بحلول سبتمبر ايلول قبل انتهاء التجميد الجزئي لبناء المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية الذي حددته اسرائيل بعشرة اشهر.وكان نتنياهو قد عبر عن عدم رغبته في تمديد التجميد وهو ما قد يعقد الجهود الامريكية لاقناع عباس بالجلوس على مائدة المفاوضات.ويرأس نتنياهو ائتلافا يضم أحزابا مؤيدة للمستوطنين منها حزب يقوده وزير الخارجية افيجدور ليبرمان وقال يوم أمس الأربعاء انه “لا مجال لاي تجميد بعد 25 سبتمبر”.ومصير المستوطنات اليهودية المقامة على أراض تحتلها اسرائيل من القضايا الرئيسية التي تواجه العملية الدبلوماسية.وينظر الى عباس على أنه يتوخى الحذر تجاه خوض محادثات مباشرة مع زعيم اسرائيلي يميني يشك في رغبته في تقديم عرض يمكن أن يقبله الفلسطينيون.ووصف اسحق هرتزوج الوزير في الحكومة الاسرائيلية وعضو حزب العمل وهو حزب يسار وسط الازمة الاسرائيلية الفلسطينية بأنها تشبه أحجية “البيضة ام الدجاجة”.وأضاف هرتزوج للاذاعة الاسرائيلية “ابو مازن يقول.. لا أريد خوض مفاوضات مباشرة الى أن أعرف ماذا ستكون النتيجة النهائية.“نتنياهو يقول.. ادخل المفاوضات المباشرة وسأبلغك ايضا ماذا ستكون النتيجة النهائية. كل منهما ينظر اليها (المسألة) بطريقة عكسية ونحن في فخ سياسي”.ويقول نتنياهو ان عباس يهدر الوقت. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد تعهد بالقيام “بمجازفات سياسية” من أجل السلام لكنه لم يعلن بعد عن لفتات بناء الثقة التي وعد بها تجاه الفلسطينيين.وفاجأ عباس الذي يقود ادارة تعتمد على المساعدات الغربية الكثير من المراقبين بمقاومته الضغوط الامريكية. ويقع الرئيس الفلسطيني (75 عاما) تحت ضغوط في الداخل حتى لا يخوض الان المزيد من مفاوضات هو الطرف الاضعف فيها.